أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية انشقاق جندي كوري شمالي ثان، وصل إلى الشطر الجنوبي عبر المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين. يأتي ذلك بعد إصابة جندي كوري شمالي بجروح خطرة، من رصاصات أطلقها زملاؤه في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لدى عبوره الحدود في بلدة بانمونجوم، وهي المنطقة الوحيدة التي لا يفصل بين الجنود الشماليين والجنوبيين فيها سوى جدار إسمنتي. وقاد الجندي المنشق أوه تشونغ- سونغ (24 سنة) آنذاك مركبته بسرعة إلى الحدود التي تخضع لحماية أمنية مشددة، ثم ترجّل وبدأ بالجري نحو الجنوب وسط رصاص ينهمر عليه من الوراء. وأظهر تسجيل مصوّر جنديَين كوريَين جنوبيَين يزحفان نحوه ويسحبانه إلى منطقة آمنة، وهو الآن يتعافى من 4 إصابات في مستشفى كوري جنوبي، وبات يستطيع الوقوف والسير مع مساعدة، كما كتب رسالة شكر إلى الفريق الطبي الذي عالجه. وقال جرّاح الجندي المنشق لي كوك جونغ ان الأخير يريد دراسة المحاماة، اذ «تعذّر عليه في الشمال ان يدرس كثيراً، بسبب خدمته العسكرية». وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أمس إن الجيش رصد عبر معدات مراقبة جندياً شمالياً برتبة منخفضة يعبر الجزء الغربي من المنطقة الوسطى الحدودية، على رغم ضباب كثيف حدّ من الرؤية إلى 100 متر تقريباً، قبل ان يتّجه نحو مركز حراسة جنوبي. وأشار إلى أن الجيش الكوري الجنوبي أطلق نحو 20 طلقة تحذيرية من مدفع رشاش نحو جنود شماليين كانوا يقتربون من الحدود، بحثاً عن رفيقهم المنشق. وبعيداً من بانمونجوم، تمتد بقية المنطقة المنزوعة السلاح بطول 4 كيلومترات تحيط بها اشرطة شائكة وحقول ألغام، ويُعتبر عبورها امراً بالغ الخطورة. ويُعد حادث الأمس الانشقاق الرابع لجندي كوري شمالي عبر المنطقة المنزوعة السلاح هذا العام. كما اعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية أن الشرطة البحرية عثرت الأربعاء على كوريَين شماليَين في قارب صيد قبالة الساحل، مشيرة الى انهما «أعربا عن رغبتهما في الانشقاق». وتابعت أن السلطات تدرس طلبهما للجوء. وأفادت أرقام نشرتها رئاسة اركان الجيش في سيول بأن 15 منشقاً، من مدنيين وعسكريين، قصدوا الجنوب مباشرة هذا العام، أي 3 مرات اكثر من عام 2016. الى ذلك، أوردت صحيفة «جونغانغ إلبو» الكورية الجنوبية أن سيول تعتزم شراء 20 مقاتلة «شبح» إضافية من طراز «أف-35 إي» من الولايات المتحدة، بعد أقل من شهرين على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن كوريا الجنوبية ستشتري عتاداً عسكرياً ببلايين الدولارات. ونقلت عن مصادر حكومية إن إدارة المشتريات الدفاعية الكورية الجنوبية بدأت إجراءات لشراء المقاتلات العشرين. وكانت سيول أعلنت عام 2014 خطة لشراء 40 مقاتلة من طراز «أف-35 إي» تنتجها شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية. في غضون ذلك، ذكر ديبلوماسيون ان الولايات المتحدة والصين تناقشان تشديد عقوبات على كوريا الشمالية، بعد اطلاقها الشهر الماضي صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، رجّح محللون ان يبلغ مداه 13 ألف كيلومتر، أي أنه يطاول الولايات المتحدة. ورجّح ديبلوماسي توزيع نص على أعضاء مجلس الأمن هذا الأسبوع، معتبراً ان «الاتفاق مع الصينيين على قرار جديد يشكّل مطلباً هائلاً». على صعيد آخر، نفى ناطق باسم الخارجية الكورية الشمالية اتهامات وجّهتها واشنطن، حمّلت بيونغيانغ «مسؤولية مباشرة» عن هجوم «وانا كراي» الإلكتروني الذي شلّ مستشفيات ومصارف وشركات أخرى في العالم هذا العام، مشيرة الى ان خسائره بلغت بلايين الدولارات. وتعهدت اتخاذ تدابير «تقوّض قدرة (بيونغيانغ) على شنّ هجمات». وقال الناطق: «ليست لنا صلة بالهجمات الإلكترونية ولا نشعر بحاجة إلى ردّ على مزاعم سخيفة من الولايات المتحدة». واعتبر الاتهامات الأميركية استفزازاً سياسياً خطراً، مؤكداً أن الدولة الستالينية لن تتسامح معه.
مشاركة :