تميم في غرب أفريقيا.. دعم إرهاب ومآرب أخرى!

  • 12/22/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكّد مراقبون أنّ جولة أمير قطر تميم بن حمد، إلى دول غرب أفريقيا، ما هي إلّا محاولة لفك العزلة التي يعانيها نظامه، بسبب تورطه في دعم وتمويل الإرهاب، وأحد محاور خطة التنسيق «القطري - الإيراني» لاختراق القارة السمراء، عبر إقامة علاقات سياسية، عادة ما تعتمد على إرسال وعود جوفاء بالاستثمارات وتطوير التعاون الاقتصادي، فيما يتمثّل الهدف الحقيقي منها في استقطاب الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني المتصلة بقوى الإسلام السياسي في المنطقة، وهو ما تمّ الكشف في دول عدة، مثل موريتانيا والنيجر، وآخرها تشاد، التي اتخذت مواقف داعمة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب. ولفت المراقبون إلى أنّ قطر لم تتعلم الدرس بعد، ولا يزال بها توق لدعم الإرهابيين في دول غرب أفريقيا، فضلاً عن سعيها الدؤوب للتأثير في قرارات الاتحاد الأفريقي، لا سيّما في الملف الليبي، الذي تقف فيه الدوحة إلى جوار المليشيات المتطرّفة المنبوذة سياسياً واجتماعياً، ومحاولاتها البائسة للتأثير سلباً في المكانة الروحية التي تحتلها المملكة العربية السعودية في دول الساحل والصحراء. ويشير جل المحللين السياسيين، إلى أنّ جولة تميم في دول غرب أفريقيا، تأتي ضمن محاولاته تبرئة نظامه من تهم دعم وتمويل الإرهاب التي تلاحقه، مشيرين إلى أنّ قطر ليس لها مصالح حيوية في المنطقة، ومع ذلك، تعمل على تغطية دورها التخريبي في مجتمعات المنطقة، بمبادرات سياسية يبدو تأثرها الفعلي محدوداً. تدخل سافر واتجهت قطر في عامي 2012 و2013، لاختراق منطقة الساحل والصحراء، عبر التدخّل المباشر في شمالي مالي ذي الطبيعة الاستراتيجية المهمة. وفي مارس 2013، فجرت «لوكانار أونشيني» الفرنسية، قنبلة خطيرة، عندما أكّدت تورط قطر في تفجّر الوضع بمنطقة الساحل. ونقلت عن مصادر استخباراتية، تأكيدها وجود دعم من الدوحة لحركة الأزواد الانفصالية، وكذلك الجماعات المتطرّفة في المنطقة. ووفق أسبوعية «لوكانار أنشيني» الفرنسية، جرت مفاوضات بين قطر وشركة «توتال» النفطية الفرنسية، للتنقيب عن البترول بمنطقة الساحل، دعماً لمخطط مشبوه تقوم به في المنطقة، موضحة أنّ وزير الدفاع الفرنسي السابق، جان إيف لو دريان، كان مطلعاً على تورّط قطر، كما أسر به أحد كبار ضباط الأركان الفرنسيين، في استيلاء حركات متطرّفة على شمالي مالي. وأفاد جهاز «الاستخبارات العسكرية» الفرنسي، بأنّ ثوار «الحركة الوطنية لتحرير الأزواد» و«القاعدة في المغرب الإسلامي» و«الجهاد في غربي أفريقيا»، حصلوا على دعم مالي من قطر، مشيراً إلى أنّ خطف الأجانب، وتهريب المخدرات، لا يكفي لسدّ حاجات المجموعات الإرهابية. وأشارت «لوكانار أونشيني»، إلى أن الدبلوماسية الفرنسية تدرك أنّ دول غربي أفريقيا، لا تملك القدرة العسكرية للتدخّل في مالي، واستعادة مدن وصحاري شمالي البلاد. دور شرير وكشفت الصحيفة الفرنسية «الكنار أنشيني»، عن اتهامات وجّهتها أجهزة الاستخبارات الفرنسية لقطر، ودورها في نشوء «ملاذ جديد للإرهاب». ورفع جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي «دي جي إس أو» في 2013، عدة مذكرات لقصر «الإليزيه»، محذراً من «النشاطات الدولية» لقطر، كما أكّد ضباط في جهاز «الاستخبارات العسكرية»، أنّ سخاء قطر لا يُضاهى، وأنّ هذه الدولة لم تكتفِ بالدعم المالي، بل والسلاح أيضاً. ووجّه سادو ديالو، عمدة مدينة غاو شمالي مالي، اتهامات لقطر بتمويل المتطرفين في المدينة. ومما زاد شكوك عمدة غاو حول طبيعة الدور القطري في شمالي مالي، هو النشاط الإنساني الذي كانت تقوم به جمعية الهلال الأحمر القطري الصيف الماضي، حيث كانت توزع مساعدات غذائية لسكان غاو، وصرح عنصر من حركة الجهاد والتوحيد، لم تكشف هويته، أن قطر كانت تساعد هذه الحركة، التوحيد والجهاد، لكي تتقرب من السكان. وقال رولان مارشال المتخصص في شؤون منطقة الساحل الأفريقي، في تقرير أعده في عام 2013، إن قوات خاصة قطرية، دخلت في الشمال المالي، وأشرفت على تدريب عناصر من حركة أنصار الدين، التي تمثل أحد أجنحة القاعدة في المنطقة. دعم مخطّط وامتدت أيادي «تنظيم الحمدين» لدعم وتمويل المتطرّفين في السنغال، إذ ذكر الخبير والباحث الفرنسي، رينيه نابا، وهو باحث وصحافي فرنسي ومسؤول سابق عن المكتب الدبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية في الشرق الأوسط، أنّ الإخوان يسعون في الوقت الراهن لبسط نفوذهم في السنغال، رغبة منهم في اتخاذ هذه الدولة قاعدة خلفية لهم، في ظل تصاعد التضييق عليهم في أوروبا، والانتكاسات التي تعرضت لها الجماعة في عدد من الدول العربية، لا سيّما مصر وليبيا وتونس. ووفق الباحث، فإنّ قطر تعمل جاهدة على تعميق دور الإخوان في السنغال، من خلال البنوك في هذا المجتمع الذي يعاني من الفقر المدقع والجفاف وقضايا الفساد، مضيفاً: «قطر الراعي البديل للإخوان، تمثل وسيلة قوية لانتشار الجماعة، لا سيما في التمويل، وقناة الجزيرة، التي تعتبر واحدة من أدواتها للاختراق الاقتصادي والأيديولوجي». وأشار نابا إلى أنّ قطر كانت ترغب في إنشاء قناة تليفزيونية باللغة الفرنسية في داكار، لكن الرئيس السنغالي عارض الفكرة، مفضلاً القناة الفرنسية «فرانس 24». ولفت الخبير الفرنسي إلى أنّ اهتمام الإخوان بالسنغال، ورغبتهم في استخدامها كقاعدة لهم، يرجع إلى فبراير 2014، حينما قام وفد من الجماعة بزيارة رسمية إلى داكار، واعتبرت تلك الزيارة الأولى، على أنها محاولة لتسوّل القبول. اختراق مجتمع عمد «تنظيم الحمدين» إلى اختراق المجتمع في بوركينا فاسو، تحت شعارات خيرية، لا سيّما من خلال ما تسمى «جمعية قطر الخيرية»، المصنفة ككيان إرهابي، والتي أكدت تحقيقات دولية، تورّطها في تمويل تنظيم القاعدة في عدد من البلدان، مثل أفغانستان والصومال ومالي. وحذرت مصادر محلية، من الدور الذي تقوم به الجمعية، وخاصة في المناطق النائية والأحياء الشعبية الفقيرة، عبر تكريس الأفكار المتطرّفة داخل المساجد التي تتولى بناءها ثم تسليمها إلى جماعات تعتنق فكر حسن البنا وسيد قطب. ويرى مراقبون أن اتساع أنشطة «قطر الخيرية»، تزامن مع ارتفاع نسبة العمليات الإرهابية في بوركينا فاسو، ففي يناير 2016، أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، أنه نفذ هجمات أسفرت عن مقتل 30 شخصاً في العاصمة واغادوغو.

مشاركة :