تقرير أممي يكشف فجوة الجوع الواسعة الناجمة عن التصعيد المتواصل للعنف بين الدول التي تشهد نزاعات وتلك التي لا تشهد مثل هذه النزاعات في المنطقة.العرب [نُشر في 2017/12/22، العدد: 10850، ص(7)]أزمة إنسانية متصاعدة في اليمن روما- حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في تقرير جديد، من أن النزاعات والأزمات الطويلة في عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعرقل الجهود لتحقيق هدف القضاء على الجوع في المنطقة بحلول 2030. وركز التقرير الذي جاء بعنوان “نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا” لعام 2017، بشكل خاص على “فجوة الجوع” الواسعة الناجمة عن التصعيد المتواصل للعنف بين الدول التي تشهد نزاعات وتلك التي لا تشهد مثل هذه النزاعات في المنطقة. وعانى، في دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا المتأثرة بشكل مباشر بالنزاع، 27.2 في المئة من السكان من الجوع المزمن أو نقص التغذية، في الأعوام من 2014 إلى 2016، أي أعلى بست مرات من نسبة عدد السكان الذين يعانون نقص التغذية في الدول التي لا تشهد نزاعات خلال نفس الفترة والبالغة 4.6 في المئة في المعدل. ووصل مستوى انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي يعتبر مقياسا آخر من مقاييس الفاو لمستويات الجوع، في الدول التي تشهد نزاعات، ضعف مستواه في الدول الأخرى. ويلقي ذلك بظلال قاتمة على قدرة منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بشكل عام على تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة بالقضاء على الجوع بحلول 2030، بحسب ما حذر التقرير. وفي هذه المنطقة التي تعد معظم دولها من الدول المتوسطة الدخل، والتي لا يتجاوز معدل الجوع المزمن فيها عادة نسبة 5 في المئة من السكان، فإن العنف في بعض دولها تسبب في ارتفاع كبير في نسبة سكانها الذين يعانون من الجوع المزمن بحيث وصلت هذه النسبة إلى المعدلات المسجلة في دول العالم الأكثر فقرا، وهو ما يتسبب في تراجع كبير في جهود خفض مستوى الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بأكملها. وسيصعّب هذا إمكانية تحقيق تقدم حقيقي باتجاه القضاء على الجوع في المنطقة باستخدام الأدوات التقليدية لصنع السياسات، إلا إذا اتخذت خطوات جدية وحاسمة باتجاه تحقيق السلام والاستقرار. وقال التقرير إن العنف في سوريا أدى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 67 في المئة، كما قوض الأمن الغذائي بشكل كبير، حيث أصبح ما بين 70 و80 في المئة من السوريين بحاجة الآن إلى مساعدات إنسانية، بينما يحتاج 50 في المئة إلى مساعدات غذائية. أما في العراق، فقد أدى العنف إلى انخفاض بنسبة 58 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي، وتسبب في حاجة 30 في المئة من السكان إلى مساعدات إنسانية، بينما يحتاج 9 في المئة منهم إلى مساعدات غذائية. وأدى الصراع في اليمن إلى احتياج ما بين 70 و80 في المئة من السكان إلى المساعدات الإنسانية، بينما يحتاج 50 في المئة من السكان إلى المساعدات الغذائية. وفي ليبيا التي تعتبر كذلك من المناطق الساخنة في المنطقة، فقد قوض النزاع الأمن الغذائي حيث يحتاج 6 في المئة من السكان إلى المساعدات الغذائية. وأكد عبدالسلام ولد أحمد مساعد المدير العام للفاو والممثل الإقليمي في مكتب المنظمة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، على الأهمية الكبرى لبناء الصمود وإدامة السلام في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لتحسين رفاه السكان. وأشار إلى “الضرورة المتزايدة لتطبيق سياسات وممارسات شاملة وطويلة الأمد للقضاء على الجوع بحلول 2030”، مضيفا أنه “عندما تعاني دول المنطقة من تصاعد العنف، فإن تحقيق هدف معالجة أهم مشاكل المنطقة من سوء التغذية وندرة المياه والتغير المناخي يصبح أكثر صعوبة، ولكنه يصبح في الوقت ذاته أكثر إلحاحا”.
مشاركة :