بغداد - تظاهر مئات العراقيين غالبيتهم من أنصار المعارض السياسي البارز مقتدى الصدر في بغداد، الجمعة، تأييدا للمظاهرات التي تشهدها بعض مدن إقليم كردستان احتجاجا على الفساد وللمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية. وعلى مدى الأيام الماضية، أقدم محتجون في إقليم الشمال على إحراق عدد من مقار الأحزاب الرئيسية، ولا سيما حزبي "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني، وشريكه في الحكومة "الاتحاد الوطني الكردستاني". واحتشد مئات من أنصار الصدر في ساحة التحرير في بغداد، وسط إجراءات أمنية مشددة، ورددوا شعارات مناهضة للفساد المالي والإداري في البلاد، وداعمة للتظاهرات التي تشهدها بعض مدن إقليم شمالي البلاد. وقال عبد اللطيف جبار، أحد المتظاهرين إن "تظاهراتنا الأسبوعية بدأت تأتي ثمارها حتى على صعيد إقليم كردستان العراق، نلاحظ اليوم الجماهير في الشارع تهتف ضد الفاسدين والفساد في مدن إقليم الشمال، وهذا شيء إيجابي وتطور في الوعي الجماهيري". وينظم أنصار الصدر تظاهرات واحتجاجات ضد الفساد في بغداد وبعض المدن العراقية. وأوضح جبار أن "الجميع اليوم في بغداد والمحافظات مؤيد للتظاهرات التي تشهدها مدن الإقليم ضد الفساد وتحسين الأوضاع المعيشية ومحاسبة الفاسدين ومنح المواطنين حقوقهم القانونية". وزاد سخط السكان على حكومة الإقليم بعد عجز الأخيرة عن دفع رواتب الموظفين بشكل كامل، حيث تلجأ إلى ادخار جزء منه نتيجة الأزمة المالية التي يمر بها الإقليم. ويشهد إقليم الشمال، أزمة اقتصادية خانقة، منذ أكثر من سنتين نتيجة خلافات على توزيع إيرادات النفط بين الإقليم والحكومة المركزية في بغداد. وتفاقمت الأزمة بعد إجراء الإقليم استفتاءً الانفصال الباطل، في سبتمبر/أيلول الماضي، فرضت على إثره الحكومة المركزية في بغداد مجموعة من العقوبات على الإقليم. وتعهّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأسبوع الجاري بالتدخل في حال تعرض المتظاهرين في الإقليم لانتهاكات من جانب القوات الأمنية. وتنص المادة 38 من الدستور العراقي، على أن تتكفل الدولة بحرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل، وحرية الاجتماع والتظاهر السلمي، وتنظم بقانون، وحرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر.
مشاركة :