جمعة الغضب الثالثة في الأراضي الفلسطينية

  • 12/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القدس – أحمد عبدالفتاح| غداة تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة باغلبية ساحقة ضد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب ازاء مدينة القدس، اندلعت اعنف المواجهات في الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة للجمعة الثالثة على التوالي، في حين جدد الرئيس محمود عباس من باريس بعد اجتماعه بالرئيس ايمانويل ماكرون عزمه مواصلة القطيعة مع اشنطن ورفضه لما يسمى بـ «صفقة القرن» التي وعد ترامب بطرحها على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي نهاية العام الجاري او مطلع العام القادم على ابعد تقدير. وانطلقت عقب انتهاء صلاة الجمعة مسيرات جماهيرية حاشدة، في سائر المناطق الفلسطينية رفعت خلالها أعلام الدول التي صوتت لمصلحة فلسطين في الجمعية العامة، وتوجهت نحو نقاط التماس مع جيش الاحتلال، حيث وقعت اعنف المواجهات، وكان اكبرها في مدينة القدس، حيث ادى 45 ألف مصلٍ صلاة الجمعة، في باحات المسجد الأقصى انطلقوا بعدها في مسيرات جابت باحات الأقصى، وانطلقت باتجاه «باب العمود» الباب الرئيس للبلدة القديمة، حيث قامت قوات الاحتلال بقمعها وامطرت المحتجين بالرصاص المطاطي والمعدني، وبقنابل الغاز ما ادى الى اصابة العشرات بحالات اختناق. وفي مدينة بيت لحم جنوب الضفة اندلعت مواجهات عند مدخلها الشمالي، المؤدي الى القدس المحتلة اطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ما ادى الى اصابة شابين بالرصاص وصفت اصابتهما بالخطيرة والمتوسطة. كما أطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه الاف المتظاهرين في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل. واندلعت مواجهات مماثلة في مخيم العروب شمال المدينة بعد اقتحام قوات الاحتلال للمخيم. وفي مدينة نابلس شمال الضفة أدى الاف المواطنين صلاة الجمعة في ساحة «دوار الشهداء» وسط المدينة، اعقبتها مسيرة توجهت نحو حاجز حوارة جنوب نابلس، حيث دارت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال. وقالت مصادر الهلال الاحمر الفلسطيني انها قدمت العلاج لعشرات المصابين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع . وفي ذات السياق، اصيب شابان بالرصاص الحي في العنق بمواجهات مع الاحتلال في بلدة «اسكاكا» شرق مدينة سلفيت شمال الضفة، اصابة احدهم خطيرة خلال مواجهات اندلعت مع الاحتلال الاحتلال. شهيدان في غزة وفي قطاع غزة، اعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الشاب زكريا الكفارنة 24 عاما برصاص الاحتلال شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة. كما استشهد شاب آخر برصاص الاحتلال قرب نقطة عسكرية اسرائيلية شرق مدينة غزة. ووقعت مواجهات عنيفة شرق الشجاعية على الخط الفاصل مع قطاع غزة، واخرى قرب معبر بيت حانون «ايرز» وشرق مدينة خانيونس ما ادى الى اصابة ثلاثة مواطنين بالرصاص، احداها متوسطة واصيب اكثر من 20 اخرين بالرصاص المطاطي وجراء استنشاق الغاز. رفض أي صفقة سياسياً، أعلن الرئيس عباس امس أنه لن يقبل أي خطة سلام من جانب الولايات المتحدة في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، مؤكداً: «أن واشنطن لم تعد «وسيطا نزيها» بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل». وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك عقده في باريس في ختام اجتماعه مع الرئيس ماكرون «إن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا نزيها في عملية السلام ولن نقبل أي خطة منها بسبب انحيازها وخرقها للقانون الدولي». وأضاف عباس: إن الاعتراف بدولة فلسطين، هو استثمار في السلام، وفي مستقبل مستقر وآمن للمنطقة، وإبعاد شبح العنف والتطرف والإرهاب والحروب عن منطقتنا، ومن أجل ذلك وحفاظاً على حل الدولتين قبل فوات الأوان، فإننا ندعو الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين أن تفعل. ولفت عباس إلى «ما تنفذه إسرائيل من مخططات في القدس من تغيير لهويتها وطابعها وتهجير لأهلها من المسيحيين والمسلمين والاعتداء على مقدساتها، موضحا أن ما يجري خطير جداً ولا يمكن السكوت عليه، مؤكداً: «أن الحل يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية». من جانبه، اعتبر ماكرون أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل همشها في هذا الملف، مبينا انه لن يقوم بالمثل ولن يعترف بدولة فلسطينية بشكل احادي الجانب. واضاف ماكرون رداً على طلب عباس الاعتراف بدولة فلسطين «هل سيكون مجدياً اتخاذ قرار من طرف واحد بالاعتراف بفلسطين؟ لا أعتقد. لأنه سيمثل رد فعل» على القرار الأميركي «الذي سبب الاضطرابات في المنطقة». سأكون بذلك أرد على خطأ من النوع ذاته، مضيفا انه لن «يبني خيار فرنسا على أساس ردة فعل على السياسة الأميركية». وجدد ماكرون معارضته للقرار الأميركي وبموقف فرنسا القائم على ان «لا بديل لحل الدولتين ولا حل من دون الاتفاق بين الطرفين حول القدس».

مشاركة :