لم يُعِر أحد اهتماماً لاستقالة الحكومة، كما لم يهتم المواطنون بتشكيلتها، وذلك ليأسهم وعدم تفاؤلهم... وإذا ببصيص الأمل يعود إليهم مرةً أخرى بعد أن أعلنت التشكيلة الوزارية الحالية بدخول الشيخ ناصر صباح الأحمد، ليعود التفاؤل إليهم بحقبة جديدة ستغير المشهد الحالي بكل عبثه وفساده، وهو ما يعول عليه المواطنون لما عرفوه عن الشيخ ناصر الذي تزعم وثيقة الدستور لأبناء الأسرة، ولقراءتهم مقالته الشهيرة: "سيدي سرحهم وتوكل"، كما أن قربه من الشخصيات الكويتية المتزنة والإصلاحية جعل المواطنين يفرحون بتوزيره، فلعله المنقذ من حالة التردي التي تمر بها البلاد والعباد. أنا شخصياً لا أعرف عن الشيخ ناصر إلا ما يعرفه معظم المواطنين، ولم ألتق به في حياتي، ولكن شخصية كناصر الصباح ابن الحكم يؤمن بالدستور ويستذكر موقف الشعب الكويتي الموحد وتمسكه بشرعيته ونظامه إبان الغزو العراقي الغاشم ويحترم خيارات الأمة باختيار ممثليها في مجلس الأمة، ويدعو إلى وقفة جادة وقرار حازم في وجه الفساد ومؤسسته لمصلحة الكويت، ويؤمن بأن من لا يمتلك الرؤية ويعجز عن معالجة المشكلات وتقديم الحلول يجب أن يستبعد، كما أنه يدعو إلى وقفة في وجه من أفسد وخرب القيم، ومن يفتعل الأزمات ويسيء إلى حيادية الحكم، ويتجاوز القانون ويعجز عن حماية المال العام، ويطالب بموقف ضد من يعتقد أن الكويت كيان مؤقت، وبوجه من يحاول العبث بالدستور ومؤسساته الدستورية، ودمر المجتمع وقسمه ولعب في الإدارة فأفسدها وأضعفها. شخصية بحجم الشيخ ناصر يؤمن بالحكمة القائلة "تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت فإن تولت فبالأشرار تنقاد"، ويرفع شعار "أنا وشعبي كل أبونا جماعة"، مجيء مثل هذه الشخصية جعلت الأمل يعود إلى شعب فقد الأمل وأصيب بحالة يأس متكرر، الأمر الذي جعل المواطنين يستبشرون بتوزيره وصعوده إلى سدة القرار، متأملين حقبة جديدة خالية من الفساد والمفسدين ورؤية مستقبلية لبناء دولة عصرية تواكب الدول المتقدمة وتعوضنا عن سنوات التخلف والتأخر التي مررنا بها. يعني بالعربي المشرمح: نقول للشيخ ناصر: سرحهم وتوكل على الله، واعتمد على شعبك الذي فرح بقدومك إلى سدة القرار، لتنهي بذلك حقبة الفساد وتقضي على المفسدين وتعيد إلى الدستور مؤسساته، وإلى القانون روحه وهيبته، وسترى اصطفاف الشعب خلفك بكل فئاته وشرائحه، وسيكونون ذراعك الذي يضرب مكامن الفساد ليقضي عليها، وكفك الذي ينهض بالوطن إلى مكانته الحقيقية بين الدول، فسرحهم وتوكل وكلنا معك.
مشاركة :