التوكل على الله مفتاح السعادة

  • 12/23/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال فضيلة الداعية الشيخ عبدالله بن محمد النعمة، في خطبته بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، إن التوكل الصادق على الله تعالى، والثقة به، واليقين بموعوده، جماع الإيمان، وباب السعادة ورضا الرحمن. إنها خصال عظيمة مترابطة، تدل على كمال الإيمان وحسن الإسلام، وتجلب للعبد محبة الله تعالى ومعونته ونصره وتأييده. تحفظ العبد من الشيطان ونزغاته وأعوانه، وتورثه راحة البال واستقرار الحال، وبها تمام المعونة من الله تعالى في سعة الرزق، وتحقيق الرضا، وتكفير الخطأ، ورفعة الدرجات العلا، وهي من أعظم الأسباب التي يحصل بها المطلوب للمسلم، ويندفع بها كل مكروه عنه؛ فإن الله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}. وأضاف: «إن التوكل على الله تعالى، والثقة واليقين به سبحانه، منزلة من أوسع المنازل في الإسلام وأجمعها؛ فإن الدين توكل على الله واستعانة، وثقة به سبحانه ويقين، وعبادة له -عز شأنه- وإنابة. والتوكل على الله والثقة به في حياة المسلم عمل وأمل، مع هدوء قلب وطمأنينة نفس، واعتقاد جازم بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه لن يصيب المرء إلا ما قدّره الله عليه، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، وأن ما وعد الله عباده من الخير والرزق والتأييد والنصر والتمكين في الأرض متحقق لا محالة، متى صدق العبد في إيمانه وطاعته وحسن توكله على الله وثقته ويقينه به. قال ابن القيم رحمه الله: (والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم)». وأشار إلى أن الثقة بالله تعالى هي سواد عين التوكل عليه سبحانه، ونقطة دائرة التفويض إليه واليقين به. روى عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن نزلَتْ به فاقةٌ فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقتُه، ومَن نزلَتْ به فاقةٌ فأنزَلَها بالله فيوشك اللهُ له برزقٍ عاجلٍ أو آجل». وأضاف النعمة : «كم يحتاج المسلم إلى صدق التوكل على الله في حياته، وحسن الثقة به في مطلوبه وموعوده، حتى يكون ذلك سجية له في أفعاله وأقواله، وخُلُقاً لا ينفكّ عنه أبداً في سيره إلى الله والدار الآخرة. ونوّه بأن مما يعين المرء المسلم على ترسيخ صفة التوكل على الله والثقة به في حياته: الإيمان بنصوص القرآن والسُّنَّة الثابتة، والتصديق بما تحمله من بشارات كريمة، ووعود عظيمة للمتوكلين على الله، الواثقين بما وعد به عباده الصالحين، الموقنين بفضله ونصره ولقائه سبحانه وما أعدّه للمتقين المؤمنين من عباده، ثم النظر في أحوال المتوكلين على الله الواثقين به سبحانه من أنبيائه ورسله وصفوته من عباده الصالحين، والتأسّي بأحوالهم وما سطّروه في صفحات التاريخ من مواقف رائعة في التوكل على الله والثقة واليقين به سبحانه وتعالى؛ مما يزيد المسلم يقيناً إلى يقينه، ويمنحه دروساً في التوكل والثقة واليقين بالله لا تزعزعها الخطوب، ولا تؤثر فيها عوارض الحياة وصروف الدهر وسهام الأعداء.;

مشاركة :