يعتبر الماء قوام الحياة لكل الكائنات في الأرض، وقد حث ديننا الحنيف على الحفاظ على هذه النعمة، واستغلالها بالشكل الأمثل، مثلما حرم الإسراف في استعمالها، حتى لو كان للعبادة كالوضوء أو الغسل، فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم على سعدٍ وهو يتوضأ، ورآه عليه الصلاة والسلام قد أسرف في الوضوء، فقال عليه الصلاة والسلام: (ما هذا السَّرَف) ؟! فقال: يا رسول الله، أفي الوضوء إسراف؟! فقال: (نعم، ولو كنت على نهر جارٍ) رواه ابن ماجه. وتحرص دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي ممثلة بإدارة الهندسة ورعاية المساجد على الاستفادة من الحلول التقنية الحديثة، وتوظيفها لخدمة أهدافها والمصلحة العامة، وتحديداً فيما يتعلق بترشيد استهلاك المياه في المساجد و بيوت أئمتها، والمباني التابعة للدائرة انسجاماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) وضمن استراتيجية المجلس الأعلى للطاقة عام 2030، لتوفير 20% من الطاقة في عام 2021 وتوفير 30% من الطاقة عام 2030، وحفاظاً على هذه النعمة للأجيال المقبلة. واستنادا إلى ما فات، فقط أطلقت إدارة الهندسة ورعاية المساجد في الدائرة مشروع تركيب أجهزة توفير مياه في 80 مسجداً وبعض سكنات الأئمة ضمن مبادرة ترشيد استهلاك الطاقة والمياه في المساجد ومباني الدائرة، حيث ركبت ألف جهاز موفراً بتدفق 2.5 لتر/ دقيقة، والفاً أخرى، لتجد أن مجموع التوفير خلال تسعة شهور من تركيب الأجهزة الموفرة بلغ بالدرهم ما قيمته 558 ألف درهم، وبالجالون ما حجمه6.6 ملايين جالون مياه. ويؤكد المهندس محمد المنصوري مدير الإدارة لـ«البيان» أن مشروع تركيب أجهزة توفير المياه في المساجد وبيوت الأئمة والمباني الخاصة بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي يحقق نسب توفير بحدود20% - 30% من استهلاك المياه في المساجد وبذلك يعتبر مشروعاً مشجعاً للاستثمار وذو تكلفة منخفضة .
مشاركة :