المطالعة في المنزل 30 دقيقة تكفي

  • 12/23/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر عدد من التربويين أن الواجبات المنزلية بمثابة رحلة تعليمية مستمرة من التعلم تبدأ خلال اليوم المدرسي الطبيعي وتتكامل لتصبح على هيئة مشروع يتم إنجازه من قبل الطلاب، مؤكّدين أن كثرة الواجبات المنزلية تصادر حقوق الطلبة في الأنشطة والمهارات الحياتية. وكانت إحدى الدول العربية قد شهدت حادثاً أليماً أخيراً بسبب واجب منزلي منحته المدرسة لطالبة في الصف الأولى الابتدائي ورفضت أن تحل الواجب وكان مصيرها الموت على يد والدها الذي قام بتعنيفها لعدم استجابتها لحل الواجب. تقصير من جهتها اعتبرت التربوية محاسن يوسف، أن المدرسة التي تمنح واجبات منزلية كثيرة يعد تقصيراً منها في تقديمها للمعلومات والتدريب العملي على الدروس اليومية، مشيرة إلى أن الواجبات المنزلية لها آثار سلبية على الطالب وتؤثر على حق الطلبة في ممارسة الأنشطة الاجتماعية والرياضية المتنوعة، وتصادر حقوقه في اكتساب المهارات الحياتية وخاصة ان المدارس تمنحه أساسيات لها فقط، ولكنه يحتاج لممارسة عملية حتى يكتسبها بطبيعة الحياة. وأضافت: في حال منحت المدرسة واجباً فلا بد أن لا يتعدى العشر دقائق وذلك للصفوف من 1 حتى 6، أما الصفوف الأكبر لا بد أن لا يزيد الواجب على مادة واحدة يومياً بحيث لا يمل الطالب ويصبح أمامه الوقت المتسع لمراجعة دروسه وممارسة الأنشطة. واتفق معها في الرأي الخبير التربوي احمد عبد الله، موضحاً أن الظروف المنزلية ربما لا تشجع على حلّ الواجبات المنزلية وكذلك خلق آثار سلبية لدى التلميذ تنتج عنه كرهه للدراسة، أو إثارة القلق والتوتر لدى بعض التلاميذ، وتقلل من وقت المرح والاستمتاع وتقلّل من الوقت الذي يقضيه التلميذ مع أسرته أو أصدقائه. ولفت إلى أن الآباء عادة يتدخلون في مساعدة أبنائهم لحل الواجبات وعملية التدريس في حالة استخدامهم لأساليب تدريس مختلفة عن المربين بحيث يؤدي إلى إرباك وتداخل لدى أبنائهم، أو ينتج عنه حل أولياء الأمور الواجبات بأنفسهم. واعتقد أن بعض المدرسين الذين يكلّفون الطلبة بواجب مدرسي، كعقاب لهم على بعض السلوكيات غير المرغوب فيها، يعد خطأ جسيماً وفادحاً، ويلجأ الكثير من الآباء إلى أداء بعض الواجبات المنزلية عن أبنائهم تخفيفاً عنهم وتعاطفاً معهم وتجنباً لما قد يحصل أو يطالهم من عقاب المدرس، ويذهب إلى المدرسة ولا يعلم ما يوجد في دفتره أو كتابه من حل. وفي السياق ذاته قال بيل ديلبروج المدير المؤسس لمدرسة دنكرست الأميركية: إنه يثق بأن العملية التعليمية تتطلب تقديم الطلاب مشاريع بصورة منتظمة والدقيقة وفق وقت محدد للمعلمين لتمكنهم من تقييم استيعاب الطلاب للأهداف وقدرتهم على إنتاج عمل ذي جودة عالية والابتكار وفق معايير عالية. فالتعلم والابتكار قائم على إنشاء بيئة تعلم يتم فيها احترام أفكار الطلاب ومتابعة تطورها من قبل المعلمين. واعتبر أنه لا يجب أن تنطوي الواجبات المنزلية على الكثير من العمل أو أن تهدف لاستكمال العمل المنجز خلال اليوم، بل ينبغي أن تكون بمثابة تجربة تعليمية عالية الجودة وقائمة على المشاريع تتيح لطاقم المعلمين الفرصة لتقديم ملاحظات بناءة تصب في مصلحة الطالب. وأضاف: لا شك أن الطلاب يحتاجون لقضاء وقت بمفردهم لإطلاق العنان لأفكارهم واكتشافها بأسلوبهم، وتحديد آلياتهم للتوصل للأسلوب الأنسب والوصول إلى استنتاجاتهم، وهذا هو الأساس وراء الواجبات المنزلية. مشيراً إلى أنه يتعين علينا أن نسأل طلابنا عما يجول في خاطرهم كي يتمكنوا من معرفة أنفسهم واتجاهاتهم في العالم. وينبغي أن نقدم لطلابنا أدوات البحث الفكري وما يلائم شغفهم ويمكنهم من التعبير عن الذات حتى يتسنى لهم النمو. وقال: وفي «مدرسة دنكرست الأميركية» يسهم كل جانب من جوانب برنامج الواجبات المنزلية في تشجيع الطلاب على تحمل مسؤولية تعليمهم سواء خلال ساعات المدرسة العادية أو بعد انتهائها، حيث نحرص على تعزيز قدرة الطلاب على التحلي بقدرة التحليل المنطقي وتزويدهم بالعديد من الأدوات التي تساعدهم في الحصول على الإجابات. ويتحقق هذا الأمر عندما يقوم الطلاب بتوسيع نطاق يوم التعلم من خلال استكمال المشاريع المنزلية والفروض التي تخضع لعملية التقييم من قبل طاقم المعلمين لدينا. بيئة تعليمية وقالت الدكتورة رانيا عبدالله من كلية القانون في جامعة الفلاح إن ظروف المنزل ربما لا تشجع على حل الواجبات البيتية مما يخلق آثاراً سلبية لدى الطلاب إما نتيجة للواجبات المنزلية بذاتها أو نتيجة لطبيعة الطالب، مشيرة إلى أن الواجبات المنزلية تصادر حق الطالب في الأنشطة الاجتماعية المتنوعة، وغالباً ما يتدخل الآباء في مساعدة أبنائهم لحل الواجبات وعملية التدريس واستخدام أساليب تدريس مختلفة عن المعلم، مما يؤدي إلى إرباك وتداخل لدى الطالب. وأضافت الدكتورة رانيا عبد الله أن الواجب المنزلي يؤدي إلى إكساب التلاميذ صفات غير مرغوبة مثل عادة الغش، وذلك أثناء قيامهم بنسخ الواجب من زميله أو مساعدته عند أداء هذا الواجب، كما أن الواجبات المنزلية الكثيرة تثير القلق والتوتر لدى بعض الطلاب كما ان بعض المدرسين يكلفون تلاميذهم بواجبات مدرسية، كعقاب لهم على بعض السلوكيات غير المرغوبة، وهو ما يعتبر خطأ كبيراً تؤثر على مسيرة الطالب التعليمية. تحصيل من جانبها قالت الدكتورة رينيه أبوخوذة من كلية الاتصال الجماهيري في جامعة الفلاح: إن الواجبات المنزلية تعطي الطلاب فرصة لممارسة الأخطاء التعليمية وتقلّل من وقت المرح والاستمتاع وتقلّل من الوقت الذي يقضيه الطلاب مع أسرهم أو أصدقائهم، حيث إنه لا يوجد مراعاة من المعلم للفروق الفردية في الواجبات المنزلية للطلاب، بشكل يتساوى الأذكياء والآخرون في نفس الواجب. وأضافت، أن الواجب المنزلي من الممكن أن يؤدي إلى إجهاد مفرط أو يؤذي الطالب جسدياً ونفسياً، حيث إنه قد لا تظهر الآثار مباشرة، إلا بعد سنوات طويلة، لذا يلجأ الكثير من الآباء إلى أداء بعض الواجبات المنزلية عن أبنائهم تخفيفاً عنهم وتعاطفاً معهم تجنباً لما قد يحصل أو يطالهم من عقاب. واختتمت الدكتورة أبو خوذة أن هناك شواهد ودلائل توضح أنه الآن قد ثبت أن الواجبات المنزلية لا ترفع درجات الطلاب في التحصيل العملي موضحة أن هناك زيادة ملحوظة في الوقت الذي يقضيه الطلاب في الواجبات المنزلية وذلك خلال العقود الثلاثة الماضية، بالمقابل لم يكتشف أي تقدم في مستوى الطلاب في المواد الأساسية، مثل القراءة والعلوم والرياضيات. فروقات من جهته قال المعلم أحمد عبد الحميد: لا يوجد مراعاة من المعلم للفروق الفردية في الواجبات المنزلية التي تمنح للتلاميذ، حيث يتساوى الأذكياء والآخرون في نفس الواجب، مفيداً بأن غالبية المدرسين يرون أن الواجبات المنزلية تعمل على تحسين المستوى التحصيلي للطلاب، ويصدق ذلك ويتأكد إذا كانت الواجبات المنزلية مخططاً لها تخطيطاً سليماً وذات أهداف واضحة ومرتبطة بحاجات الطلاب وقدراتهم وميولهم. واجبات قال مايكل بارتليت مدير مدرسة رايزنج: تختلف جميع المدارس والثقافات المدرسية عن بعضها البعض من عدة نواحٍ، بما في ذلك متطلبات الواجبات المنزلية، إذا اعتبرنا أن الواجبات المنزلية هي ممارسات مستقلة لمهارة ما أو عرض لمعرفة أو معلومة إضافية يتم تعلّمها كل يوم، فإننا في مدرسة رايزنج اخترنا لهذه الواجبات أن يكون محلّها المدرسة وليس المنزل .

مشاركة :