حذرت أخصائية أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمركز بلسم للأطفال الدكتورة نجلاء محمد شعبان أولياء الأمور من شراء أدوية المضادات الحيوية لأبنائهم دون وصفة من الطبيب المختص بالأطفال. وقالت «لا أنصح باستخدام المضادات الحيوية إلا باستشارة طبيب وإن المضادات الحيوية من شأنها أن تدمر المناعة أو الجهاز المناعي للإنسان وخاصة عند الأطفال»، مشيرة الى أن إصرار أهل الأطفال الحصول على مضادات حيوية لأطفالهم في حالة الإصابة بالأمراض العادية مثل الحرارة المرتفعة أو الانفلونزا أو غيرها من أمراض الشتاء، أمر خاطئ. ولفتت إلى أن بعض الأطباء وللأسف يقدمون مضادات حيوية للمرضى من الأطفال عند إصابتهم بالأنفلونزا، وهو أمر غير مجد لمثل هذه الحالات، إذ أن ذلك من شأنه أن يعرضهم لمشكلات المضاد الحيوي ومضاعفاته، وتقلل من المناعة المكتسبة لديهم، لافتة إنه للأسف بعض الصيدليات تصرف مضادات حيوية من دون وصفة طبية، وهذا ما ينبغي مراقبته من قبل وزارة الصحة والجهات المعنية بمراقبة الصيدليات. وقالت: ننصح بالمضادات فقط في الحالات الشديدة وحالات الربو والقلب والأطفال الخدج، لأن الأطفال في السنين الاولى ليس لديهم ذاكرة مناعية فبالتالي يكون عرضة للإصابة المتكررة بالفيروسات. وقالت: إن أكثر الأخطاء التي تواجهنا إصرار أهل الأطفال الحصول على مضادات حيوية لأطفالهم في حالة الإصابة بالأمراض العادية مثل الحرارة المرتفعة أو الانفلونزا أو غيرها من أمراض الشتاء، مشيرة إلى أن مركز بلسم للأطفال يدعو الجمهور إلى توخي الحذر عند استخدام المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية المضادة للميكروبات، وذلك للحيلولة دون تكون المناعة لدى الميكروبات وتزايد مقاومتها لهذه الأدوية، باعتبار أن هذه المشكلة باتت تشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة في مختلف أنحاء العالم. وذكرت د.شعبان الحاصلة على الزمالة البريطانية لطب الأطفال في تصريح لـ(الأيام) إنه مع برودة الجو ودخول فصل الشتاء هناك أمراض معينة يصاب بها معظم الأشخاص، مثل البرد، والانفلونزا، وعدوى الجهاز التنفسي، وهناك أمراض أخرى تزداد حدتها وأشهرها آلام المفاصل، والربو، وهناك حالات الإصابة بالربو والحساسية والانفلونزا الموسمية تزداد بين الأطفال وهو الأمر الذي يؤدي الى زيادة وارتفاع في عدد المرضى في عيادات الأطفال وعيادات طب العائلة. وأكدت أن حالات الإصابة بالأنفلونزا تزداد في البحرين في هذه الفترة مع دخول فصل الشتاء من كل عام، مشيرة إلى أن مركز بلسم للأطفال استقبل العديد من الأطفال المصابين بالانفلونزا وبالربو وحساسية الأنف والصدر بسبب تغير الجو وبرودته، وخصوصًا لدى الأطفال الى جانب نزلات البرد والتهاب البلاعيم والإذن والاطفال حديثي الولادة ومن هم في عمر أول سنة تنتشر بينهم التهاب الشعيبات الصغيرة الفيروسي، وذلك بسبب انتشار الفيروسات في الجو، واختلاط الطلبة والأطفال فيما بينهم في المدارس ورياض الأطفال والحضانات. وقالت إن الأطفال تزداد لديهم نسبة الإصابة بالانفلونزا الموسمية في هذه المواسم، إذا لم يأخذوا العلاجات الوقائية، داعية المصابين بالأمراض المزمنة من الأطفال إلى ضرورة أخذ التطعيمات الموسمية، ومحاولة عدم التعرض للأشخاص المصابين بالأمراض الموسمية، لافتة الى ان تقلبات الهواء البارد تؤثر عليهم وان اصابة شخص واحد بالانفلونزا كفيلة لنقل العدوى للآخرين. وقالت إن أمراض الشتاء الشائعة تشمل أمراض الجهاز التنفسي كالإنفلونزا والزكام والتهاب القصبة الهوائية والتهاب اللوزتين والتهاب الحلق والتهاب الشعب الهوائية، وتزايد أزمات الربو، وبعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما والحساسية الجلدية والاكتئاب الشتوي. وأضافت أن هناك فرقا بين الزكام والإنفلونزا، فالزكام هو أقل خطرًا من الإنفلونزا وأكثر انتشارًا، ومن أعراض الزكام سيلان في الأنف واحتقان خفيف في الحلق، أما أعراض الإنفلونزا فتكون أكثر حدة وتتميز بحدوث حمى شديدة وسعال شديد وألم في العضلات والمفاصل. وقدمت د. شعبان العديد من النصائح لوقاية الأطفال من الأمراض التي يتعرضون لها بشكل شائع في فصل الشتاء، مثل نزلات البرد والانفلونزا، مشددة على ضرورة الإهتمام باللبس والتدفئة الجيدة المعتدلة، وإبقاء إحدى النوافذ مفتوحة وإن كان الطقس باردا، مع الحرص على أن يرتدي الأطفال ملابس إضافية أثناء ذلك، والهدف منع تركيز الفيروسات والجراثيم وتقليلها قدر المستطاع في جو الغرفة، خاصة إن كان أحد الأطفال مصابًا فعند السعال والعطاس يمتلئ جو الغرفة بالجراثيم والفيروسات المعدية، وفصل الأطفال المرضى عن الأصحاء، والحرص على عدم نومهم في غرفة واحدة، الى جانب المحافظة على النظافة الشخصية والحرص على منع تبادل الأغراض بين الأطفال خاصة الألعاب. ونصحت الدكتورة بضرورة أن يغسل الأطفال أيديهم قبل الأكل لأن الفيروسات منتشرة في كل مكان، والأهم من غسل الأيدي تعليم الأطفال كيف يغسلون أيديهم باستخدام الصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، والوقاية عبر التغذية السليمة والحرص على أن يتناول الأطفال أنواعا من الفاكهة المتوفرة في الشتاء، مثل: الحمضيات، الكيوي والجوافة، لأنها غنية بفيتامين (C)، كذلك الموز الغني بالمغنيسيوم، كما نصحيت بتناول الأطفال للخضراوات الملونة، التي تحتوي على مضادات الأكسدة، وهي مواد مضادة للسموم وتساعد في تقوية جهاز المناعة، والاكل المغذي الصحي والعسل في الصباح لتقوية المناعة خاصة عسل المنوكه، وتناول الخضروات والفواكه، والتقليل والامتناع عن الاكل المصنع اللذي يحتوي على مواد حافظة وملونات والوجبات السريع والتي من شأنها ان تقلل المناعة بشكل كبير ضد البرد. وأوصت بضرورة إعطاء الأطفال بعض الفيتامينات المهمة للأطفال في عمر السنة مثل فيتامين دال، وذلك أن الأطفال لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كاف، كما أنه من المهم معرفة أن فيتامين د مهم لصحة عظام الأطفال وأسنانهم، وهو مهم للغاية في امتصاص الكالسيوم والوقاية من مرض «الرخد» الذي ينجم عنه تلين واعوجاج في العظام، كذلك إعطاء الأطفال حساء ساخنا من مرقة الدجاج أو غيرها، والحرص على تفريغ الأطفال لطاقتهم لأن النشاط البدني يساعد على إفراز «الاندروفينات» (Endorphins) في الجسم، وهي تساعد في تعزيز جهاز المناعة وتحسن من قدرة الجسم على محاربة الأمراض إضافة إلى الراحة والنوم الجيد.
مشاركة :