حان الوقت لإظهار بعض التقدير تجاه روني

  • 12/23/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

ظن الكثيرون أن مسيرة لاعب مانشستر يونايتد السابق قد انتهت عندما عاود الانضمام إلى صفوف إيفرتون، لكن المركز الذي يحظى به اللاعب البالغ 32 عاماً كبير هدافي بطولة الدوري الممتاز، الذي لا يلعب في مركز المهاجم بشكل صريح، يشير إلى عكس ذلك. بالنظر إلى الأهداف الـ14 التي أحرزها، يبدو محمد صلاح العنصر الأبرز خلال النصف الأول من الموسم في فريق ليفربول. ويبقى مانشستر سيتي ملوك الأهداف، دونما منازع مع وصول اثنين من لاعبي الفريق، رحيم سترلينغ وسيرغيو أغويرو، إلى عدد أهداف من الذي يتألف من رقمين قبل حلول موسم أعياد الكريسماس. إلا أنه من بين ما يقرب من ستة لاعبين بالدوري الممتاز حققوا هذا المستوى المبهر من عدد الأهداف مبكراً، واحد فقط منهم لم يكن يشارك بوضوح في مركز المهاجم خلال هذا الموسم. كما أنه ليس في صفوف نادي من النخبة المشاركة ببطولة دوري أبطال أوروبا، على خلاف باقي كبار الهدافين. في الواقع، بدا إيفرتون أغلب الوقت على الطرف الآخر من جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز أغلب الوقت، بل وحتى أسابيع قليلة ماضية بدا شبح الهبوط يحوم من حوله. ومع ذلك، لم يحُل هذا دون إحراز واين روني هدفه الـ10 خلال الموسم في مواجهة إيفرتون مع سوانزي سيتي، الأسبوع الماضي. ويقتضي الإنصاف هنا الإشارة إلى أن روني سجل ذلك الهدف من نقطة ركلة الجزاء، وهدفين آخرين كذلك من مجمل أهدافه، لكن الحقيقة أيضاً أن هاري كين وأغويرو سجلا أيضاً أهدافاً من ركلات جزاء. أما أهداف روني من اللعب المفتوح، فتتضمن ثلاثية الأهداف الأولى التي سجلها لحساب إيفرتون، والهدف المذهل الذي سجله في شباك وستهام يونايتد من نصف الملعب الخاص بفريقه، والهدف الذي سجله على ملعب استاد الاتحاد في أغسطس (آب)، الذي لا يزال اللحظة الوحيدة حتى الآن خلال الموسم التي نزف فيها مانشستر سيتي نقاطاً بالدوري الممتاز. وبالنظر إلى كل ما سبق، يبدو من المنطقي تماماً الدعوة لإظهار بعض اللين في التعامل مع اللاعب صاحب الأعوام الـ32. كانت غالبية الناس قد ظنّت أن مهاجم مانشستر يونايتد السابق قد انتهى أمره، أو على الأقل ولَّت سنوات الذروة والتألق في مسيرته الكروية على ملعب استاد أولد ترافورد. وعجز الكثيرون عن فهم السبب وراء رغبة إيفرتون استعادة اللاعب إلى صفوفها، خصوصاً في الوقت الذي مضى المدرب رونالد كويمان في ضم غيلفي سيغوردسون إلى الفريق. ولبعض الوقت، بدا أن إيفرتون سيعجز عن اختيار التشكيل الأمثل، خصوصاً فيما يخص خط الهجوم. وبالفعل، تكبد كويمان نهاية الأمر ثمناً فادحاً جراء ذلك بإقالته. الآن، يبدو أن إيفرتون ربما تعجل بعض الشيء في قراره، ليس فيما يخص طرد كويمان، وإنما بالنسبة لافتراض أن منحنى الهبوط في أداء الفريق سوف يستمر حتى قاع جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز. ولجأ النادي إلى سام ألارديس بهدف الحيلولة دون حدوث ذلك، إلا أن صحوة روني بدأت قبيل قدوم المدرب الجديد. وتمثل العنصر المحوري الفارق في تلك اللحظة في الاستعانة بروني في دور أعمق قليلاً، بحيث يتوقف عن الاستمرار في الجري إلى داخل المساحة الخاصة بيسغوردسون. في الواقع، لطالما شعر ألارديس بارتياح في التعامل مع دور روني في الفريق. وعندما كان مدرباً للمنتخب الإنجليزي أخبر اللاعب أن بمقدوره اللعب في المكان الذي يحلو له. ومع أن الحال انتهى بكليهما إلى الخروج من المنتخب الإنجليزي في وقت مبكر كثيراً عما كان متوقَّعاً، يبدو من المحتمل أن لقاءهما من جديد على مستوى النادي يوافق كلاً منهما على نحو ممتاز. من الواضح أن ألارديس ينوي الاقتصاد في استغلاله روني ومنح اللاعب أكبر قدر ممكن من الراحة، مع الاعتماد عليه في المباريات الكبرى. جدير بالذكر أنه حتى في أوج تألقه، تعرض روني بعض الأحيان للتهميش تحت قيادة سير أليكس فيرغسون داخل مانشستر يونايتد، وذلك قبل أن يسأم كل من لويس فان غال وجوزيه مورينيو من محاولة التوصل إلى الصيغة المثلى لدمجه في صفوف الفريق، وقررا، نهاية الأمر، تركه على مقعد البدلاء، الأمر الذي أصبح مشهداً روتينياً. من جانبه، قال ألارديس: «خلال سنوات روني الأخيرة في مانشستر يونايتد، لم يكن يشارك فعلياً في المباريات، رغم أنه كان واضحاً أنه يرغب في اللعب». هنا تحديداً تظهر واحدة من النقاط المميزة عند ألارديس، بطبيعة الحال. في بولتون، نجح ألارديس في بناء سمعة له باعتباره يتميز بالقدرة على إطالة عمر المسيرة الكروية للاعبين دوليين بارزين بدا أنهم ودعوا أفضل أيامهم داخل الملاعب وراء ظهورهم، بدءاً من يوري ديوركاييف وصولاً إلى جاي أوكوشا. ورغم عشقه للكرات الطويلة والكرة البسيطة، دائماً ما أبدى ألارديس إعجابه باللاعبين الموهوبين القادرين على الاعتناء بأنفسهم والتعامل مع كرة القدم بجدية، ويبدو أنه يرى في روني واحداً من هذه النوعية من اللاعبين. وفي تصريحات له، قال ألارديس عن روني: «إنه لاعب محترف بحق ومن الرائع العمل معه، فأنت لست بحاجة سوى لإخباره بأمر ما مرة واحدة فقط لتجده استوعبه تماماً. ورغم أنه قد يبدو للبعض وكأنه يشارك في الملاعب منذ فترة طويلة للغاية، تظل الحقيقة أن روني لا يزال في الـ32 فقط من عمره. وأعتقد أنه لا تزال أمامه بضعة سنوات أخرى داخل الملاعب». من المحتمَل أن يكون هذا أيضاً تفكير روني، إذا ما حصل على رخصة تجيز له التراجع قليلاً خلف المهاجمين واللعب في وسط الملعب. الملاحَظ أن هذا الأمر لم يُفلِح قط داخل مانشستر يونايتد الذين تمتعوا بلاعبي خط وسط أفضل وأكثر تمرساً عن روني في هذا المركز، ورغبوا في دفع الكرة نحو الأمام بسرعة أكبر. أما داخل إيفرتون، فإنه ربما يتمكن من الاضطلاع بدور متنوع. في العادة، يروق لروني العمل من قرب خط المنتصف، بل وأحياناً ينتقل إلى مركز أعمق بحثاً عن الكرة، ومن هنا تظهر قدرته على تمرير الكرة، بجانب أن لديه حسّاً جيداً بالتوقيت يمكنه طرحه لدعم اللمسات الأخيرة على الهجمات بعض الأحيان. ويشير عدد الأهداف التي سجلها حتى الآن، الذي يفوق ما سجله ألفارو موراتا وألكسندر لاكازيت، إلى أنه لم يفقد نزعته الهجومية بعد. ومع أن الهدف الذي سجله في شباك ليفربول كان من ركلة جزاء، فإن فرصة حدوثه تحققت بفضل تمريرة من روني من الجناح الأيمن باتجاه دومينيك كالفرت ليوين داخل منطقة المرمى، حيث أثار المهاجم الشاب حالة من الاضطراب كانت كافية لأن يرتكب الدفاع مخالفةً بحقه ليحتسب الحكم ركلة جزاء. حتى الآن، لم يتعرض إيفرتون لهزيمة واحدة منذ تولي ألارديس مهمة تدريب الفريق. ومع هذا، يواجه الفريق مهمة صعبة أمام تشيلسي (اليوم)، لكنه على الأقل يخوض المباراة بروح معنوية مرتفعة جعلت من حالة القنوط واليأس التي سيطرت على الفريق منذ شهر واحد أمراً من الماضي. بطبيعة الحال، يعود بعض الفضل عن ذلك إلى ألادريس، وإن كان الإنصاف يقتضي القول إن حالة الصحوة في صفوف الفريق كانت قد بدأت للتو وقت انضمام ألارديس إليه. ويمكننا إيعاز جزء كبير من الفضل وراء ذلك إلى روني نفسه، وثمة مؤشرات توحي بأنه بدأ بالفعل بناء شراكة ناجحة مع سيغوردسون، مثلما هو متوقَّع من لاعبين على مستوى رفيع من المهارة والخبرة. من جانبه، شرح سيغوردسون أن الأمر تطلب منه بعض الوقت حتى يتمكن من مواكبة السرعة داخل إيفرتون. الواضح أن مشاحنات فترة الانتقال قبل الموسم أعاقت استعداداته قبل انطلاق الموسم الجديد، وعندما انضم أخيراً لفريقه الجديد وجد إيفرتون في حالة رديئة وفي قلب سلسلة من المواجهات الصعبة. وربما ينطبق القول أيضاً على روني، وإن كان انضمامه إلى إيفرتون يبدو أشبه بالعودة إلى الوطن. وربما كان من الحتمي أن يمر اللاعبان بفترة محاولة التأقلم. أما اليوم، فمن الواضح أن هذه الفترة انتهت واستعاد إيفرتون قوته من جديد، وإن كان ثمة تعقيدات جديدة بانتظار النادي مع حلول موسم الانتقالات الشتوية. من ناحية أخرى، فإن وجود روني في قائمة أكبر ستة هدافين بالدوري الممتاز لا يغير حقيقة حاجة إيفرتون إلى مهاجم. وتكمن المعضلة الكبرى أمام ألارديس الآن في كيفية العثور على هداف قادر على التكيف مع روني وسيغوردسون. وبالنظر إلى حالة الفوضى التي ضربت الفريق في أعقاب فشل مسؤولي النادي في إيجاد بديل مناسب لروميلو لوكاكو في الصيف، فإن ثمة مخاطرة أن يتكرر الخطأ ذاته من جديد.

مشاركة :