مدريد ـ (د ب أ) رغم احتياجهما لعام كامل للوصول إلى ذروة التناغم كثنائي هجومي على عكس ما كان مأمولاً من قبل الكثير من المتابعين، بات الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا نجما برشلونة الأسباني يضطلعان بدور أكبر يوماً تلو الآخر في قيادة كرة القدم الجديدة التي ينتهجها فريقهما في الوقت الراهن. وقال زوبيزاريتا مدير الكرة بنادي برشلونة معربا عن رأيه في نجمي فريقه: "إنهما لاعبان استثنائيان يقومان بما هو أكثر من مجرد لعب كرة القدم بشكل جيد وهذا شيء جيد بالنسبة للفريق". وفاز برشلونة بستة أهداف نظيفة على غرناطة يوم السبت الماضي في المرحلة السادسة من الدوري الأسباني في مباراة برع فيها الثنائي الشهير في ضبط إيقاع التفاهم والتناغم بينهما بطريقة جعلت من مراقبتهما ومحاولات إيقافهما من المستحيلات. وسجل نيمار أمام غرناطة ثلاثة أهداف "هاتريك" للمرة الأولى له في الدوري الأسباني، فيما شرع ميسي في تنميق أدائه الجديد كلياً بإحراز هدفين وصناعة اثنين آخرين لصالح زميله البرازيلي. وعلى هذه الشاكلة، ظهرت في الأفق ملامح الطريق نحو اكتمال خلق حالة من التوحد والتناغم بين اللاعبين لم تبرز أي من معالمها في الموسم المنصرم تحت قيادة خيراردو مارتينو المدير الفني السابق لبرشلونة. يذكر أن ميسي ونيمار لم يشاركا سويا كلاعبين أساسيين في الموسم الماضي إلا في 14 مباراة فقط. بيد أن الإصابات المتكررة التي تعرض لها النجم الأرجنتيني في النصف الأول من الموسم الماضي بالإضافة إلى صعوبات التأقلم التي واجهت الصاعد البرازيلي واقتراب انطلاق مونديال، 2014 الذي أحال النجمين الكبيرين إلى حالة من الثبات العميق، هي أسباب جعلت من التركيبة الفنية المنتظرة بتلاقي اللاعبين تبدو كما لو كانت جنيناً غير مكتمل النمو في كثير من الأحيان. وشهد الموسم المنصرم إصرار ميسي على الاحتفاظ بالكرة في الأمتار الأخيرة، فيما كان نيمار يعاني من عدم جاهزيته البدنية وابتعاده بشكل كبير عن التألق وهو ما أسفر عن أن الأهداف الـ 15 التي أحرزها النجم البرازيلي لم يكن أيا منها ممهورا بتوقيع جاره الأرجنتيني. إلا أن الموسم الجاري كان شاهدا على تغير الحال رأساً على عقب تحت رعاية لويس انريكي المدير الفني الجديد للفريق. ونجح المدير الفني الجديد في إقناع اللاعبين بأن يكون الفريق في مقدمة أولوياتهما قبل الأرقام القياسية والأهداف الشخصية، وهو ما أتى بثماره بشكل جيد سواء لصالح الفريق أو لصالح النجمين الكبيرين على حد السواء. ويمكننا أن نرى اليوم كلا اللاعبين وهم يقومان بالضغط على المنافس أمام مرماه بشكل مكثف وبطريقة تمكنهم من إحراز العديد من الأهداف، حيث أصبح نيمار هو الاختيار الأول في تمرير الكرة إليه من قبل ميسي الذي أدرك أنه يمكنه أن يتألق بفضل صناعة الأهداف كما يتألق بفضل تسجيلها. وقال نيمار في تصريحات لشبكة "كنال بلوس" الإذاعية بعد فوز فريقه على غرناطة: "ميسي يبحث عن جميع اللاعبين .. أنا أشكل ثنائيا جيدا معه ونتعرف على بعضنا البعض كل مرة بشكل أفضل".وتظهر الإحصائيات أن من بين 17 هدفا أحرزها برشلونة في مسابقة الدوري الأسباني حتى الآن تمكن نيمار وميسي من تسجيل 11 هدفا منها بواقع ستة أهداف للبرازيلي وخمسة أهداف أخرى بقدم الأرجنتيني، بالإضافة إلى أن ميسي أصبح أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في البطولة حتى اللحظة بواقع ست تمريرات. ويواظب النجمان الكبيران على تألقهما في انتظار أن يلحق بهما زميلهما الجديد لويس سواريز الذي عبر عن قدراته وذكائه في التجانس مع اللعب الجماعي بين صفوف ليفربول الانجليزي في الموسم الماضي، كما يأمل في تشكيل ثلاثي مع زميليه اللاتينيين راجياً كتابة تاريخ جديد في النادي الكتالوني. ولا يمكن لبرشلونة أن يأمل في أكثر مما حصل عليه حتى الآن هذا الموسم: يتصدر الدوري الأسباني ولم تستقبل شباكه أي أهداف بالإضافة إلى تألق أشهر نجومه تاركين وراء ظهورهم مشاعر الأنانية وأحلام المنافسة الفردية.
مشاركة :