المفتي يدعو علماء المسلمين إلى توعية الشباب بخطورة التطرف وجماعاته

  • 9/30/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دعا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء، علماء المسلمين والمفكرين، إلى الاهتمام بالشباب وتبصيرهم وبيان الحق لهم وإبعادهم عن كل ما يشدهم للجماعات المتطرفة التي خالفت شرع الله بسفك الدماء والاعتداء على الأعراض وترميل النساء وقتل الأطفال. جاء ذلك خلال افتتاح الدكتور بندر بن محمد حجار وزير الحج أمس، ندوة الحج الكبرى "تعظيم شعائر الحج"، التي تنظمها الوزارة بمشاركة عدد من العلماء والمفكرين والأدباء في السعودية والعالم الإسلامي في مكة المكرمة على مدار ثلاثة أيام. وأكد المفتي أن تعظيم شعائر الحج يدل على تعظيم المسلم لربه ولأوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى وأن شعائر الله هي في العموم مناسك الحج وتعظيم تلك الشعائر هي الحج الصحيح الذي أمرنا الله ـــ عز وجل ـــ به فيجب تعظيم البيت الحرام ذلك أنه يحرم فعل المعاصي فيه كإيذاء المسلمين والإلحاد فيه. وشدد على أنه يجب على كل مسلم أن يعظم كل مشعر يقف فيه في عرفات ومنى ومزدلفة وأن تعظيم المشعر يكون بالوقوف فيه لأداء النسك واحترامها والإخلاص لله ـــ عز وجل ـــ والبعد عن الجدال، ذلك أن الحج لا جدال فيه فهو وسيلة القلوب واجتماع الكلمة وتبصير المسلمين بأمور دينهم على الوجه الأكمل والصحيح. وحث علماء الأمة الإسلامية وفقهاءها وباحثيها على إثراء جانب تعظيم شعائر الحج في أطروحاتهم وإتقان فعلها وأدائها على أكمل وجه ومعرفة أسرار تلك الشعائر وحقوقها وبيان الفوائد الكثيرة الخيرة التي تجنى من ذلك التعظيم، داعيًا إلى البعد عن الدعايات المضللة وتشويش الأفكار. وأشار مفتي عام المملكة إلى أن العالم الإسلامي يمر بحالات وفترات حرجة أدت إلى قتل الناس وإخراجهم من ديارهم وتشريدهم وكل ذلك بسبب الفرقة والتشتت، مطالبا بالأخذ بأسباب الخير والرجوع إلى الله وسنة نبيه محمد ـــ صلى الله عليه وسلم. من جهته، أكد وزير الحج أن وزارته تقوم بتوجيه الدعوة للمشاركة في هذه الندوة لنخبة من أعلام الفكر والتأليف والتحقيق المسلمين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي والعالم حيث تهيئ لهم الفرصة للالتقاء والتحاور والتعارف والتواصل لتبادل المعلومات وتلاقح الأفكار. وعبر عن تطلعه أن يقوم المشاركون من الضيوف عند عودتهم إلى ديارهم بنقل توصيات الندوة وإيصالها للرأي العام هناك قدر المستطاع لتبصير حجاج بلدانهم الذين يعتزمون أداء النسك مستقبلاً بمزيد من التوعية بمتطلبات أداء الحج وكي يستفيدوا استفادة متكاملة من الخدمات الحيوية والتسهيلات متعددة الأبعاد التي توفرها حكومة المملكة خاصة التوسعات في الحرمين الشريفين والمشروعات في المشاعر المقدسة. ورأى الدكتور بندر حجار أن تثقيف الحجاج وتوعيتهم في بلدانهم قبل وصولهم إلى الأراضي المقدسة يسهم بصورة فاعلة في تلافي الأخطاء المحتملة، فالأخطاء التي قد يقع فيها بعض الحجاج تزيد من المشاق والمتاعب لكل الأطراف. وأوضح الدكتور هشام بن عبد الله العباس الأمين العام للندوة أن موضوع الندوة جاء ليكون عنوانًا رئيسًا لهذا العام بحكم أن ذلك من مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة من أداء النسك، ويأتي متزامنًا مع الدعوات المطروحة لتجنب ما يخل بهذا التعظيم خاصة ما يمس أو يعكر صفو الأمن والسلامة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة أو يلحق الضرر بضيوف الرحمن لأن الأمن والسلامة مطلب شرعي أساس في كل شعيرة من شعائر الحج. حضر الحفل الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي والشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. بعد ذلك بدأت جلسات البرنامج العلمي لندوة الحج الكبرى بمشاركة علماء ومفكرين من الدول العربية والإسلامية. وتهدف وزارة الحج من عقد هذه الندوات إلى إبراز الدور الثقافي والحضاري الذي تضطلع به المملكة لخدمة الحج والحجيج والتأكيد على الدور الثقافي والحضاري للمدينة المقدسة وأبنائها عبر العصور المختلفة وإبراز أهم الإنجازات والمشروعات الرائدة والتطورات المتلاحقة في الحرمين الشريفين لخدمة المسلمين، خاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وترسيخ مبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلامية من خلال موسم الحج عبر وجود هذه الأعداد الغفيرة من الحجيج، والتواصل العلمي البنّاء مع المؤسسات والمحافل العلمية والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم وتحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية وإرساء قواعد العمل الجماعي الموحد لأبناء العالم الإسلامي في الرد على الشبهات التي تحوم حول العقيدة والأمة والثقافة والتعريف بإنجازات الوزارة لخدمة الحج والحجاج إنفاذاً لتوجيهات ولاة الأمر بتقديم أفضل الخدمات للحجاج والعمار والزوار.

مشاركة :