مساعٍ عربية وإسلامية بعد تصويت الجمعية العامة وحفلة عشاء أميركية لرافضي قرار القدس

  • 12/23/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

احتفت الأوساط العربية والإسلامية بـ «الانتصار» الذي تحقق على الولايات المتحدة، والنجاح في تمرير قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، يرفض اعترافها بالقدس «عاصمة لإسرائيل». وأجمعت على ضرورة «البناء على القرار الدولي في تحريك عملية السلام»، في وقت أعلنت واشنطن عن مكافأة «غير تقليدية» للدول التي رفضته. وكانت الجمعية العامة صوتت بغالبية 128 صوتاً لمصلحة قرار القدس، في مقابل رفض 9 دول بينها أميركا وإسرائيل، وامتناع 35 آخرين عن التصويت، وغابت عن الاجتماع 21 دولة. وسارعت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، إلى أعلان قائمة الدول الـ65، التي رفضت أو امتنعت عن القرار أو غابت عن الاجتماع. وقالت في تغريدة على «تويتر»: «نقدر هذه الدول، لعدم مسايرتها طريق الأمم المتحدة غير المسؤول»، فيما كشفت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إن هيلي قدمت مكافأة غير تقليدية لتلك الدول. ونشرت الشبكة صورة لخطاب «دعوة رسمية» إلى الدول الـ65، ظهر فيه دعوتهم إلى عشاء رسمي في 3 الشهر المقبل، «تقديراً لمواقفهم الرافضة للقرار الدولي». وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، التسوية في الشرق الأوسط بعد قرار القدس. وذكر الكرملين أمس أن الرئيسين أكدا «استعدادهما للمساعدة في تسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس القانون الدولي وإقرار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة». وبالتزامن مع ذلك، كان وفد فلسطيني برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني يبحث مع مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني الوزير «وانغ يانغ»، في مبادرة صينية- دولية لعملية السلام بمشاركة بكين. وقال مجدلاني: «وضع القدس حساس، ويجب إحياء عملية السلام وإيجاد حل نهائي للوضع في القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. الإعلان الأميركي في شأن القدس ينهي دورها في العملية السياسية». إلى ذلك، كشف مصدر عربي في القاهرة لـ «الحياة» عن إرجاء اجتماع كان مقرراً غداً في الأردن لوفد وزاري عربي (يضم وزراء خارجية السعودية، مصر، الأردن، فلسطين، المغرب، الإمارات، والأمين العام للجامعة العربية) يتولى التحرك ديبلوماسياً لمجابهة الاعتراف الأميركي بالقدس «عاصمة لإسرائيل». وأوضح المصدر أن الإرجاء تم إلى مطلع الشهر المقبل، لأسباب تتعلق بترتيب مواعيد الوزراء. ورحبت الجامعة العربية بالقرار الدولي، الذي أكد الحق العربي الفلسطيني في القدس وأبطل أي أثر للقرار الأميركي. وشدد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة السفير سعيد أبو علي على «أهمية مواصلة العمل العربي المنسق مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية لإنهاء الاحتلال وتمكين الدولة الفلسطينية من السيادة والاستقلال». وأوضح «سنواصل البناء على هذا الإنجاز والنصر الجديد لفلسطين، وتطويره مع هذه الغالبية الساحقة لنجسد معاً إرادة المجتمع الدولي بتحقيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية». وقالت البعثة السعودية لدى الأمم المتحدة على «تويتر» إن القرار «يتماشى مع موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية». وأضافت أن المملكة تولي القضية الفلسطينية «اهتماماً خاصاً باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى». وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن قرار الجمعية العامة «موقف أخلاقي مهم ورسالة واضحة من المجتمع الدولي. توظيف هذا الرصيد يتطلب عملاً جاداً والتوقف عن الاستغلال الكيدي للقضية الفلسطينية». واعتبر الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن التصويت الدولي «يجسد إرادة الشرعية الدولية بتأكيد عدم قانونية أي إجراء يستهدف تغيير الوضع القائم في القدس». وعدت العراق القرار «انتصاراً» للشرعية الدولية والقضية الفلسطينية. واعتبرت منظمة التعاون الإسلامي أن «القرار التاريخي»، «يجسد إجماعاً دولياً على دعم الحقوق الوطنية الفلسطينية وتثبيتها في القدس، ورفضاً لأي محاولات غير شرعية من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني للمدينة».

مشاركة :