الطبيب المصري يدعو جميع ركاب القطارات إلى عدم الخوف من المستقبل، وكسر روتين الحياة بقضاء العطلات في أماكن جديدة وممارسة الرياضة بانتظام. العرب محمـد عبدالهادي [نُشر في 2017/12/23، العدد: 10851، ص(24)]التوجه إلى المرضى دون انتظار مجيئهم إليه (تصوير: محمد حسنين) القاهرة – يقضي طبيب مصري وقت فراغه في التنقل بين القطارات لعلاج مرضاه مجانا، إذ لا يمتلك عيادة ولا يشترط حجزا مسبقا ولا يستطيع المريض أن يصل إليه، بل هو الذي يصل إلى المريض طالما هو موجود بالقطار. وقال الطبيب سيد شكري، الذي يعمل في منصب كبير الأخصائيين بإدارة بركة السبع بمحافظة المنوفية التي تبعد عن القاهرة 70 كيلومترا، إنه كان يبحث عن وسيلة لمساعدة المرضى فوجد ضالته في القطارات التي تمثل وسيلة انتقال ذوي الدخل المنخفض، فقرر التوجه إلى المرضى دون انتظار مجيئهم إليه. ويقدم شكري استشارات لعدد يتراوح بين 10 و20 شخصا طوال رحلة القطار من القاهرة إلى مدينته، والتي تستغرق قرابة الساعة ونصف الساعة، جنبا إلى جنب مع إلقاء محاضرات عليهم في التنمية البشرية حول “كيف تعيش سعيدا”. وأكد شكري، الذي يقوم بتلك المهمة منذ 1983، أنه لا يجري كشفا طبيا بالمعنى الكامل، إذ يتطلب الأمر استخدام الأجهزة الطبية المتخصصة بالعيادات، لكنه يقوم بالاكتشاف المبكر للمرض، أو إزالة أصماغ شمعية، ويحيل من يعاني من مشكلات أكبر إلى عيادات أطباء آخرين. ويدعو جميع ركاب القطارات إلى عدم الخوف من المستقبل، وكسر روتين الحياة بقضاء العطلات في أماكن جديدة وممارسة الرياضة بانتظام. وصرح شكري في حديثه لـ“العرب”، أنه بدأ بسائقي القطارات لتوجيه نصائح عن استشارات طبية لهم، إذ يتسبب تكرار السفر في امتلاء الأذن بالأتربة والغبار حيث تلتصق بالصمغ الذي تفرزه فتتحول إلى مزيج صلب يقلل من كفاءة السمع، وتكون سببا في أمراض أخرى كاختلال توازن الجسم.إنقاذ حياة المرضى هدف الطبيب (تصوير: محمد حسنين) ويداعب الطبيب مرضاه بمقولات شبه ثابتة من قبيل أن زوجة المريض سترسل له خطاب شكر بعدما بات يسمع بوضوح، أو أن المريض يهرب من طلبات زوجته المادية بإهمال أذنه، أو أن المريض بات ذكيا بعدما وجد الهواء طريقا لعقله. وينتظر بعض مستقلي القطارات الرحلات التي يعتاد الطبيب المذكور ارتيادها أسبوعيا، ليقدم لهم توجيهات حول استشارات عن أمراض تتعلق بالأذن أو تساؤلات أخرى لا تتعلق بالطب يجيب عن بعضها وترتبط بالنواحي الدينية والصحية وبشؤون الحياة. ويرتدي شكري ثيابا تشبه الزي التقليدي الماليزي أثناء تنقلاته واضعا كشافا على رأسه، فالبعض من المسافرين يتجاوب معه، والبعض الآخر يرفض أن يسمح له بالاقتراب من أذنه، قبل أن يطلب منه رؤية هويته الشخصية التي تظهر فيها مهنته. وأضاف لـ“العرب” أن الكشف الطبي بات مكلفا للكثير من المصريين، وآلام الأذن بالذات يتم تجاهلها من المرضى، حتى حدوث مضاعفات يصعب عليهم تحملها كالتهاب الأذن الوسطى والداخلية، متابعا “أقوم بدوري في حل بعض المشكلات كإزالة الصمغ الزائد الذي يخلق حالة من عدم الارتياح، وانخفاض السمع”. وقال “أحيانا أستوقف شخصا بعدما ألاحظ عدم استجابته السريعة لمنبهات السيارات أثناء عبور الشارع، واطمئن عليه، وأحيانا أطلب من البعض إجراء رسم سمع والتوجه به إلى أي طبيب، وعدم انتظاري، فدور الطب في المقام الأول هو مساعدة الناس وإنقاذ حياتهم وليس التكسب المالي”.
مشاركة :