وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يؤكد أن بلاده ومنظمة الدول المصدرة للنفط ستنسحبان من تخفيضات إنتاج النفط بسلاسة كبيرة، لكنه رجح تمديد فرض قيود على الإنتاج.العرب [نُشر في 2017/12/23، العدد: 10851، ص(10)]البحث عن صوت التوازن موسكو – أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن بلاده ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ستنسحبان من تخفيضات إنتاج النفط بسلاسة كبيرة، لكنه رجح تمديد فرض قيود على الإنتاج لضمان عدم ظهور فائض من جديد في السوق. وأوضح أنه لا يرى أي ارتباط مباشر بين تخفيضات إنتاج النفط وخطة السعودية لإدراج أرامكو، أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، في البورصة. وقال نوفاك ردا حول ما إذا كانت السعودية تستطيع الانسحاب بشكل مفاجئ من تخفيضات الإنتاج حالما يتم طرح أسهم أرامكو في النصف الثاني من العام المقبل إن “الجميع في السوق مهتمون بتحقيق التوازن”. واتفقت أوبك مع منتجين آخرين كبار من خارجها بقيادة روسيا الشهر الماضي على تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط بواقع 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام المقبل. ويهدف هذا التحرك إلى التخلص من فائض المخزونات المتراكم في الأسواق العالمية بقصد رفع الأسعار. وحسنت روسيا والسعودية علاقاتهما الثنائية بشكل كبير هذا العام وهو ما أثمر زيارة إلى موسكو قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز برفقة وفد كبير. والنفط مصدر أساسي للإيرادات في ميزانيتي البلدين. ويتوقع أن تتراوح الأسعار بين 50 و60 دولارا للبرميل العام القادم. وأجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الماضي اتصالا هاتفيا اتفقا خلاله على مواصلة التعاون عن كثب من أجل ضمان الاستقرار في أسواق النفط والغاز العالمية. وتنتج أوبك وروسيا مجتمعتين أكثر من 40 بالمئة من إمدادات النفط العالمية. وكان تعاون موسكو مع أوبك بشأن تخفيضات الإنتاج، الذي تم ترتيبه بمساعدة بوتين، مهما من أجل تقليص فائض المخزونات العالمية إلى النصف منذ يناير. ومع ارتفاع أسعار الخام فوق 60 دولارا للبرميل، عبرت موسكو عن خشيتها من أن تمديد التخفيضات إلى نهاية عام 2018 قد يشجع على زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة غير المشاركة في الاتفاق. وتضغط روسيا للانسحاب في التوقيت المناسب من خفض الإمدادات لضمان ألا يتسبب خفض الإنتاج في نقص الإمدادات وارتفاع حاد في الأسعار. وقال نوفاك إن “إنهاء الاتفاق سيحتاج وقتا وستجرى مناقشة التفاصيل بحلول الوقت الذي نقترب فيه من التوازن، قد تكون هناك أطر زمنية مختلفة على حسب توقعات الإمدادات وزيادة الطلب في الأسواق العالمية”. وأضاف “لدينا تفهم مشترك حول هذا الموضوع لكنني لا أريد أن أناقش سيناريوهات افتراضية الآن.. هناك توافق بين وزراء النفط على أننا ينبغي أن نتجنب حدوث تخمة في الأسواق عندما ننسحب من الاتفاق”. ويهدف الاتفاق إلى تحقيق توازن مستدام بين العرض والطلب، حيث تهدف الدول المنتجة إلى الوصول إلى هذه النتيجة وهذا يمكن تحقيقه إذا سارت الأمور على ما يرام خلال 2018، وفق خبراء. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الأربعاء “من المبكر مناقشة أي تغييرات في اتفاق الإنتاج إذ من غير المرجح عودة التوازن إلى السوق قبل النصف الثاني من عام 2018”. ويتوقع أن يبقى إنتاج النفط الروسي عند نحو 10.98 مليون برميل يوميا العام المقبل، لكن موسكو تقول إنها ستصدر المزيد من منتجات التكرير وكميات أقل من الخام مع تحديث مصافيها.
مشاركة :