دولة الإمارات العربية المتحدة لقاء السوبر المصري، والذي يُجرى هذا الموسم بين فريق نادي الأهلي لكونه بطل الدوري، والمصري البورسعيدي باعتباره وصيف كأس مصر، ويشارك الأخير بعد سيطرة الأهلي على لقبي الدوري والكأس للموسم المنقضي. وتلقى اتحاد الكرة المصري عدة عروض من السعودية والبحرين والكويت، إضافة إلى بعض الدول الأوروبية لاستضافة مباراة السوبر، قبل أن يتم الاستقرار على إقامتها في الإمارات بالاتفاق مع الشركة الراعية. وأقيمت المباراة في الإمارات العامين الماضيين، وقد توج الأهلي باللقب في المرة الأولى بفوزه على الزمالك، الغريم التقليدي، بنتيجة (3-1)، فيما تمكن الزمالك من الثأر في المرة التالية وحسم اللقاء لصالحه بركلات الترجيح. ووفقا للمدير التنفيذي لشركة “برزنتيشن” الراعية للمباراة، فإنه من المنتظر الكشف عن ترتيبات المباراة في مؤتمر صحافي يعقد بالقاهرة، في حضور رئيس اتحاد الكرة هاني أبوريدة، ورئيسي ناديي الأهلي والمصري، محمود الخطيب وسمير حلبية. تذاكر مخصصة قال عمرو وهبي المدير التنفيذي لشركة “بريزنتيشن”، لـ”العرب”، إنه سيتم الأحد، الإعلان عن عدد التذاكر المخصصة للمباراة وأسعارها، والدعوات المخصصة لكبار الشخصيات، فضلا عن عدد الجماهير المقرر حضورها، وترتيبات إجراء دخول جمهور الفريقين المتباريين، في ظل الحساسية الكبيرة بين الناديين. وعاشت جماهير الناديين في حالة صراع كروي شديد، أدى إلى خصومة دامت لنحو خمسة أعوام مضت، وأدى الاحتقان إلى مقتل 74 شخصا من جماهير الأهلي، على خلفية أحداث شغب نشبت في مباراة للفريقين ضمن منافسات الدوري المحلي في موسم 2012. وتسبب ذلك في غياب جماهير وعشاق كرة القدم عن مدرجات الملاعب المصرية، وغاب معهم الحماس وطعم التنافس المعروف في المباريات، كما ظلت أي مباراة تجمع بين الفريقين في المسابقات المحلية، تقام في ملعب محايد وبعيدا عن ملاعب القاهرة لتسهل عملية التأمين.اتحاد الكرة المصري يحاول الاستفادة من إقامة مباراة السوبر بين الأهلي والمصري، لغلق الصفحة الدامية بين الفريقين حضور جماهيري اتسمت مباراتا السوبر اللتان أقيمتا في الإمارات خلال النسختين الماضيتين للبطولة، بحضور جماهيري كبير، لوجود أعداد غفيرة من الجالية المصرية، ولم تشهدا أي شغب جماهيري أو خروج عن النص، رغم أن طرفي المباراتين هما الأهلي والزمالك، قطبا الكرة المصرية، وتعتبر المباريات التي تجمع بينهما بمثابة بطولة خاصة. ورغم حساسية العلاقة بين جماهير الأهلي والمصري البورسعيدي، والإجراءات الأمنية المشددة، فإنه من غير المتوقع حدوث شغب، لأن ما تفعله الجماهير المصرية في ملاعبها لن يحدث في ملاعب الإمارات، لوجود قوانين صارمة تعاقب المدانين، وقد تصل إلى الترحيل من الدولة وهو ما يخشاه أغلب المصريين العاملين في الإمارات. ومثل كل عام، كانت هناك حالة جدل واسعة حول تحديد موعد إقامة مباراة السوبر المصري، التي تربك جدول مباريات الدوري المحلي، ومن المفترض إقامتها قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد، كما هو معمول في أغلب الدوريات العربية والعالمية. أما موعد مباراة الموسم الحالي في السوبر، فسوف تقام بعد أربعة أيام فقط من مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، في ختام الدور الأول من مسابقة الدوري المصري، لذلك كان الأهلي يطالب بتأجيلها بسبب الإرهاق الذي قد يلحق بلاعبيه. وتقام مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في 8 يناير المقبل، وقد رفض مسؤولو الأمن تقديم موعدها لمدة يوم واحد فقط، بناء على رغبة النادي الأهلي، لإتاحة وقت كاف بين موعد المباراتين لتجهيز الفريق. وأرجع الأمن سبب الرفض إلى أن الموعد الذي حدده الأهلي يتزامن مع الاحتفال بأعياد المسيحيين في مصر في 7 يناير، والتي تشهد استنفارا أمنيا لتأمينها. واقترح الأهلي أيضا تأجيل مباراة السوبر يوما واحدا، لتقام في 13 يناير بدلا من يوم 12، لكن ذلك لم يحدث بسبب إصرار مسؤولي المصري على إقامتها في موعدها المحدد سلفا، وفي النهاية استجاب جميع الأطراف للمواعيد المحددة، سواء بالنسبة إلى مباراة السوبر أو قمة الأهلي والزمالك. وفي خطوات تسويقية لمباراة كأس السوبر المصري، كشف رئيس الشركة الراعية محمد كامل، عن إمكانية إقامة النسخة المقبلة في دولة الكويت، وتحديدا على ستاد جابر الدولي، أو إقامة مباراة ودية تجمع بين مصر والكويت خلال المرحلة المقبلة في إطار التعاون مع الاتحاد الكويتي. وألمح كامل في مؤتمر صحافي عقد بالكويت إلى الإعلان عن الشراكة بين الاتحاد الكويتي لكرة القدم وشركة “بريزنتيشن”، إلى أن هذه المقترحات نواة للتعاون بين الطرفين، والذي منح الشركة فرصة التواجد بين رعاة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 23) التي تستضيفها الكويت حاليا. وأدى الانفتاح الكروي على الدول العربية، والإمارات تحديدا، إلى تحقيق المزيد من الانتشار والحضور المصري، وكانت البطولة العربية التي أقيمت الصيف الماضي في الإسكندرية وفاز بها الترجي التونسي، قد حققت نجاحا لافتا. ويحاول الاتحاد الكرة المصري الاستفادة من إقامة مباراة السوبر بين الأهلي والمصري بحضور جمهور غفير في الإمارات، لغلق الصفحة الدامية بين الفريقين، والتأكيد على أن مرحلة جديدة بدأت، يمكن أن تكون مقدمة جيدة لتطبيع العلاقات الكروية بين الناديين، وإيذانا بعودة الجمهور إلى الملاعب، وهو القرار المنتظر تطبيقه مع بداية الدور الثاني من الدوري المصري.
مشاركة :