احتدم الخلاف بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومستشاريه الذين يمثلون المكونات السياسية في البلاد حول تسمية رئيس الحكومة الجديد الذي كان من المفترض أن يعلن الخميس الماضي وفقًا لاتفاق السلم والشراكة الموقع الأحد قبل الماضي والذي حدد ثلاثة أيام لتسمية رئيس الحكومة. ورفعت جماعة أنصار الشريعة الموالية لتنظيم القاعدة من عملياتها العسكرية ضد جماعة الحوثي في شمال وشرق البلاد وانتقلت ليلة أمس إلى وسط البلاد، إثر مقتل ستة أشخاص في هجوم نفذه مسلحون يعتقد بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة في منطقة «يسر» شمال غربي محافظة البيضاء، جنوب العاصمة صنعاء. وأشارت المصادر إلى أن المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر حاول تقريب وجهة النظر بين الرئيس هادي وجماعة الحوثي، وقام مساء أمس الأول بزيارة إلى القائد الميداني لجماعة الحوثي الذي يداوم في مقر المنطقة العسكرية السادسة -الفرقة الأولى مدرع سابقًا- والتقاه في المكتب السابق للواء علي محسن الأحمر، الذي تحول إلى مقر لقيادة جماعة الحوثيين. ونشر ناشطون حوثيون صورًا لأبي علي الحاكم وهو يستقبل المبعوث الدولي في داخل الفرقة الأولى مدرع، الذي تحول إلى مقر لقيادات جماعة الحوثي، مع أن الحاكم ورد اسمه في آخر بيان لمجلس الأمن الدولي كأحد المعقلين للعملية السياسية في اليمن. وقالت مصادر بالرئاسة اليمنية إن الرئيس هادي يريد أن يسمي مرشحه لرئاسة الحكومة الجديدة بينما بقية القوى ترفض سحب مرشحيها للمنصب إلا مقابل الحصول على حقيبة أو حقائب سياسية كانت الاتفاق قد منح صلاحيات التعيين فيها للرئيس هادي، كالدفاع والداخلية والمالية والخارجية. وأضافت المصادر أن هذه الخلافات أجلت إعلان تسمية مرشح الرئاسة، خاصة وأن الحوثيين يوافقون على سحب مرشحهم من رئاسة الحكومة مقابل الحصول على حقيبة وزير الدفاع وهو ما اغضب الرئيس هادي وأدى إلى عدم التوافق حول رئيس الحكومة. ويأتي هذا في الوقت الذي ما زالت جماعة الحوثي تعمل على نقل المعدات والآليات العسكرية التي نهبتها من معسكرات الجيش في صنعاء، إلى محافظة صعدة شمال اليمن. وقال شهود عيان إن عشرات من المعدات والآلات الحربية نقلتها جماعة الحوثيين المسلحة صباح اليوم الاثنين من العاصمة صنعاء إلى محافظة صعدة. وشُوهدت قاطرات تحمل بعضًا من تلك الآليات أثناء مرورها من شارع التلفزيون وجولة عمران شمالي العاصمة. ونهب مسلحو الحوثي منذ دخولهم العاصمة صنعاء قبل أسبوع معدات عسكرية ثقيلة ومتوسطة وخفيفة وذخائر حربية، من مقر المنطقة العسكرية السادسة ومقر القيادة العليا للجيش اليمني ومقر قطاع الإذاعة والتلفزيون. وينقل المسلحون الحوثيون تلك الآلات إلى محافظة صعدة المعقل الرئيس للجماعة. وبرر قادة حوثيون تصرفهم ذلك بأنه «غنيمة حرب»، وإن تلك الآلات استُخدمت في الحرب ضدهم. واقتحم، أمس الاثنين، العشرات من سائقي الدراجات النارية مبنى شرطة سير الأمانة «مرور أمانة العاصمة مع مسلحين»، بعد حصاره لعدة ساعات. وحسب مصدر أمني أن سائقي الدراجات النارية يطالبون بإخراج دراجاتهم المحتجزة وفي سياق متصل، أعلنت جماعة «أنصار الشريعة»، الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي إنها قتلت 6 من الحوثيين، في كمين نصب لسيارتهم في منطقة «يسر» شمال غربي محافظة البيضاء. وأضافت الجماعة، في بيان نشرته على حساب مرتبط بها على موقع «تويتر»، أن «مقاتليها نصبوا كمينًا لسيارة طراز (فيتارا) على متنها 6 حوثيين، كانوا في طريقهم إلى (مدينة) رداع عاصمة المحافظة» .وأوضحت الجماعة أن «عناصر التنظيم أمطروا السيارة بوابل من الرصاص، ما أدى إلى مقتل من كانوا على متنها وإحراقها». وأفاد سكان محليون بأن 6 أشخاص من عائلة «الريامي»، الموالية لجماعة الحوثي، قتلوا واحترقت سيارتهم، في كمين نصبه مسلحون من «أنصار الشريعة». المزيد من الصور :
مشاركة :