تعد البطالة واحدة من المشكلات التي يعاني منها الشباب بمعظمهم في عالمنا العربي. وأخيراً، قررت سلطنة عُمان حل مشكلة البطالة بطريقة مبتكرة، وهي وضع الكرة في ملعب الشباب. "قرض لكل شاب ليؤسس لمشروع خاص به، ولا ينتظر وظيفة تقليدية سواء في مؤسسة حكومية أو في شركة خاصة"... هذا باختصار ما قررت السلطنة أن تفعله. لم تخترع عُمان هذا الأمر، فتمويل المشاريع الناشئة التي يؤسّس لها شباب، أمر أثبت نجاحاً على المستوى الدولي، وساهم في إيجاد كيانات غير حكومية عدة تبحث عن أفكار مبتكرة بهدف تمويلها. وبحسب قوائم عدة قامت بها مجلة فوربس الأميركية، فإن هناك أفكاراً بسيطة بدأها شباب عرب وحولتهم مليونيرات. سلط تقرير حديث نشره موقع The National الضوء على تجربة القروض التي بدأتها أخيراً عُمان بهدف تشجيع الشباب الذين يعاني الآلاف منهم من أزمة البطالة، على بدء مشاريعهم الخاصة. أحد هؤلاء الشباب جمال حسن الشاب العُماني الذي كاد يبكي من السعادة حين أعلن المصرف موافقته على إعطائه قرضاً مالياً بقيمة 25 ألف ريال عُماني. حسن البالغ 26 سنة، كان مجرد رقم في تعداد الشباب العاطلين من العمل قبل أن يتسلم القرض من بنك التنمية العُماني (حكومي) ويقرر أن يؤسس لمشروع خاص به، وفكرته كانت تأسيس شركة تقدم خدمات سياحية في المدينة التي يعيش فيها شرق عُمان. ما حدث مع حسن تكرر مع 735 شاباً عُمانياً في مثل سنّه تقريباً. وهذه القروض تأتي ضمن خطة تمويل حكومى بدأت منذ آذار (مارس) الماضي بهدف خفض أعداد الباحثين عن عمل في البلاد. "أنا مصمم على تحقيق النجاح"، يقول الشاب العماني بأمل.عن البطالة في عُمان يظهر إحصاء لوزارة القوى العاملة العُمانية وجود ما يقارب الـ60 ألف عُماني يبحثون عن فرصة عمل من دون فائدة، وغالبيتهم من الخريجين الجدد في الجامعات. فشلت السلطنة في خلق فرص عمل لهذا الرقم الكبير، لكنها نجحت في فتح نافذة جديدة من الأمل حين أعلن مكتب تنمية الدولة (كيان حكومي) أنه سيمول 1500 مشروع جديد بما تصل قيمته إلى 14 مليون ريال عُماني كجزء من خطة الحكومة للتمويل الذاتي. وبموجب هذا النظام، ستقدم المصارف في السلطنة قروضاً ميسرة إما بفائدة منخفضة، أو معدومة تقريباً ويتوقف ذلك على قيمة المبلغ الذي سيطلبه كلّ شاب.أقوال جاهزة شاركغردما يقارب الـ60 ألف عُماني يبحثون عن فرصة عمل من دون فائدة، وغالبيتهم من الخريجين الجدد في الجامعات شاركغردقررت سلطنة عُمان حل مشكلة البطالة بطريقة مبتكرة، وهي وضع الكرة في ملعب الشباب.. بحسب هذا النظام، فإن القروض التي تزيد قيمتها عن 5000 ريال ستقدم بمعدل فائدة سنوي قدره 2 في المئة، وفترة سماح مدتها سنة واحدة، أمّا القروض التي تبلغ 5 آلاف ريال أو أقل فلا فائدة عليها. في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الحالي، تعهدت السلطنة بتوفير 25 ألف فرصة عمل، ابتداء من كانون الأول (ديسمبر) الجاري في محاولة للحد من البطالة، حيث تواجه البلاد أسوأ أزمة وظيفية منذ 40 سنة. وفي آذار الماضي، خصصت الحكومة العُمانية موازنة قدرها 11 مليار ريال، بهدف خلق فرص عمل خلال السنوات الخمس المقبلة، خُصص جزء من المبلغ لخطة تمويل المشاريع الشبابية. أيضاً، من الشباب الذين حصلوا على قرض، خليفة البالغ 27 سنة، والذي حصل على 25 ألف ريال، وقرر التأسيس لمشروع خاص بصناعة الأواني التقليدية في مسقط رأسه شمال السلطنة. يراهن خليفة على أن يحتاج الناس إلى الأواني التي كانت تصنع قديماً في عُمان من بعض المعادن مثل النحاس والفضة والصلب والقصدير، باعتبار أنّ الحديثة لا تدوم طويلاً. بدأ خليفة مشروعه بالفعل وراجت صناعته، ويقول أن زُبنه يقصدونه من جميع أنحاء البلاد بسبب أصالة المنتج الذي يقدمه. أما الفتاة العُمانية مايا، فقد نجحت في الحصول على قرض بقيمة 20 ألف ريال، وأسّست لمشروع خاص بأعمال الديكور مقره مسقط، والفتاة البالغة 26 سنة واثقة في أنها ستنجح وستنافس شركات كبيرة تعمل في المجال نفسه. سرّ تميز مشروع مايا هو أن التصميمات التي تقدمها لزُبنها تعكس الروح العُمانية الأصيلة بلمسة غربية حديثة، وهذا ما كان مفتقداً في بلدها. يُظهر تقرير نشره موقع الخليج الجديد أن الإناث شكّلنَ النسبة الكبرى من الباحثين عن عمل في السلطنة، حيث بلغ عددهن في نهاية آذار الماضي، 22 ألفاً و30 شابّة.مخاوف من فشل الفكرة تخوّف خبراء تمويل من فشل الفكرة، خصوصاً أن الحاصلين على القروض بمعظمهم يحتاجون إلى تدريب للتأسيس لمشاريعهم الخاصة، فهم ليسوا من ذوي الخبرة حيث لم يسبق لهم تسيير الأعمال وإدارتها. يقترح هؤلاء الخبراء أن تقوم الحكومة بجهد أكبر لتدريب الشباب قبل تسليمهم قروضاً للتأكد من نجاح مشاريعهم، على أن يتضمن التدريب كيفية وضع خطة عمل مستدامة، وفهم الموازانة ومعرفة كيفية الترويج لأعمالهم، لتحقيق أرباح على المدى الطويل.اقرأ أيضاًمتحف وطني يكشف أسرار الحضارة العمانيةما الذي يمكن للاغتراب أن يقدمه للشباب العربي؟"الإباضية": لسنا من الخوارج ودافعنا عن الإسلام ضد الصليبيين مصطفى فتحي صحافي مصري حاصل على الماجستير في الصحافة الإلكترونية من كلية الاعلام في جامعة القاهرة، و"المركز الدولي للصحافيين" في واشنطن. يعمل حاليًا مدير تحرير لموقع "كايرو 360"، ويكتب لصحيفة "السفير" و"شبكة الصحافيين الدوليين" كلمات مفتاحية البطالة سلطنة عمان التعليقات
مشاركة :