حياة راقصة باليه روسية: لا للوجبات السريعة وساعات من التدريب

  • 12/23/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تنحني يكاترينا سابوجوفا إلى الأمام، وتستند بيديها على ركبتيها وأضلاعها تظهر من خلال ملابس التدريب الزرقاء، وهي تتنفس بعمق. وتتدرب راقصة الباليه (23 عاما) منذ نصف ساعة فى المسرح الأكاديمي للأوبرا والباليه فى مدينة ايكاترينبرج الروسية على بعد 1500 كيلومتر شرق موسكو من أجل أداء الدور الرئيسي فى عرض باليه "باكويتا" الكلاسيكي الذي يرجع إلى القرن التاسع عشر. ويقول مدرب الرقص سلافا سامودوروف "بالضبط، يتحرك ذراعك من هناك إلى هناك"، وهو يوضح الحركة، من أسفل اليمين إلى أعلى اليسار. ولا يوجد بالغرفة الكبيرة التي تحيط بها المرايا سوى بيانو وترقص سابوجوفا في الوسط، وتكرر نفس الخطوات القليلة. ويشجعها سامودوروف قائلا "استمري"، ثم تتوقف موسيقى البيانو وتنهي سابوجوفا حركاتها، وتضع قدميها بخفة على الأرض.ويقول سامودوروف، المدير الفني للباليه، "جيد، هكذا تماما!" . وخلال المقابلة التي أجريناها، بدت كاتيا كما يدعوها الكثيرون في المسرح، أحيانا غير واثقة من نفسها وهي تتردد قبل الإجابة. ولكن بمجرد أن ارتدت حذاء الباليه، أصبحت تنضح ثقة، وتدور كما لو كانت وسيلة طبيعية تماما للتحرك. فهي ترقص على قدم واحدة وتنحي إلى الأمام، لتجعل كل شيء يبدو سهلا بدون جهد كبير أو عناء. وعادة ما تقضي سابوجوفا وغيرها من الراقصات المنفردات في فرقة الباليه الشهيرة، التي ترجع إلى أكثر من 100 عام، حوالي شهرين في إعداد أنفسهن للأدوار الجديدة. ولا يزال لديهن بعض الوقت للاستعداد لباليه "باكويتا"، الذي سيكون العرض الأول له في شباط/فبراير.وتقول سابوجوفا: "أستمتع حقا بالتدريب لأداء عمل جديد.. معظم الراقصات يفضلن أن يكن على خشبة المسرح"، معربة عن حبها لشعور الارهاق بعد جلسة التدريب، وراحة البال التي تعطيها لروحها. وتقول ضاحكة "صديقي متفهم جدا، فحتى في نهاية يوم متعب حقا لا يزعجني من أجل طهي الطعام". ورفيقها هو ملاكم محترف، ولذلك فهو يعرف شعورها جيدا. كما أن صديقتها المقربة هي أيضا راقصة باليه سابقة، وهي تقضى وقت الفراغ القليل لديها مع رفيقها وصديقتها.وتقول إن والديها وأختها يعيشون في سيبيريا، على بعد 1400 كيلومتر، وهم فخورون بها. وقد شكلت ممارسة الباليه حياة سابوجوفا اليومية منذ طفولتها. وكانت المرأة الحساسة القصيرة، تذهب إلى مدرسة الباليه في مدينتها نوفوسيبيرسك منذ أن كانت في العاشرة من عمرها. وتقول: "في البداية لم أكن الأفضل في الصف"، مضيفة أنها لم تحلم مطلقا بأن تصبح يوما ما راقصة باليه رئيسية. واكتشف سامودوروف موهبتها وأعطاها أول دور بطولة لها في باليه "روميو وجوليت" للمولف الموسيقي سيرجي بروكوفييف في آذار/مارس من العام الماضي. وتم ترشيحها لجائزة "القناع الذهبي" لعام 2017 لـ "أفضل راقصة باليه" عن هذا الدور، إلا أنها لم تفز بالجائزة، لكنها منذ ذلك الحين وضعت نفسها كموهبة صاعدة.وهي تتدرب يوميا من العاشرة صباحا وحتى منتصف النهار. وبعد استراحة، تستأنف التدريب في فترة ما بعد الظهر وتقدم العروض عدة مرات تتراوح بين أربعة وعشر مرات في الشهر. وقالت سابوجوفا إنها لم تعد تتدرب في المنزل حيث تفضل الاسترخاء، على الرغم من أنها تعترف بأنها تكون مشغولة بالتفكير في الرقص. وسابوجوفا واحدة من ثماني راقصات منفردات بفرقة الباليه ورابع راقصة تؤدي دور "جوليت"، والراقصات الثلاثة الأخريات اللائي قمن بأداء دور جوليت أصبحن حوامل واضطررن إلى أخذ إجازة.وعما يميزها عن الراقصات الأخريات؟ تقول: "لدي أسلوب معين.. بالإضافة إلى أنني جيدة في تعلم خطوات جديدة وفن الرقص". كما أن عملها ينطوي على قضاء فترة معينة من الوقت على المظهر، على الرغم من أن سابوجوفا ليست بحاجة إلى القلق كثيرا من هذا الأمر، فعيونها بنية كبيرة وشفاهها ممتلئة. كما أنها لا تقلق كثيرا على نظامها الغذائي. وجلست على مقعد وخلعت حذائها قائلة "إذا كنت أريد أن أتناول قطعة من الشيكولاته، فأنا أتناولها"، مضيفة "نحن نحرق السعرات الحرارية على الفور على أي حال".. وما عدا ذلك، فهي تقول إنها تأكل بشكل طبيعي. "لكن الوجبات السريعة ممنوعة".وردا على سؤال عن وجود الكثير من الغيرة بين راقصات الباليه؟ قالت سابوجوفا إن هناك منافسة بالطبع، معتبرة أن هذا أمر طبيعي وهو يحفزهن أيضا على بذل المزيد من الجهد. وتقول "أنا دائما ودودة ومعاونة لجميع زملائي، نحن نأخذ أماكن بعضنا البعض في أدوار معينة، على سبيل المثال عندما يمرض شخص ما". وتوضح سابوجوفا إن الإصابة يمكن أن تكلف راقصة الباليه عملها "لحسن الحظ لم يحدث أي شيء خطير بالنسبة لي"، مضيفة أن كل راقصة باليه تتعلم كيفية التحرك بشكل صحيح، لكي لا تتعرض لإصابة، وحتى الوقت الحالي، هي على ما يرام، معربة عن أملها في أن يظل الوضع على هذا النحو". وأكدت أنه لا تزال لديها حياتها المهنية أمامها وأنها تريد أن تتحسن وتصبح أفضل وأفضل، حيث أن الكمال ليس له حدود.وأضافت أن خطتها البديلة ستكون فتح مدرسة باليه خاصة بها.

مشاركة :