كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن الدور الذي تلعبه شقيقة زعيم كوريا الشمالية الصغرى، كيم يو جونغ، خاصة بعد الترقيات السريعة التي حصلت عليها كيم في الفترة الأخيرة. وفي مؤتمر للحزب الحاكم في كوريا الشمالية قبل أيام شوهدت امرأة في الصف الأول لمؤتمر يُعتقد أنَّها أخت الزعيم ما يشير إلى أنَّها ربما تكون تدعم دورها في بيونغ يانغ، بحسب تقرير لصحيفة الأميركية الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول 2017. وأظهرت صورٌ من الإعلام الحكومي لكوريا الشمالية مؤتمراً لرؤساء الحزب افتتحه كيم بخطابٍ أكد فيه على حالة القوة النووية الكورية الشمالية وفي الصور، كانت هناك امرأة على طاولة المسؤولين في المناصب الأعلى بالحزب. ولاحظت حكومة كوريا الجنوبية هذه الإضافة. وبالنظر إلى الطبيعة المغلقة والمتكتمة للنظام الكوري الشمالي بالنسبة للمراقبين الخارجيين، فإنَّ المسؤولين ووسائل الإعلام المهتمة بشؤون بيونغ يانغ عادةً ما يُنقبون في مثل هذه الإصدارات عن علامات على التغيرات داخل النخبة الحاكمة. وقالت لي يوجين نائبة المتحدث الرسمي لوزارة التوحيد الكورية الجنوبية في مؤتمرٍ صحافي بحسب تقرير لوكالة الأخبار القومية يونهاب: "لوحظت امرأة تجلس على منصةٍ مرتفعة يُعتقد أنَّها كيم يو جونغ. ولما كانت هذه المرأة عضواً بديلاً في الحزب، فإنَّ الحكومة ستراقب حالتها وتحركاتها المستقبلية عن كثب". ولو صح أنَّ هذه المرأة هي كيم يو جونغ الأخت الأصغر لحاكم كوريا الشمالية، فإنَّ هذا المقعد القريب للغاية من الزعيم ربما يكون مؤشراً على احتلالها مكانةً أكبر داخل الحزب لصالح أخيها. إذ تظهرها الصور وهي تجلس على بعد خمسة مقاعد من الزعيم، وهو أمر لا يُسمَح به إلا لعددٍ قليل من المختارين، بحسب الصحيفة الأميركية. وظهرت كيم يو جونغ في وسائل الإعلام الكورية الشمالية الحكومية عام 2014، لكنَّها كانت قد ظهرت وراء كيم جونغ أون من قبل في جنازة والدهما عام 2011. وبحسب تصريحٍ في شهر أكتوبر/تشرين الأول، فقد جرت ترقيتها لتصبح عضواً بالمكتب السياسي للحزب الحاكم -أعلى هيئة لاتخاذ القرارات في البلاد- عندما كانت في حوالي الثلاثين من العمر، وهو نصف العمر الذي كانت عليه عمتها عندما تولت منصباً مشابهاً قبل إعدام زوجها عام 2013، وذلك بحسب دويون كيم الباحث الزائر البارز بمنتدى مستقبل شبه الجزيرة الكورية. وقال أحد كبار المنشقين عن كوريا الشمالية لشبكة سي إن إن الأميركية في وقتٍ سابق العام الجاري إنَّ كيم جونغ أون قد أمر بتسميم عمته كيم كيونغ هوي التي كانت يوماً ما شديدة النفوذ، ليُنهي بذلك وجودها في الحياة العامة. وجاءت ترقية كيم يو جونغ كخطوة رسمية على خطى الصعود السياسي لعمتها، لتنضم بذلك إلى عددٍ قليل من المسئولين في قمة البلاد. ويؤشر صعودها الأخير إلى طاولة المسؤولين في المناصب الأعلى بالحزب بشكلٍ كبير إلى أنَّها قد خلفت واحدةً من أكثر المسؤولات السابقات نفوذاً، بحسب الصحيفة الأميركية. تلقت كيم يو جونغ الترقية بعد 17 شهراً من تعيينها عضوةً في اللجنة المركزية للحزب في اجتماعٍ عُقِدَ شهر مايو/أيار 2016. وتعد كيم يو جونغ واحدةً من بين امرأتين هما الأكثر ظهوراً في النظام الكوري الشمالي، والأخرى هي ري سول يو زوجة الزعيم الكوري الشمالي. ومنذ عام 2014 أصبحت نائبة مدير قسم الدعاية والتحريض في الحزب. وتشير تقارير مجموعة نورث 38 للمراقبة إلى أنَّها كانت شديدة التأثير في إنشاء نوعٍ من الديانة المتمحورة حول شخصية أخيها، بطريقةٍ مشابهة لتلك التي تمحورت حول جدهما. وتعد كيم يو جونغ من أقرب مساعدي أخيها، وذهبت إلى مدرسةٍ داخلية معه في بيرن بسويسرا، وذلك بحسب موقع المعلومات "نورث كوريا ليدرز ووتش". أصبحت قيادة كوريا الشمالية محل الكثير من التدقيق في الأسابيع الأخيرة بعد أن ذكرت وسائل الإعلام اليابانية أنَّ مسؤولاً بارزاً كان مسؤولاً عن أقوى اختبار نووي في البلاد قد أُعدِمَ في شهر سبتمبر/أيلول. ثم تلت ذلك تقاريرٌ حول اختفاء الجنرال هوانغ بيونغ سو، الذي تم "تطهيره" بسبب جرائم مالية. وكان هذا الجنرال يُعتبر ثاني أقوى رجل في البلاد بعد كيم نفسه. ونادراً ما تؤكد كوريا الشمالية اعتقال أو معاقبة أيٍ من مسؤوليها الكبار. ويعتمد المحللون في كوريا الجنوبية والغرب على المنشقين والمصادر الاستخباراتية للحصول على معلوماتٍ عن هذه الدولة المتكتمة.
مشاركة :