تعتبر الطاقة الكهربائية أحد أهم القوى المحركة للحياة اليومية، وتعتبر المملكة العربية السعودية من أكبر الدول المنتجة للطاقة الكهربائية، ولكن في نفس الوقت تعد من أكثر الدول المستهلكة لها، بل إن آخر إحصائية عالمية ذكرت بأن استهلاك الفرد في المملكة من الطاقة الكهربائية يعتبر الأعلى في العالم، ووصل سقف الاستهلاك لدينا إلى مرحلة بدأ فيها استهلاك الطاقة يشكل هاجسا وطنيا، خاصة إذا علمنا بأن استهلاكنا يعادل أو يفوق استهلاك دولة مثل الهند التي يوجد بها أكثر من بليون نسمة، ولكن السؤال هو.. ما هي التكلفة الحقيقية لإنتاجنا للطاقة، وكم يدفع المواطن من جيبه كقيمة فعلية للفاتورة؟ فحسب ما سمعنا بأن ما يدفعة المواطن يساوي فقط 8% من قيمة الفاتورة الفعلية، أي أن المواطن الذي يوجد لديه منزل على أرض مساحتها (800) متر مربع فإن فاتورته في الصيف قد تصل إلى (3000) ريال، فإذا كان يدفع فقط 8% من الفاتورة بينما الباقي يكون مدعوما من الدولة، فمعنى ذلك أن سعر الفاتورة الحقيقي هو أكثر من (35000) ريال، فهل ما قيل عن الـ 8% صحيح يا شركة الكهرباء؟ فإن كان هذا غير صحيح فلا مشكلة لدى المواطن، ولكن لو كان الكلام صحيحا حول نسبة قيمة الفاتورة الفعلية إلى قيمة الفاتورة التي يدفعها المواطن فمعنى ذلك بأن هناك مشكلة، ولكن هل هذه المشكلة وليدة اليوم أم إنها تراكمات على مر العقود الماضية؟ ليبقى هناك سؤال آخر و هو.. هل بإمكاننا الاستمرار على نفس الوتيرة ولماذا وصلنا إلى هذا الوضع؟ ولم نقم بوضع الحلول المناسبة قبل استفحال الأمر. لأنه و بصراحة فإن ما يحدث الآن قد حذر منه كبار مؤسسي شركات الكهرباء في المدن السعودية منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وحدث ذلك مرة أخرى أيام السبعينات وقت الطفرة الاقتصادية الأولى عندما بدأت البيوت والمدارس والمكاتب والمساجد، وغيرها من تركيب المكيفات في كل ركن من أركان أي مبنى، ليقفز معدل استهلاك الكهرباء عشرات المرات دفعة واحدة دون أن يعلم المواطن العادي بأن ما يقدم له هو في الحقيقة ثروة وطنية استهلاكية لا تعوض، وبدأنا نستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية، ومعها نستهلك الكثير مما تنتجه حقول النفط، ولكن دون أن يكون هناك أي نوع من التوعية للمواطن، و أصبح المواطن والمقيم يتعامل مع استهلاك الكهرباء بكل تهاون، ومن دون أن يعرف قيمته الحقيقية، وفي الوقت الحالي نرى مشاريع لشركة الكهرباء تقدر بالبلايين، وكلها يصب في خانة زيادة الإنتاج من الطاقة، ولا نعلم ما وصل إليه الوضع فيما يخص ربط إنتاج الطاقة الكهربائية مع الدول المجاورة أو حتى أوروبا لكي نستفيد من بيع الفائض من الإنتاج وخاصة في فصل الشتاء، حيث يقل الاستهلاك لدينا في وقت يزيد فيه الاستهلاك في الدول الأوربية، وفي الوقت الحالي هناك ضرورة لوضع قيود على أي منشأة حكومية أو مسجد أو غيرها، بحيث لا يزيد ارتفاع أي سقف عن حد معين، والأهم من ذلك هو الاستفادة من دول استطاعت من تطبيق برامج توفير للطاقة، سواء أكان ذلك عن طريق استخدام طرق معينة لإنتاج الكهرباء، باستخدام المنتجات النفطية أو آلية إنتاج اقتصادية عن طريق مولدات تكون أكثر فاعلية وأقل في استهلاك الطاقة لإنتاج الكهرباء، وأخيرا.. هل سبق لأطفال الجيل الجديد أن سمعوا كلمات (طف اللمبة يا ولدي).
مشاركة :