احتفل نادي الأحساء الأدبي بيوم اللغة العربية العالمي بالشراكة مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وجامعة الملك فيصل متمثلة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب وذلك يوم الخميس 3 / 4 / 1439 هـ وذلك من خلال جلستين علميتين في كل واحدة قرئت ورقتين علميتين الأولى بإدارة د. خالد الجريان وتحدث فيها أ.د. خليفة الميساوي، ود. عبد العزيز الجريان، والثانية أدارها د. عبد الله الحقباني، وتحدث فيها د. محمد الدوغان، ود. عبد القادر الحسون.وكان المحور الرئيس للبرنامج هو اللغة العربية والتقنيات الحديثة، وقد تحدث الخثلان في ورقته عن إسهامات السعوديين في نشر اللغة العربية ونعليمها من خلال التقنيات الحديثة، ذاكرًا اهتمام قادة البلاد – حفظهم الله – باللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة البلاد ولقد سار أبناء الوطن على خطوات قيادتهم الحكيمة فتنوعت خدماتهم للغة العربية في مختلف التقنيات الحديثة كالبرامج الأدبية واللغوية في الإذاعات الرسمية وبالأخص إذاعة القرآن الكريم ولها برامح مثل مختارات شعرية ليوسف العقيل، وبرنامج ورقات في اللغة لناصر الصالح، وغيرها من البرامج.كما تحدث عن علم اللسانيات الحاسوبية، ، ثم تحدث عن واقع حوسبة اللغة العربية، والتي بدأت في سبعينات القرن المنصرم وذلك حينما طرح إبراهيم أنيس حينما زار الجامعة الكويتية على علي حلمي موسى فكرة الاستعانة بالحاسوب في إحصاءات الحروف الأصلية لمواد اللغة العربية بغية الوقوف على نسج الكلمة العربية وقد تم هذا الإحصاء في كتابين صدرا عام 1971 و 1972ثم توالت بعد ذلك الأعمال وفي عام 1989 م عقد مؤتمران في الكويت اعتنى بالمعالجة الآلية للصرف وقضايا المعجم الإلكتروني والتوليد والتحليل الصرفيين والتحليل والتركيب النحويين. كما نظمت مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض عام 1992 ندوة علمية حول استخدام اللغة العربية في تقنيات المعلومات. هذا غير الكتب الكثيرة التي ظهرت في هذا المجال.كما أنشأت شركات الحاسوب والبرمجيات الكثير من البرامج من أجل حوسبة اللغة العربية.وفي الجلسة الثانية تحدث د. محمد الدوغان عن اللغة العربية من موسيقاها إلى عالميتها، ولم يكن هنا الحديث خاصًا بالشعر فقط، بل شمل جميع أنواع الكلام والأدب فاللغة العربية – كما ذكر – تتميز بأنها ذات جرس موسيقي محبب لدى السامع، فكل كلام العرب يكاد أن يكون شعرًا بسبب هذا الجرس الموسيقي الجميل الموجود في أصواتها وفي تآلف كلماتها مع حروفها، وغير ذلكو تناول د. عبد القادر الحسّون في ورقته العلمية موضوعا جديدا يتعلّق بما يعرف بالأدب الرقمي، وهو يمثّل النصوص الأدبية التفاعلية التي تنشأ وتقرأ في الحاسوب، وقد بين الباحث أن هذه الظاهرة الإبداعية، نشأت في الغرب في أواسط ثمانينات القرن الماضي بظهور نصوص أدبية رقمية منها ما ينتمي إلى جنس الرواية مثل رواية ميشيل جويس “الظهيرة، قصة” سنة 1986، ومنها ما ينتمي إلى الشعر مثل أشعار روبيرت كاندل التفاعلية.وفي الأخير خلص الدكتور الحسون إلى أن واقع العصر أنتج ثقافة جديدة هي الثقافة الرقمية ذات البعد الإنساني، وهي ثقافة تحتاج إلى تغيير شامل في الرؤى والأفكار والمناهج. كما دعى الحسون إلى إيجاد مادة دراسية في الجامعة تعنى بدراسة الأدب التفاعلي في المواقع الإلكترونيةوفي ختام الجلسات العلمية قام نائب رئيس مجلس إدارة النادي د. خالد الجريان بتكريم المشاركين في هذه الاحتفائية باللغة العربية، مقدمًا كذلك شكره لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية وكذلك جامعة الملك فيصل كلية الآداب ممثلة في قسم اللغة العربية.
مشاركة :