استخدمت دراسة حديثة البيانات التاريخية، ووجدت أن الأطفال المولودين لأمهات مررن بفترة من نقص الغذاء الحاد أثناء الحمل كانوا الأكثر إصابة بالمشاكل العقلية، ما يعني أن ما تلاقيه الأم أثناء الحمل يؤثر إلى حد ما في الجنين.جمع الباحثون من خلال الدراسة الحديثة والتي نشرت بمجلة «الشيخوخة والصحة العقلية»، بيانات تاريخية من حقبة المجاعة الهولندية بين عامي 1944-1945 أثناء الحرب العالمية الثانية. حيث لوحظ تراجع حصة السعرات الحرارية اليومية إلى أقل من 1,000 سعرة حرارية ثم إلى أقل من 500 سعرة حرارية بالربع الأول من العام 1945 وتحسنت الأحوال بعد تلك الفترة وبالرغم من أن كثيراً من الدراسات بحثت في مدى تأثير المجاعات في صحة المواليد إلا أن الكثير منها ركز على الجانب الجسدي مثل السكري والبدانة وأمراض القلب أكثر من الجانب النفسي والعقلي. وفي الدراسة الحديثة سعى الباحثون إلى تقييم التأثير بعيد المدى في الصحة العقلية للأجنة الذين عاشت أمهاتهم تلك الحقبة من المجاعة وشملت الدراسة أكثر من 600 شخص وقارن الباحثون بين مواليد منطقة المجاعة بتلك الدولة الذين كانت فترة حمل أمهاتهم خلال فترة المجاعة والذين كان حمل أمهاتهم قبل أو بعد تلك الفترة وطلب من المتطوعين تعبئة استبيانات صممت للكشف عن الاضطرابات والقلق والاكتئاب وتم تعديل البيانات بحسب سوء التغذية في الطفولة وهو عامل تم ارتباطه من قبل بضعف الصحة العقلية عند تقدم العمر؛ ووجد كما هو متوقع أن الصحة النفسية والعقلية تأثرت لدى من عانت أمهاتهم أثناء الحمل سوء التغذية، فقد كانت الصحة العقلية بالمناطق المتضررة من المجاعة أفضل بدرجة كبيرة لدى من حملت بهم أمهاتهم قبل حدوث المجاعة أو بعد انتهائها.
مشاركة :