توصّل فريق بحثي إلى تطوير أسلوب علاجي مبتكر لمشكلة الصداع النصفي أو الشقيقة وضغط الدم، باستخدام جهاز يسمى «هيرم» يعمل على إعادة التوازن في ترددات الدماغ، وتعد هذه الطريقة أحد أنواع التقنيات العصبية التي تعتمد على صدى الصوت، والتي لها تأثير إيجابي جيد في الدماغ، وهذا الجهاز يعمل من خلال وضع مستشعرات على فروة الرأس لقياس النشاط الكهربائي، وخلل الاتزان بين نصفي الدماغ ومدى استثارة الدماغ، ثم يقوم بتعديل الخلل بطريقة توازن هذه الإشارات الكهربائية بين نصفي الدماغ، وتشير نتائج التجارب التي تمت على الأشخاص المتطوعين إلى أنها طريقة علاجية واعدة، لعلاج كل من حالات مرض الصداع النصفي المزمن وارتفاع ضغط الدم وتحسن حالات القلق والأرق.يكون النشاط الكهربائي بين النصف الأيمن والنصف الأيسر من الدماغ متوازناً إلى حد كبير، وحدوث أي خلل في هذا الاتزان بأحد النصفين أو زيادة نشاطه، يؤدي إلى اضطراب لاإرادي يظهر في صورة توتر مزمن، مما يسبب حدوث ارتفاع في ضغط الدم والإصابة بالصداع النصفي، وحالة من القلق والاكتئاب والأرق والهبّات الساخنة وبعض الأعراض الأخرى، والجهاز الجديد يستطيع مراقبة النشاط الكهربائي بالدماغ، ثم يسجل معدل هذه الإشارات ويحوّلها إلى إشارات مسموعة، ويعيدها على الشخص الخاضع تحت مراقبة الجهاز، كنوع من التغذية الراجعة للدماغ، للمساهمة في عملية التصحيح الذاتي للذبذبات العصبية، باستعمال نغمات سمعية تعكس الترددات الدماغية المهيمنة عليه في الوقت ذاته، ويساعد ذلك تدريجياً وبدون وعي على تحسين نوع الإشارات الكهربائية وتقليل الاستثارة والضرر.أجريت هذه الدراسة الجديدة على 16 متطوعاً، 50% منهم من الرجال و50% من السيدات، وكلاهما يعاني مشكلة ارتفاع ضغط الدم، وتبيّن من خلال نتائج التجربة انخفاض ضغط الدم الانقباضي من 153 ملم زئبقي إلى 137 ملم زئبقي، كما حدث انخفاض في ضغط الدم الانبساطي من 98 ملم زئبقي إلى 82 ملم زئبقي، بالإضافة إلى حدوث تحسن ملحوظ في حالة القلق والأرق والتوتر، وتحسنت كذلك التغيرات التي حدثت في ضربات القلب، وتم إجراء تجربة جديدة شملت 55 شخصاً متطوعاً من الذين يعانون مشكلة الصداع النصفي، وبعد خضوعهم لهذا الجهاز الجديد انخفضت حالة الصداع النصفي بشكل كبير وتحسنت الحالة المزاجية لديهم.