ماريان شين * أعلن إيلوم ماسك قبل فترة إطلاق سيارة «رودستر» الجديدة التي يمكنها قطع مسافة تصل إلى 800 كيلو متر بشحنها لمرة واحدة، باستخدام برنامج «تسلا» ذاتي القيادة، وتتضمن بعض التعديلات الجذرية، مثل تغيير مركز ثقل الجاذبية وانخفاض خطر التعرض للحوادث عبر النظام الذكي، والتوزيع المتساوي للعزم على العجلات الأربع. وهي السيارة الخارقة التي تتسارع من 0 إلى 100 كلم في لمح البصر، بواقع 1.9 ثانية فقط، وتبلغ سرعتها 400 كلم/ ساعة، لتنافس بذلك أسرع السيارات التي تنتجها الشركات العالمية، فيما كشفت مصادر عن أن سعرها سيبلغ 200 ألف دولار.في الواقع يعتبر إيلون ماسك شبيهاً في شخصيته بستيف جوبز مؤسس «آبل» من حيث روح الابتكار والعزيمة التي لا حدود لها، وإيجاد منتجات جديدة تحدث تغييرات ثورية في العالم المتخم بالتكنولوجيا. لماذا تعتبر السيارات الخارقة مهمة جدا في عالم السيارات؟ للإجابة على هذا السؤال يجب القول أولا إن صانعي السيارات دوما ما دعموا فرق السباقات التي تروج لسياراتهم منذ نشأة الصناعة، حيث يعتبرونها الأكثر فعالية في الترويج لباقي منتجاتهم من السيارات التقليدية.قبل نحو عامين اقترحت أن يقوم إيلون ماسك بإنتاج سيارة رياضية خارقة تتخذ معالم السيارات الخارقة مثل البدن المتناسق والإطارات العريضة، وهو ما تحقق اليوم بإنتاج الطراز S، والتي أصبحت كابوساً يهدد المنتجين الآخرين مثل «فيراري» و«لامبورجيني» و«ماكلارين» و«بورش» و«شيفروليه» وغيرها، علاوة على أن التوجهات الجديدة في عالمنا تتمحور حول السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة.وإذا لم تتمكن تلك السيارات الخارقة للمنتجين الأكثر عراقة في العالم، هزيمة الإنتاج الجديد من «تسلا»، فإن الشركة الأمريكية ستسيطر على قطاع السيارات في القريب العاجل، خصوصا وأن سعر سيارتها الخارقة يعتبر مناسبا مقارنة بمنافساتها، فضلا عن أن شركات مثل«فيراري» و«لامبورجيني» وغيرها قلصت إنتاجها من تلك السيارات الخارقة لتفسح المجال للمنافسة الجديدة «تسلا» لاكتساب حصصها في السوق من خلال السيارات الكهربائية الخارقة مثل الطراز S.وبالنظر إلى توجه شركة تسلا إلى صناعة السيارات الكهربائية الذكية ذاتية القيادة، وتنوع قاعدتها من الإنتاج، فإن المنافسة ستكون على أشدها، وربما تتوجه الشركات العريقة إلى تغيير نمطها القديم - ليس بشكل كامل- إلى السيارات الهجينة لتصبح السائدة على إنتاجها. ويمكن القول إن «تسلا» نجحت في اختبار المنافسة الأولي مع الشركات العريقة، حيث إن القلق الذي يساور تلك الشركات والمنتجين هو دليل على التغير الثوري الذي أحدثته «تسلا» في عالم السيارات الخارقة. * «تك سنترال»
مشاركة :