كل عام نسطر فيه أروع التبريكات ونحن نهنئ قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بذكرى توليه - حفظه الله - مقاليد الحكم، في ذكرى عزيزة على كل مواطن.. وليس من قبيل الصدفة أن تحل ذكرى البيعة الثالثة، وقد تحقق للوطن أكبر ميزانية إنفاق في تاريخ المملكة، فالشواهد على عطاء خادم الحرمين لوطنه وأمته العربية والإسلامية، أكثر من أن تحصى أو أن يتم ربطها بحدث معين، غير أن تزامن ذكرى البيعة وإعلان الميزانية التاريخية، يؤكدان بجلاء رؤية خادم الحرمين الشريفين في قيادة الدولة داخليا وخارجيا، لتكون على الخريطة العالمية، حيث يليق بها.كما يأتي إعلان الميزانية بالتزامن مع الحراك المتواصل، الذي جعل من اقتصاد المملكة اقتصادا مفتوحا وجاذبا للاستثمارات المحلية والرساميل الأجنبية، مع انتهاج المملكة عددا من الإصلاحات الاقتصادية بغية تحفيز شركات ومؤسسات القطاع الخاص، ورفع مستوى تنافسية المملكة، وتنوع فرص الاستثمار، وصولا إلى تحقيق مقتضيات التنمية الاقتصادية المستدامة، لتكون واقعا معيشا.وغير بعيد عن ذلك، نستحضر الخطاب الملكي الشامل في "الشورى"، خلال افتتاحه - حفظه الله - أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى قبل أيام قلائل، فقد اشتمل على رؤية حكيمة يؤطرها الوضوح والشفافية تجاه مختلف القضايا الداخلية والخارجية، فمنذ مبايعة الملك تحقق عديد من الإنجازات التي غيرت من وجه المملكة ونقلتها إلى مرحلة عصرية تواكب المتغيرات العالمية، فقد تم الاعتماد على الطاقات والقدرات الشابة، بجانب التعديلات المتتابعة في أجهزة الدولة لتتناسب ومتطلبات المرحلة، وكذلك الاهتمام بالقطاع الحكومي عبر تطوير آليات العمل فيه، بجانب تشجيع القطاع الخاص وإيجاد البيئة الحاضنة ليكون مساهما فاعلا في تلبية متطلبات التنمية المستدامة.تحل ذكرى البيعة الثالثة لخادم الحرمين الشريفين، والمملكة تنعم بالاستقرار وترفل في الأمن والأمان بفضل من الله ثم بفضل حنكة وقيادة الملك سلمان، الذي تجاوز ببلادنا منعطفات مهمة، وتحديات جسيمة، سياسية واقتصادية، فكان لها.. سلمان العزم والحزم. وحملت الموازنات العامة في عهد الملك سلمان، رؤية تهدف إلى تنمية الاقتصاد السعودي دون الاعتماد على النفط كمصدر وحيد أو رئيس للدخل الوطني، وهذا التوجه هو الأهم في تاريخ المملكة الاقتصادي.واليوم.. تسجل المملكة ميزانية تاريخية، رغم تراجع أسعار النفط، ونلمس تحقق أهداف الدولة ورؤيتها من خلال مساهمة القطاع غير النفطي بـ 50 في المائة من مدخلات الميزانية، ما يؤكد نجاح مسار خطط الدولة، والنهج الصحيح في تبنيها "الرؤية الطموحة 2030"، الهادفة إلى تعزيز وتنويع مصادر الدخل، وزيادة النمو السنوي، وتقليص العجز والدين العام، وإنعاش صادرات القطاع غير النفطي. وهنا أشير إلى ما أكدته "الرؤية" من التوجه نحو الاستثمار في قطاع التعدين ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 97 مليار ريال، وزيادة عدد فرص العمل في القطاع إلى 90 ألف فرصة عمل بحلول عام 2020م، ونفخر بأن "معادن" في رسالتها تتوافق مع هذا التوجه، حيث تعمل على ريادة التنمية الفعالة لقطاع التعدين كركيزة ثالثة للصناعة السعودية، من خلال اعتماد أفضل الممارسات العالمية، وذلك لتعظيم قيمة الثروات المعدنية في المملكة.والواقع أن الميزانية الجديدة مكملة لهذا النجاح ومؤكدة أولوية المشاريع التنموية والخدمية، والحرص على التنمية الشاملة والمتوازنة بين المناطق، لتلبية احتياجات المواطنين والارتقاء بمستوى رفاهيتهم بالعمل على زيادة معدلات الإنفاق في جميع المجالات الخدمية والتنموية، باعتبار الإنسان هو محور التنمية الأول.ويطيب لي ونحن نحتفل بالذكرى الثالثة للبيعة، أن أستعرض جزءا يسيرا من منجزات شركة التعدين العربية السعودية "معادن" في العهد الميمون، الذي شهد تأسيس قطاع التعدين الحديث، بعد أن دشن خادم الحرمين مشاريع البنية الأساسية التنموية والتعدينية في مدينة رأس الخير الصناعية، التي تحتضن الجزء الأكبر من منشآت "معادن" للفوسفات والألمونيوم.ونتطلع في ذات السياق إلى إنجاز مماثل بافتتاح مشروع مدينة وعد الشمال في منطقة الحدود الشمالية، الذي تفخر "معادن" بتأسيسها المرحلة الأولى من المشروع، حيث شهد أخيرا تصدير أول شحنة من منتجات "معادن" في مصانعها للفوسفات في المدينة الواعدة، وأسهم في إحداث حراك اقتصادي وتنموي في المنطقة، ومن المؤمل أن تصبح منطقة الحدود الشمالية عاصمة عالمية للفوسفات مع التطورات التشغيلية للمشروع، وحقيقة القول، إن "معادن" تنظر إلى مدينتي رأس الخير ووعد الشمال، كأنموذج عملاق لتنمية المناطق النائية، وتحويل الصحاري إلى مدن منتجة.واتساقا مع النهج التنموي لحكومة خادم الحرمين، وضمن توجه الشركة نحو تطوير احتياطات المملكة من الذهب الخام ومعادن الأساس، بالتوافق مع "رؤية المملكة 2030" وأهداف برنامج التحول الوطني 2020م، دشنت الشركة منجم الدويحي أخيرا، كواحد من أهم المشاريع التنموية في منطقة مكة المكرمة، ليضاف إلى ستة مناجم للذهب، في مقدمتها منجما مهد الذهب التاريخي وبلغة في منطقة المدينة المنورة، ومنجم الصخيبرات في منطقة القصيم، ومنجم السوق والدويحي في منطقة مكة المكرمة، ومنجم الآمار في منطقة الرياض، إضافة إلى منجم جبل صايد للنحاس في منطقة المدينة المنورة. وتعكف الشركة حاليا على تطوير مشروع ثالث للفوسفات بطاقة ثلاثة ملايين طن سنويا - تماثل طاقة المشروع الذي دشنه الملك في رأس الخير وباستثمارات تقارب 24 مليار ريال.وفيما نفخر هذا العام بالتكريم الملكي، بجائزة التنافسية المسؤولة المقدمة من مؤسسة الملك خالد الخيرية، فإنني - نيابة عن سبعة آلاف موظف في "معادن" - أؤكد سيرنا على نهج القيادة وتتبع خطاها في العمل على تحقيق التنمية المستدامة الشاملة من خلال مشاريع "معادن" في مختلف مناطق المملكة، مجددين البيعة والولاء لمقام خادم الحرمين الشريفين.. محبة ووفاء.الرئيس وكبير المديرين التنفيذيينشركة التعدين العربية السعودية "معادن"Image: category: خدمات اعلاميةAuthor: المهندس خالد بن صالح المديفرpublication date: الأحد, ديسمبر 24, 2017 - 04:24
مشاركة :