أعلن مركز الحوار الإنساني توصل جماعتين مسلحتين متنافستين في منطقة "بوار" بشمال غرب إفريقيا الوسطى لاتفاق من أجل إنهاء الأعمال العدائية بينهما.وقال المركز الذي عمل على التوصل لهذا الاتفاق، في بيان نقل راديو "إفريقيا 1" اليوم الأحد مقتطفات منه، إن هذا الاتفاق المبرم منذ منتصف شهر ديسمبر الجاري يتعلق بفصيل لمليشيا الدفاع الذاتي "أنتي بالاكا" ومليشيا "3 آر" وذلك في "بوار" بمقاطعة "نانا مامبيري".وأضاف الراديو أنه نتيجة لدور الوساطة الذي نفذه المركز على مدار 11 شهرا الماضية، فإن هذا الاتفاق يحث كلتا المجموعتين على المشاركة معا في أمر غير مشروط لوقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية والعدوانية بين الطرفين.وأكد البيان أن هذه الاتفاقية تحظر أيضا استخدام الأسلحة فضلا عن أي عمل عدواني مثل حرق القرى والمخازن وسرقة الماشية وشن هجمات جديدة ضد المدنيين، كما نص على حرية تنقل الأشخاص والبضائع، بما في ذلك المنظمات الإنسانية وحرية الوصول إلى المرافق الصحية والمدارس والمباني العامة الأخرى والالتزام بعودة جميع النازحين وحظر أي انتهاك للممتلكات والملكيات الخاصة، وأخيرا حظر مرور أي شخص مسلح في المقاطعة.وأوضح البيان أن هذا الاتفاق يدل على أن جهود الوساطة بين الجماعات المسلحة يمكن أن تسهم في تهدئة أجزاء من البلاد، وذلك إذا لم يقم بتسوية النزاع في جمهورية إفريقيا الوسطى.. مشيرا إلى أن مضاعفة التوصل إلى مثل هذه الاتفاقيات يساهم في تهيئة الظروف اللازمة لنزع سلاح الجماعات المسلحة وعملية المصالحة الوطنية.ومن جانبها، شاركت الرئاسة في إفريقيا الوسطى وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا) في جهود الوساطة الرامية إلى اختتام المفاوضات بنجاح.وفي بيان منفصل، أشادت "مينوسكا" بتوقيع هذا الاتفاق ووصفته بـ"أنه يسلط الضوء على عملية المصالحة في جمهورية إفريقيا الوسطى".كانت منطقة "بوار" المتاخمة للكاميرون تعد منذ عام 2015 مسرحا للاشتباكات المتكررة بين مليشيتي "3 آر" و"أنتيبالاكا" حيث يدعي كل منهما الدفاع عن المجتمعات التي جاؤوا منها.يذكر أن مليشيا " 3 آر" ظهرت هذه المليشيا، في نهاية عام 2015 بشمال غرب جمهورية أفريقيا الوسطى، بحجة حماية جماعة "فولاني" من هجمات مليشيات "أنتى بالاكا".يشار إلى أن الصراع في جمهورية إفريقيا الوسطى، بدأ بإطاحة الرئيس السابق "فرانسوا بوزيزى"، عام 2013 من قبل مليشيا "سيليكا" الذي يدافع عن الأقلية المسلمة مما أدى إلى هجوم مضاد لمليشيا "أنتى بالاكا" ذات الأغلبية المسيحية.جدير بالذكر أن مركز الحوار الإنساني - ويعرف أيضا باسم مركز جان هنري دونانت للحوار الإنساني- هو منظمة غير حكومية مستقلة، تساعد في الوساطة بين الأطراف المتنازعة لمنع أو إنهاء الصراعات المسلحة وتأسست عام 1999، بهدف تشجيع وتيسير الحوار بين قيادة الأطراف المتحاربة الرئيسية. ويقع مقره الرئيسي في جنيف.
مشاركة :