محمد المواسي- سبق- جازان: أقر حجاج الداخل الذين حاولوا أداء الفريضة دون الحصول على تصريح رسمي، أنهم وبسبب تكلفة الحملات الرخيصة لجأوا إلى السماسرة الذين تحولوا من مجرد عاملين في مجال توفير نقل الركاب إلى محترفين في نقل الحجاج إلى الحرم المكي، في مخالفة صريحة للأنظمة. وفي ظل الدور المهم الذي تلعبه الجهات الأمنية في منع مخالفة الأنظمة، تفشل محاولات تجاوز الأنظمة، لكن وعلى الرغم من ذلك فإن الدخول إلى الحرم المكي دون لبس إحرام، كان فرصة سانحة لبعض من لا يحملون التصاريح للدخول، ولكن هذا الأمر اقتصر على الذين يستطيعون الذبح، حيث يتمكنون من الدخول دون لبس الإحرام. ونظراً للجهود الضخمة التي يبذلها رجال الأمن فقد كانت أعداد من تمت إعادتهم لمخالفتهم النظام، كبيرة. وحاولت سبق أن تستكشف أساليب التهريب من منطقة جازان إلى المشاعر المقدسة، عن طريق الكدادة باختلافها. بيع الحجاج ! ما إن يتوجه باغي الحج بدون تصريح، إلى مواقف سيارات الأجرة في صبيا، حتى يتلقفه السماسرة ويعرضون عليه النقل إلى المشاعر المقدسة، ومن ثم يتم الاتفاق على إيصال الحاج حتى مواقع معينة كميقات يلملم. وبعد الإحرام، يبيع هذا السمسار الحاج إلى سمسار آخر مقابل مبلغ متفق عليه، فيقوم هذا السمسار الثاني بإدخال الحاج إلى المشاعر المقدسة عبر الطرق الترابية الفرعية لو نجح في تجاوز المجازفة والمخاطرة المتمثلة في رصد عيون رجال الأمن. 600 ريال للحاج ويحصل السمسار الذي يوصل الحاج من جازان إلى المشاعر المقدسة بالإحرام، على مبلغ 600 ريال، وقال سماسرة لـ سبق إن السعر يتحدد بدقة بناء على موقع نزول الحاج وكذلك على ما تنتهي إليه مفاوضات بيعه إلى سمسار آخر في المرحلة التالية. وقال أحد السماسرة، يكنى بأبي عادل: بيع الحاج، من ميقات يلملم، يكون بالاتفاق قبل الخروج من مواقف السيارات، حيث تكون القيمة 300 ريال سعودي، ويبيعه السمسار إلى آخر بمبلغ آخر، ثم يتكلف الحاج مبلغاً إضافياً للسمسار الجديد الذي سيخوض به طرقاً فرعية غير معبدة. صعوبة تجاوز النقاط الأمنية ويواصل السماسرة متابعة سير الرحلة المخالفة هاتفياً، واعترفوا أن حملات الحج المخالفة قوبلت بتشديدٍ أمني كبير، وأكدوا أنهم لا يستطيعون تحديد عدد الحجاج المخالفين الذين نجحوا في العبور إلى مكة بالإحرام. التحايل أساليب الدخول عبر الطرق الفرعية الترابية والمجازفة، لم تعد قادرة على اختراق الدرع الأمني، الذي يشكله أفراد وزارة الداخلية، والجهات المختصة، الساهرون على حماية الوطن وتطبيق الأنظمة. وأصبح الناقل للحجاج المخالفين يشترط عدم لبس الإحرام من المواقيت حيث يكتفى بنية الإحرام، كإحدى وسائل التحايل على الأنظمة، ويعبر الناقل بالحجاج بين النقاط الأمنية، حتى بعد تجاوز ميقات يلملم أو غيره من المواقيت دون أن يكون هناك دليل على الإحرام، الأمر الذي يعد مخالفة شرعية لواجبات الحج. وتحد الدوريات المنتشرة في الطرق الفرعية، الترابية بعد ميقات يلملم، والسواتر الترابية من إمكانية وصول الحجاج المخالفين للمشاعر المقدسة. موعد حج المخالفين ويختار الحجاج المخالفون وناقلوهم، اليومين السابع والثامن من شهر ذي الحجة، من أجل محاولة الدخول في حالة إحرامهم، ظناً منهم أن هذه الأيام يقل فيها التشديد الأمني. وأكد السماسرة في حديثهم لـ سبق أن يومي السابع والثامن من شهر ذي الحجة، يشهدان توافداً لراغبي الحج بغير تصريح. لماذا المخالفة؟! يقول بعض السماسرة: من أسباب اللجوء إلى الحج بغير تصريح أن تكلفة الحملات كبيرة وأن الخدمات التي تقدمها الحملات لا توازي المبالغ المدفوعة. وكشفوا أنهم لاحظوا أن أغلب الحجاج بدون تصريح من فئة كبار السن والعجزة ومرافقيهم، فعلى الرغم من حاجتهم للرعاية والراحة في الحملات، إلا أن ضيق ذات اليد يدفعهم إلى سلوك هذا الطريق المخالف. عدم الإحرام من الميقات تحايلاً.. حرام وقال الشيخ سعد السبر إن مجاوزة الميقات دون لبس الإحرام له حالات، أولاها أن يجاوز الميقات دون لبس الإحرام ودون عقد نية الدخول في النسك، وهذا يجب عليه أن يعود ويحرم من الميقات وإن لم يعد فعليه دم لتركه واجباً، لخبر ابن عباس رضي الله عنهما من ترك نسكاً جبره بدم. وأضاف: الحالة الثانية أن يجاوز الميقات دون لبس الإحرام وقد عقد نية الدخول في النسك، فهذا يلزمه كفارة محضور اللبس لقوله تعالى: ففدية من صيام أو صدقة أو نسك. وأردف السبر: الحالة الثالثة أن يفعل ذلك كله ليحج بدون تصريح فهذا أمر محرم لأنه معصية لولي الأمر في المعروف، ومعلوم أن طاعة ولي الأمر في المعروف واجبة شرعاً لمجموعة من النصوص أوجبتها، كقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من عصى الأمير فقد عصاني، وقوله اسمعوا وأطيعوا ما لم تؤمروا بمعصية. وتابع: وفعل هذا حيلة محرمة شرعاً والتعاون لمصلحة المسلمين واجبة ويتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام، فنصوص الشريعة وقواعدها أوجبت التعاون وحرمت التحايل ومعصية ولي الأمر. إعادة عشرات الآلاف من الحجاج وقد كشفت إحصائيات الأمن العام، التي أعلنها حول عمل مراكز الضبط الأمني على طرق المشاعر المقدسة حتى اليوم، عن إعادة 125616 حاجاً لا يحملون تصاريح، إضافة إلى إعادة 48962 مركبة غير مصرّح لها بدخول المشاعر. ووفقاً للإحصائيات تمكّن الأمن العام من حجز 440 سائقاً مخالفاً لأنظمة دخول المركبات للمشاعر المقدسة، وتمكن من ضبط 38 مكتب حج وهمياً، وأحال المسؤولين عنها لهيئة التحقيق والادعاء العام. يشار إلى أن الأمن العام بمختلف قطاعاته يبذل جهوداً كبيرة داخل المشاعر المقدسة وعلى طرق الحج؛ لضبط ومنع دخول الحجاج الذين لا يحملون تصاريح، ولمنع أي مخالفات لأنظمة وتعليمات الحج، وللحفاظ على أمن الحجاج، وتنفيذ العمليات التنظيمية وتقديم الخدمات لضيوف الرحمن.
مشاركة :