أحيا مسيحيون عراقيون قداس "الميلاد" في كنيسة مار بولص للكلدان في الموصل للمرة الأولى منذ سقوط حكم تنظيم "داعش" وسط إجراءات أمنية مشددة. ويحتفل المسيحيون بالميلاد بعد أن منع مسلحو "داعش" الوجود المسيحي في المدينة منذ سيطرتهم عليها منتصف عام 2014، وعلى مناطق في العراق وسوريا المجاورة. وشارك حسام عبود (48 عاما) في القداس، وهو على كرسي للمعوقين بعد عودته مطلع الشهر الجاري إلى الموصل من إقليم كردستان العراق، الذي يبعد عشرات الكيلومترات، إثر لجوئه إليه هربا من "داعش". وأكد عبود أن الاحتفال يعتبر "مؤشرا على عودة الحياة والفرح إلى مدينة الموصل من خلال هذا القداس"، وقال: "نرسل رسالة سلام ومحبة، لأن المسيح يعني السلام ولا حياة بدون سلام".إقرأ المزيديازجي: بفضل الدعم الروسي حررت مناطق المسيحيين من الإرهاب وقالت فرقد مالكو، التي عادت مؤخرا إلى المدينة: "الاحتفال والصلاة في الموصل مهمان لإحياء الحياة المسيحية في المدينة وضواحيها حيث تعيش أقلية كبيرة من المسيحيين". وأضافت: "بهذا الاحتفال، نريد أن نقول لهم إن أهل الموصل جميعهم إخوة بغض النظر عن ديانتهم ومعتقدهم ورغم كل معاناتهم والأضرار التي لحقت بهم". وكنيسة مار بولص هي الوحيدة التي ما زالت قائمة في الموصل ويوجد قرابة ثلاثين كنيسة، وقد أعاد تأهيل الكنيسة مجموعة من الشباب قبل أيام قليلة مع تعليق ستائر على النوافذ التي تطاير زجاجها جراء المعارك والانفجارات. ووسط الشموع وأشجار الميلاد والستائر البيضاء لإغلاق إطارات النوافذ، اختلط مسلمون مع المسيحيين، فضلا عن المسؤولين من السلطات المحلية والمؤسسات العسكرية.إقرأ المزيدالمنتدى المسيحي الدولي يدق ناقوس الخطر وانتشرت عربات مدرعة عسكرية قرب الكنيسة حيث علقت صورة لمواطن مسيحي قتله المسلحون في الموصل. يذكر أن اضطهاد المتطرفين للأقليات في محافظة نينوى، خصوصا الإيزيديين والمسيحيين وبينهم الكلدان والسريان والآشوريين، دفعهم إلى نزوح جماعي من مناطق سهل نينوى. ويرى مسؤولون محليون أن نحو 90 بالمئة من المسيحيين فروا من الموصل منذ اجتياح العراق من قبل القوات الأمريكية عام 2003. ويدعو البطريرك ساكو "المسيحيين النازحين داخل العراق أو اللاجئين خارجه إلى العودة بسرعة من أجل القيام بدور فاعل في إعادة الإعمار". من جهته، قال دريد حكمت طوبيا مستشار محافظ نينوى لشؤون المسيحيين، إن "ما بين 70 إلى 80 عائلة مسيحية عادت إلى الموصل وستتبعها عائلات أخرى". وقالت مينا رامز (20 عاما)، والتي عادت إلى منزلها مع عائلتها قبل شهرين مع تزامن بدء العام الدراسي "إنها أرضنا هذه منازلنا وسنقوم بكل ما يلزم مع إخواننا من جميع الأديان لإعادة بناء الموصل". وأضافت: "لن نتخلى أبدا عن الأرض التي ولدنا فيها". ونينوى وضمنها الموصل من أقدم مواطن المسيحيين في الشرق، حيث تعود جذورهم إلى القرون المسيحية الأولى. المصدر: أ ف ب هاشم الموسوي
مشاركة :