تعدنا بعض الشركات بأنها تستطيع أن تجعل الجميع يقرأون بسرعة تصل إلى خمسة أضعاف سرعة القراءة العادية. لكن، حسب معلوماتنا عن الدماغ البشري، ما هو الممكن واقعياً؟ ما السرعة التي تقرأ بها؟ هل أنت من الذين ينهون قراءة صحيفتهم اليومية قبل تناول الإفطار؟ وتطّلع على الشائعات المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي في دقائق؟ وفي جلسة واحدة تلقي نظرة على أكثر الكتب مبيعا؟ وبحسب "بي بي سي" بإمكان الكثير منّا قراءة 200 كلمة في الدقيقة الواحدة، لكن باستطاعتنا، من الناحية النظرية، أن ندرب أنفسنا على هضم المعلومات بشكل أسرع. تدعي بعض الشركات، التي تبيع تطبيقات القراءة السريعة، أن بإمكانها مساعدة أي شخص كان كي يتجاوز قراءة ألف كلمة في الدقيقة .. هذا يعني أنك ستكمل قراءة رواية "الحرب والسلام" في نحو تسع ساعات، و"موبي ديك" في ثلاث ساعات ونصف الساعة. هل يبدو الأمر وكأنه لا يُصدق؟ يتفق بعض الأكاديميين مع هذا الرأي. فما حقيقة القراءة السريعة، وهل يمكن للتقنيات الحديثة أن تساعدنا حقاً؟ إن جميع تطبيقات القراءة السريعة تعتمد نظرياً على إيصال الكلمات بفعالية أكثر إلى ما يعرف بـ "النقرة"، وهو جزء بالغ الصغر في مركز الشبكية في العين الذي يجعلنا نرى الأشياء، بما في ذلك الحروف، بشكل حاد كي نتمكن من تحديدها وقراءتها.