لقاء سياسي شيوعي ماركسي في حسينية

  • 12/25/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أجل في حسينية، وليس هناك خطأ، وهو لقاء سياسي لزعيم «شيوعي ماركسي» لبناني معروف كان أميناً عاماً للحزب الشيوعي اللبناني في السنوات الأخيرة. والأدهى في الموضوع ان مناسبة اللقاء كانت الاحتفاء بذكرى مرور 93 عاماً على تأسيس الحزب في لبنان الذي انتهى بعد قرنٍ من الزمان لأن يعقد لقاءه السياسي المفتوح في «مأتم» حسينية، ليسدل بهذا اللقاء في ذلك المكان الستار في فصل الختام ونهاية الكلام على حزب كان يا ما كان«مدنياً» بل وعلمانياً. فكيف اجتمعت وتوافقت العلمانية والمدنية والسياسية الأممية المرفوعة كشعار لأن تحتفي سياسياً بذكرى تأسيسها الثالث والتسعين في حسينية ومأتم الوقف الجعفري بالمتن الجنوبي. وإذا صح الخبر الذي تم نشره وتداوله في وسائل السوشال ميديا بشكل واسع قبل أيام ولم نقرأ له تكذيباً او حتى تصحيحاً، فإننا أمام عدة حقائق تؤكد ما سبق ان ذكرناه طوال الاعوام الستة الماضية قرأنا خلالها ملامح التحول الخطير الذي طرأ على أحزابنا الشيوعة العربية التي كانت تيمم وجوهها الى الكرملين وموسكو فصارت الآن تيمم شطر وجوهها الى قم وطهران. استبدلوا اللون الأحمر القاني في اعلامهم وشاراتهم الى اللون الاسود القاتم، ومن رمز المطرقة والمنجل او الشاكوش الى رمز العمامة والبدلة بدون ربطات عنق، وهو من لوازم التحول في المظهر بعد الجوهر. فهل عرفتم الآن لماذا ترك الشهيد جورج حاوي ومعه كريم مروّه وغيرهم الحزب الذي ضحوا من أجل استمراره وبقائه واستقلاله وخرجوا منه غير نادمين؟؟ باختصار ودون ابتسار وبواقعية حقيقية لا تبحث عن تبرير او تسويف، معظم الاحزاب الشيوعية العربية اختطفتها العمامة الايرانية وسيطرت عليها الذهنية الخمينية وأصبح كتاب الاحزاب الشيوعية العربية يذيلون اسم خميني بـ «قدس سره»، وقد حدث ذلك معي حين تقدم لي في الجريدة كادر حزبي شيوعي معروف بمقال للنشر ورد فيه اسم خميني مذيلاً بقلم ذلك الكادر بـ«قدس سره»...!! لا يتسع المجال لسرد الحكايات الموجعة عن التحول من اليسارية للخمينية، وذكرى دوار العار ما زالت تنزف صديداً، وقد اعتلى جمع من الماركسيين المزعومين منصة الانقلاب، وقد تشابكت أيديهم بأيدى أصحاب العمامات السوداء في تلك الفترة الغبراء. شطرتهم ازدواجية دوار العار فهم فوق المنصة خمينيون بامتياز، وهم داخل خيام الدوار يقرعون «المودماني» على وقع الاغاني..!! وخالد حدادة الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني لم يجد مكاناً في لبنان الواسع سوى حسينية «مأتم» في الجنوب ليحيي الذكرى الثالثة والتسعين لحزب كان شيوعياً داخله ووسطه، فعن أي شيوعية ماركسية يتكلم «الرفاق» الذين صاروا «وفاق»؟ مجرد حرف تغير وتبدل «فالراء» صارت «واو». مجرد حرف سقط سهواً ليسقط معه الحزب سهواً من ذاكرة التاريخ، هل هو سهو او عمد وبتقصد؟؟ دع عنك الاسئلة المدسوسة يا مدسوس حتى لا تنهال عليك الاتهامات المجانية الجاهزة والمعلبة، فكل سؤال لا يسبح بحمد «الواو» سؤال مغشوش مدسوس مغرض وعميل للمخابرات الامبريالية. ولا ضرر ولا ضرار من ان يعمل موظفاً «كادر قيادي» في الحزب الذي ما زال شعاره ماركسياً في السفارة الأمريكية، أما أنت أيها الممنوع من زيارة أمريكا أو حتى من حضور فعالية عامة للسفارة المذكورة فعميل شبه رسمي للسي – آي. إيه. وعدو خطير «للتقدمية والمدنية والمرأة والتعددية»؛ لأنك تجاهر بمواقف مضادة لنظام الملالي ولعمامة قم ولا تكتب اسم خميني مذيلاً بـ«قدس سره»، ولا تعقد لقاءاتٍ سياسية في حسينية أو مأتم.

مشاركة :