حبيب الصايغ: أعلن عليكم الحب يا شعراء شنقيط

  • 12/25/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وجه الشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، كلمة إلى أهل موريتانيا وشعرائها، ألقيت في الأمسية الشعرية، التي نظمها اتحاد الأدباء والكتّاب الموريتانيين، أول أمس، برئاسة د.محمدو أحظانا رئيس الاتحاد، وبمشاركة أربعين شاعراً؛ لتأبين الشاعر الشيخ ولد بلعمش، الذي رحل عن دنيانا في الثامن من ديسمبر/‏كانون الأول.. وهذا نصها:«التحية أخلصها أولاً إلى أهلنا في موريتانيا، شجرة العروبة العامرة في أقصى المغرب العربي بثمار المحبة ووهج الأصالة. قلوبنا معكم كما كانت دائماً، لافتين إلى رمزية أن يخاطب شاعر عربي من أقصى المشرق زملاءه وإخوانه الشعراء والأدباء والكتاب في موريتانيا، في كلمة حول الشاعر الموريتاني العلم المهندس الشيخ ولد بلعمش، فها هو الشيخ ولد بلعمش اليوم يجمعنا حول قلمه وقيمه وشيمه، وها هو، كما كان يفعل، عبر قصائده ومواقفه، ينتصر لكلمة اللقاء، ويمد يده جسر تواصل وبناء، أما عن المشاعر فحدث ولا حرج: ليتنا كنا معكم يا من تعلمنا منكم، على مدى الأيام والعقود، المعنى الحقيقي للانتماء للوطن والعروبة والإسلام، ويا من كلما ذكرناكم أو تذكرناكم شعرنا بمزيد ثقة وطمأنينة، وكأنكم صمام أمان الأمة.موت الشعراء حياة جديدة متجددة. رواية حياة الشاعر تكتمل بالموت، فيصل، بما وهب، إلى أعلى مقامه وذروة سنامه، ومثل الشيخ ولد بلعمش باق في ذاكرة الوطن والناس، ليضيئها، أبداً، وكأنها ذاكرة مستقبل، فهو شاعر الفكرة السهلة الصعبة الممتنعة على سواه، وهو مهندس الشكل والمضمون، وهو فارس الدفاع المخلص المتقن عن قضايا العرب، وفي الطليعة قضية فلسطين والقدس، وكما كان في حياته، ها هو يرسل في وفاته رسالة وفاء القدس إلى العرب: الحياة للقدس، ولا حياة إلا بالقدس.وإذا كان الشيخ ولد بلعمش من بلد المليون شاعر، فقد أثبتت التجربة، وطنيّاً وعربيّاً، أن العبارة حقيقة مكتنزة بمجاز يعيدها إلى وعي راسخ وإن بدا كالحلم. الموريتانيون جميعاً، أبعد من المليون شاعر، شعب شاعر ومحب ومتذوق للشعر والأدب والعلم، وفي الذوق العربي الخصوصي، فإن كلمة موريتانيا أو شنقيط، مرادف ند ومعادل موضوعي لكلمة شعر، فما أصعب مجاراة شعب بأكمله، في الشعر مطوقاً باللهفة إلى استعادة مجد العرب واستئناف حضارتهم، وما أجملكم يا شعراء موريتانيا وأنتم تخلصون للشعر العربي كما تخلصون لوطنكم وزيكم الوطني.في هذه اللحظة، وهي لحظة شوق وتأمل وأمل، لا لحظة تأبين ورثاء وحزن، وإن أحاطت بها أجنحة مرارة الفقد من كل جانب، أعلن عليكم الحب يا شعراء شنقيط، متطلعاً إلى زيارة بلدكم العزيز الذي تربطه ببلدي دولة الإمارات العربية المتحدة علاقة الأخوة الصادقة والعمل المشترك منذ فجر التأسيس، فهذه العلاقة بعض غرس أعز وأغلى الناس، القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومحبتكم، بالإضافة إلى أسبابها العاطفية والموضوعية، بعض وصية الشيخ زايد لنا، نحن شعب الإمارات، ولعل ذلك، بل هو يقيناً، ما استقر في الوجدان الجمعي العربي.أشكركم جميعاً أيها الإخوة والأصدقاء، مجدداً أخلص آيات العزاء من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ومن جميع الاتحادات والجمعيات والروابط والأسر والمجالس المنضوية تحت لوائه، ومني شخصيّاً، في فقيد الوطن والأمة والشعر والثقافة الشاعر الموريتاني الكبير المهندس الشيخ ولد بلعمش، رحمه الله.شكراً لكم، ونلتقي دائماً، إن شاء الله، على خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

مشاركة :