أكد الكاتبان الأميركيان راشيل إيرنفيلد وميلرد بور انخراط الجمعيات الخيرية القطرية في تمويل الإرهاب. وكتبا في موقع «أميركان ثينكر» أنّ قطر تدعم عمداً الإخوان وإيران والمجموعات الإرهابية، لذلك قطعت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب جميع علاقاتها مع الدوحة في يونيو الماضــي. وفي حين تستمرّ قطر بنفي تورطها في دعم المتطرفين وتتذمّر من المقاطعة، كان وزير أوقافها غيث بن مبارك الكواري هو من تبجّح بأنّ برامج الدعوة تتوسّع وأنّ موقع الإخوان المتعدد اللغات والمدعوم من قطر قد زاد عدد متابعيه، ووضعت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، قطر على لائحة مموّلي الإرهاب، فارضة حظراً على جمعيات خيرية قطرية مهمة. من بين تلك الجمعيات، قطر الخيرية التي عُرفت منذ وقت طويل بتمويل المجموعات الإرهابية نفسها التي ذكرتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، (السعودية والإمارات والبحرين ومصر). الانتباه إلى نشر قطر للفوضى إنّ خريطة قدّمتها الجمعية نفسها عن نشاطها التاريخي حول العالم، لا تظهر أي نشاط لها في ليبيا على الإطلاق. في فبراير 2011، وقبل الإطاحة بنظام القذافي، رصدت قطر الخيرية 960 ألف دولار «مساعدات إنسانية» لمئات آلاف الأشخاص الذين كانوا يواجهون الزعيم الليبي معمّر القذافي ومساعديه المقربين منه. وأمّنت أيضاً تمويلاً مهماً للاجئين الليبيين في جنوب تونس ومصر. ويشير الكاتبان إلى أنّ واقع انخراط قطر في الإطاحة بالقذافي والفوضى التي ضربت الدول العربية في تونس، وليبيا، ومصر، وسوريا، ودول الخليج، لم تحظَ بالانتباه الغربي الذي يستحقه. تلميع سمعة إنّ ادعاء قطر الخيرية بأنّها منذ بداية الحرب السورية، قامت بمساعدة حوالي 8 ملايين سوري هو في أفضل الأحوال ادّعاء مشكوك به لم يحظَ بالتدقيق مطلقاً. وإنّ نفي قطر تمويلها الإرهاب تمّ دعمه مباشرة من الأمم المتحدة حيث قال ناطق باسم أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنّ المنظمة الأممية «لم تكن ملزمة بلائحة السعودية للإرهاب». وأضاف الكاتبان أن لا مفاجأة في كون بيان غوتيريس قد لقي مكافأة من قطر في أغسطس من هذا العام وهي عبارة عن 8.5 ملايين دولار لتمويل العاملين في مجال الإغاثة على الأراضي السورية. وعلّق الكاتبان بسخرية على الأموال: كان نوعاً من العطاء، المفترض أنّه بلا شروط، الذي تحبه الأمم المتحدة وتستخدمه الدول لتلميع سمعة مشوّهة. من قطر الخيرية إلى عيد الخيرية بعد قمة الرياض في مايو الماضي، زار وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون الدوحة وأشاد بتوقيعها على مذكرة تفاهم منفصلة تبرز «جهودها المستقبلية لاعتراض تمويل الإرهابيين». لقد فرضت الدول الداعية لمكافحة الارهاب عقوبات على عيد بن محمد آل ثاني وجمعيته مؤسسة عيد الخيرية التي أنشئت في الدوحة سنة 1995 والتي وسّعت عملياتها إلى 60 دولة على الأقل منذ ذلك الحين. في كندا، عُرفت عيد الخيرية بانخراطها في تعليم وتدريب الأئمّة والمبشرين. وقد وجدت هيئة فيديراليّة كندية أنّ الجمعية الإسلامية لكولومبيا البريطانية كانت مسيطراً عليها أو متأثرة بـ«مؤسسة عيد القطرية المتهمة بتمويل الإرهاب». الضرائب الكنديّة تحذّر تدير الجمعية الإسلامية مسجد الهداية والمركز الثقافي الإسلامي في كولومبيا البريطانية - كندا. ونقل الكاتبان عن موقع "غلوبال نيوز" أنّ مكتب الجمعيات الخيرية في هيئة الضرائب الكندية لفت النظر إلى أنّ «صلة المنظمة واحتمال السيطرة عليها من مؤسسة عيد هو مثير للقلق على وجه التحديد نظراً إلى أنّ المعلومات المتوفرة علناً... تشير إلى أنّ مؤسسة عيد متهمة بتأمين الدعم للإرهاب». وأضاف: بحثنا يشير إلى أنّ مؤسسة عيد هي منظمة عضو في ائتلاف الخير وهو تحالف من الجمعيات الخيرية التي تديرها حماس، الكيان المصنّف في كندا بالإرهابي . ويمضي الكاتبان الى القول: سنة 2011، تبرعت عيد الخيرية بحوالي 1.4 مليون دولار لشراء مركز دار التوحيد الإسلامي ومدرسة الصفا والمروة الإسلامية. وفي يناير 2016، كان إمام المركز إبراهيم هندي المعروف بدعم الإرهاب علناً في كل مكان، هو من ذهب إلى قطر في مهمة جمع تبرعات. واستضاف في السنة نفسها الشيخ نشْأت أحمد وهو داعية مصري أوقف في بلاده لدعمه الإرهاب العالمي وتبريره هجمات 11 سبتمبر2001. وينقــل الكاتبــان عــن مركز الجزيرة للدراسات أنّ الشيــخ نشأت معروف بخطاباتـه ضــد من يسميهــم أعداء الإســلام ومعروف أيضــاً بدعمــه لإعــادة تأسيــس خلافــة إسلاميــة. وذكر الكاتبان كيف أنّ مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي الجنرال أتش آر ماكماستر أعلن أنّ قطر هي المصدر الأساسي لتمويل ونشر الأيديولوجيا المتطرفة. ولكنّ الكاتبين يعقّبان على كلام المسؤول الأميركي بالإشارة إلى أنّه لم يُعلن حتى الآن عن العقوبات القادمة ضدّ الجمعيات الخيرية القطرية.
مشاركة :