السعودية تكشر عن أنيابها

  • 12/25/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ركبان القرني 2017-12-24 10:38 PM يعيش العالم بأسره اليوم حالة من الاضطراب في عملية توازن القوى، مثلما هو كذلك في قضية التوجس تجاه (بعضه بعضاً). فقد استقوت قوى ينبئ ظاهر عملها عن باطن نواياها، وتقلبت مواقف حكومات، وتبدلت مبادئ زعامات، وفي كل صبيحة يوم نفاجأ بوجه غير الذي أمسينا على مصافحته، مثلما نمسي على موقف غير الذي أصبحنا على زوبعة نفيره. وفي لعبة (المصالح الدولية، والإستراتيجيات العالمية) ثبت وبالأدلة القاطعة والبراهين الواضحة، أنه لا عواطف يمكن أن تستدر، أو مشاعر ربما تستثار، فتصب حيث نريد أو تمشي إلى حيث نأمر أو تنصاع إلى ما نهوى. إن ذلك كله، وإن كان من الضرورة بالعلم لدى من يهمه الأمر، ويعرف كيف يسبر أغوار العالم، ويتفاعل مع حوادث الزمن، ويستعد لتقلب الأمزجة، إلا أنه ظل طوال العقود الماضية في نظر الكثير من الناس شيئاً مبالغاً فيه، إلى حد نشوء نظرية (المؤامرة ) التي أنكرها كثير من الناس، وهم في ذلك على أضراب كثيرة، وردات فعل متنوعة. وفي الآونة الأخيرة وبعد طول في النفس، وحكمة في التعامل (كشرت) السعودية عن أنيابها، وحُق لها أن تكشر في وجه كل من تسول له نفسه الدنيئة، أو تنطوي عليه روحه الخبيثة، في التداعي يوماً ما على القصعة. ثم إنه ليس ضرورياً أن تكون هذه التكشيرة هي لمجرد الامتعاض من الأوضاع أو التعبير عن الانزعاج، بقدر ما هي إعِمالٌ حقيقي للدور الذي يجب أن تلعبه (السعودية)، والنهج الذي ينبغي أن تتخذه في إعادة ترتيب توازن القوى على كل مستويات المعمورة، بعد أن انقشع الغمام عن كثير من الخوافي، وأسفر الصبح ليطرد كل خفاش إلى جحره، ويبكر كل أمين إلى عمله. إننا اليوم ونحن نعيش في بلـد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، والمنبع الأضخم لمحرك مكنة الاقتصاد العالمي... كل هذه الأسباب وغيرها تُحتم على المملكة العربية السعودية أن ترفع يدها عاليا في وجه كل متربص قد يأتي من خارج الحدود بأي نية، أو عابث قد يندس في الداخل تحت أي عباءة. وبعد فإن إطباق الفكين بقوة عالية وشراسة مفزعة يجب أن يكون على فريسة (دسمة) كتلك التي (رأسُها في قم وذنبُها في صعدة)، أما ما كان منها في الدوحة فندعو الله أن يعودوا إلى صوابهم، ويتعقلوا قبل فوات الأوان.

مشاركة :