المراكز الإسلامية في الغرب وخدمة الجالية المسلمة

  • 12/25/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

فرضت الغربة على الكثير من المسلمين نتيجة الفقر والظلم في أوطانهم بالخروج منها ، فلما استقرت حياتهم في الغربة هناك من حمل أهلهم وذويهم ، وهناك من جلبهم بعد ما تحسنت حالتهم المعيشية ،أما هذه الهجرات التي كثرت في هذه السنوات سبقتها هجرات في العصور الماضية لاالفرار من الفقر أو الظلم وإنما كانت بحمل رسالة الإسلام لتشرق  بشمسها على أوروبا في القرن الثاني الهجري – كما نرى – عندما دخل طارق بن زياد الأندلس وفتحها فمنذ ذلك الوقت صار للإسلام موطئ قدم في أوروبا،وبعد ما غزى الإستعمار الغربي الكثير من البلدان الإسلامية في السنوات الأخيرة وبدأ الحرب العالمية الأولى والثانية ، وتم نقل المستعمرين من بلدانهم إلى الغرب للمشاركة في الحرب من هنالك بدأت الهجرة الجديدة التي بعدها استقر الجيل المهاجر بصفة رسمية ،وأرادوا إثبات هويتهم الإسلامية التي ينتمون إليها فبدأوا يسعون للبحث عن ملاذ آمن ينجيهم من البعد عن دينهم ، وحماية أولادهم من الضياع ، من هنالك بدأت فكرة تأسيس الجمعيات الثقافية والدينية للسماح لهم بنيل مطالبهم كقاعات الدراسة ومرافق الترفيه واللعب ، واستطاعوا أن يحولوها إلى دور للعبادة،وبعد نمو العدد السكاني للجيل المهاجر نشأت فكرة التحول من قاعات الدراسة إلى مراكز لتقوم بتلبية مطالبهم من دراسة وعبادة وغيرها،والمتأمل يجد أنها كثيرة – – ولله الحمد،وهذه المراكز تلعب دورا كبيرا في خدمة الدين الإسلامي حيث يلتقي فيها المسلمون في الصلوات الخمس يوميا ، والجمعة والعيدين ، وفي رمضان يلتقون في لياليه بصلاة التراويح ،وتستوعب الشباب المولودون لتغذيتهم الغذاء الروحاني والمشرب الصافي الذي يجعلهم يعيشون مع المجتمع الذي ولدوا فيه وترعرعوا فيه قائمين على الأصالة والمعاصرة ،وبعض البلدان الغربية تشهد اندماجا بين المسلمين ومواطنيها اندماجا وصل الأمر إلى التعامل في الحياة الإجتماعية كمجالس البلديات وفي البرلمانيات لتعطي صورة واضحة على أن الإسلام دين التعايش والتعامل واحترام القيم الإنسانية ،وإن وجدت هناك قلة من المسلمين المتطرفين الذين بذلوا كل وسيلة للوصول إليه ، وبعد حصولهم على الإقامة أخذوا يهاجمون البلد الذي يعيشون فيه في خطب الجمعة ، هذا البلد الذي قدم إليهم المأوى والعيش الكريم الذي لم يحملوا في بلدانهم الأصلية به جحدوا ذلك ، وهذا ليس من الإسلام في شيء ،والمراكز لها دورها المشهود في تشجيع القائم على الوسطية والإعتدال ، وإصلاح وتغيير الداعي إلى العنف والتطرف ،فمامن مركز في الغرب اليوم إلا والذي يزوره يجد تنوعا للنشاط الإسلامي من مؤتمرات وندوات ومحاضرات ودروس كلها تقدم صورة واضحة للمعاند للإسلام ، والمتخوف عن الإسلام من أن الإسلام منذ أن بزغ فجره إلى يومنا هذا لم يكره أحدا على أن يعتنقه ، بل من أراد الإعتناق يكون على بينة من أمره ،١- المسلمون يشاركون غيرهم في الأعياد الوطنية لكونهم مواطنون مثلهم .٢- المشاركة في الحياة العامة كالتجارية والصناعية ، فمن المسلمين من يملكون محلات تجارية بالمشاركة مع غيرهم كالأسواق المركزية .٣-وأكبر دليل عند شهر رمضان المبارك يسعى أصحاب المراكز بتخصيص يوم للإفطار التعايشي مع الديانات الأخرى وذلك إظهارالسماحة الإسلام .٤- وفي يوم العيد بعض المراكز قبل الصلاة تستقبل رؤساء البلديات وأصحاب الديانات الأخرى لتهنئتهم بفرحة العيد ، ولولا تعاملهم بالتي هي أحسن لما حدث ذلك،وفي الختام أسأل الله أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالميننورالدين محمد طويلإمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريسالرأيكتاب أنحاءنور الدين بن محمد طويل

مشاركة :