هل لك أن تتخيل فتاة بحرينية تعمل فنية صيانة المركبات بإحدى وكالات السيارات، نعم فاطمة الصفار ذات الـ 28 ربيعا، فعلتها برغبتها الجامحة للانخراط في عمل خارج المألوف، فتولدت لديها فكرة صيانة المركبات.تقول فاطمة الصفار خلال حديثها مع «الأيام»: «إن لوالدها الدور البارز في تشجيعها على العمل الدائم، وهذا ما دفعها للانضمام لإحدى وكالات السيارات بصفتها فنية مركبات (سمكرة)».وأكدت أن عملها بدأ بعد تدربها في الوكالة لمدة شهرين، وذلك بعد إنهائها دراستها الجامعية، وكانت الفتاة الوحيدة من بين 150 عاملا في ورشة السيارات، فأصرت على التحدي، لإثبات قوة الفتاة البحرينية في كافة المجالات العملية.وأضافت الصفار أن عملها الحالي يتطلب منها الوقوف لمدة 10 ساعات متواصلة، إلا إنها لا تشعر بأي ضغط خاصة بعد مضي سنوات على عملها في مجال صيانة السيارات، إذ أصبح الأمر اعتياديا وروتينيا، وتشعر بحماس وشغف يوميا للانطلاق في عالم صيانة المركبات. وعلى الرغم من اعتماد فاطمة الصفار على ذاتها في تأمين قوت يومها، إلا أنها لم تنجُ من انتقادات المجتمع لها، بتأكيدهم بأن عملها الحالي هو حكر على الرجال فقط، ولا يمكن للمجتمع البحريني أن يتقبل فكرة وجود فتاة تعمل في هذه الأعمال، وهو ما قابلته بالرفض دائما، كونها مصرة على احترام وجهة نظرها ورغبتها في خوض التحديات.وأكدت أن أهلها بعد أن شاهدوا عملها وإتقانها له، تبدلت آراؤهم أيضا وأصبحوا يشجعونها على المضي قدما لتقديم أفضل ما لديها في مجال سمكرة المركبات.وعن مشاريعها المستقبلية، قالت الشابة فاطمة الصفار إنها تطمح لفتح ورشتها الخاصة لصيانة المركبات قريبا، وبدعم مباشر من والدها المهندس جميل الصفار، وهو أحد أساتذة قسم السيارات في إحدى المدارس الثانوية الحكومية بالمملكة.
مشاركة :