تبدأ قوافل حجاج بيت الله الحرام يوم غد الخميس الثامن من شهر ذي الحجة في الصعود إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسط تكامل في الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الرامية إلى تسخير جل الإمكانات والخدمات أمام وفود الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم وشعائرهم بكل يسر وسهولة وفي جو مفعم بالأمن والإيمان. ويقضى الحاج بمنى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة ويستحب فيه المبيت في منى تأسيا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه، وفي هذا اليوم يذهب الحجيج إلى منى حيث يصلى الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا بدون جمع ويسن المبيت في منى. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة ومن ثم المبيت في مزدلفة. ويقضون في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه، وكما جاء في القرآن الكريم (( وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ )) والمقصود بها منى المكان الذي يبيت فيه الحاج ليالي معلومة من ذي الحجة يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده. وأعدت قيادة أمن الحج خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى، ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكة المكرمة إلى منى، إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر منى. وجندت قيادة قوات أمن الحج جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى بمتابعة مستمرة من وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، لتيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم بعد عون الله وتوفيقه. وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة، وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر المقدسة. ومن المتوقع أن تسهم المشروعات الحيوية والعملاقة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين هذا العام بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة في انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من وإلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
مشاركة :