دينا محمود (لندن) صعّدت وسائل الإعلام العالمية لليوم الثاني على التوالي، حملتها الرامية لدفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لإجراء تحقيقات تستهدف كشف الملابسات المشبوهة التي حصل النظام القطري في إطارها على حق استضافة مونديال 2022. وبعد يوم من إبداء صحيفتي «الجارديان» و«ديلي ميل» البريطانيتين اهتماماً كبيراً بالأدلة التي كُشف عنها مؤخراً وتثبت شراء الدوحة لأصوات بعض أعضاء اللجنة التنفيذية لـ «الفيفا» من أجل ضمان الفوز بتنظيم المونديال، وهي الأدلة التي أُميط عنها اللثام خلال ما بات يُعرف بـ «محاكمة الفيفا» في نيويورك، دخلت وسائل الإعلام الأميركية على الخط، عبر توجيهها دعوات ضمنية لرئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو للتدخل والتحقيق في هذا الملف. وفي تقرير إخباري مطول حمل عنوان «على إنفانتينو أن يثبت التزام الفيفا بالتطهير»، طرحت صحيفة «يو أس آيه توداي» سؤالاً مفاده، هل سيأمر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بإجراء تحقيق بشأن الاتهامات الجديدة المتعلقة بتقديم رشاوى مرتبطة بالعرض الذي قدمته قطر لاستضافة كأس العالم عام 2022 أم لا؟. وشدد التقرير على أن الاتهامات التي أُثيرت أمام المحكمة الفيدرالية الأميركية التي نظرت قضية فساد «الفيفا»، حول ممارسات فساد واسعة شابت الملف القطري «خلّفت سحابةً جديدة (من الشكوك) حول السلوك» الذي اتبعته الدوحة خلال عملية التقدم بعرضها لتنظيم البطولة، وأثناء الفترة السابقة لجولات التصويت التي أُجريت في مدينة زيوريخ السويسرية أواخر عام 2010. وأشارت الصحيفة إلى الإفادات الحافلة بأدلة إدانة قطر، والتي وردت على لسان عدد من شهود الإثبات خلال جلسات المحاكمة التي شهدتها نيويورك على مدار الأسابيع الماضية، ومَثُلَ أمامها خوان أنخل ناباوت الرئيس السابق لاتحاد الأوروجواي لكرة القدم، ومانويل بورجا الرئيس السابق للاتحاد البيروفي، وخوسيه ماريا مارين الرئيس السابق أيضاً للاتحاد البرازيلي، بتهمة التآمر على الاحتيال والابتزاز وغسل الأموال. فقد أكد أكثر من شاهد استمعت إليهم المحكمة أن النظام القطري وضع «خطة واسعة النطاق»، لشراء أصوات مسؤولين بارزين في «الفيفا» خاصة الأعضاء المُمثلين لأميركا الجنوبية في اللجنة التنفيذية للاتحاد، وهم خوليو جرندونا الرئيس السابق للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم والنائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي للعبة، بجانب نيكولاس لويز الرئيس السابق لاتحاد أميركا الجنوبية للكرة وهو من باراجواي، والبرازيلي ريكاردو تيشيرا الذي استقال من اللجنة التنفيذية في مارس 2012. وتضمنت الخطة تقديم رشوة لـ «جرندونا» تراوحت التقديرات بشأنها من مليون إلى مليون ونصف المليون دولار، فضلاً عن رصد رشاوى تصل قيمتها إلى 15 مليوناً أخرى، عُرِضت على ستة آخرين من مسؤولي كرة القدم اللاتينيين، خلال جلسة عُقدت في مدريد عام 2010، وضمت كذلك شخصيةً قطريةً قُدِمت على أنها ممثلٌ لشبكة تليفزيونية في هذا البلد. وقالت الصحيفة في إشارة إلى الأضرار التي لحقت بصورة الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب ما كُشف عنه من فضائح قطرية متصلة بمونديال 2022 «إنه في الوقت الذي يُسدل فيه الستار على محاكمة نيويورك، بتوجيه الإدانة إلى اثنين من المتهمين ومواصلة المداولات بشأن المتهم الثالث، فإن الجهة المنظمة لشؤون كرة القدم في العالم لم تُظهر أن ثقافة الفساد التي أصابت عالم الكرة، قد تم اجتثاثها من جذورها». وأشار تقرير الصحيفة إلى أن مسؤولين سابقين في «الفيفا» لا يزالون يشككون في مدى التزام قيادتها الحالية، وعلى رأسها إنفانتينو بـ «إبعاد العناصر المارقة» بشكلٍ مجدٍ وفعال. وشدد في دعوة ضمنية أخرى لرئيس «الفيفا» للتحرك على صعيد تنظيف سجل الاتحاد الملوث بممارسات الفساد على أن الفرصة الآن سانحةٌ لـ «إنفانتينو» لإظهار مدى التزامه حقاً بإصلاح «الفيفا»، تلك المؤسسة غير الهادفة للربح نظرياً، والتي تنفق رغم ذلك (أموالاً طائلة) على مشروعات مُفعمة بالخيلاء والتفاخر، مثلها مثل أغنى الكيانات الخاصة. ... المزيد
مشاركة :