أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «مفاوضات تجري في ريف دمشق الجنوبي الغربي، للتوصل إلى اتفاق حول إخراج هيئة (تحرير الشام) من ريف دمشق الجنوبي الغربي، ونقلها إلى محافظة إدلب بالشمال السوري». يأتي هذا في وقت توغلت فيه قوات النظام وفصائل مدعومة من إيران في آخر جيب ما زالت المعارضة تسيطر عليه قرب منطقة حدودية استراتيجية مع إسرائيل ولبنان.ونقل المرصد عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة»، أن الاتفاق «سيشمل من يرفضونه من المقاتلين وعوائلهم والمدنيين الرافضين له، والراغبين بالخروج من المنطقة».وقالت المصادر إن المفاوضات «جاءت بعد أسابيع من القصف الصاروخي المكثف بمئات القذائف ومئات الصواريخ من نوع أرض - أرض، والقصف بمئات البراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات النظام».وأشارت المصادر إلى أن المفاوضات «شهدت تقدماً، بعدما تمكنت قوات النظام والمسلحين الموالين، من حصر فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام في دائرة ضيقة ممتدة من مغر المير إلى بلدة بيت جن». وقال المرصد، إن قوات النظام «تمكنت خلال الأيام العشرة الماضية من تقطيع أوصال المنطقة، وشل حركة مقاتلي الفصائل وتحرير الشام فيها، عبر عمليات رصد ناري للطرق الواصلة بين مغر المير ومزرعة بيت جن وبلدة بيت جن، عبر السيطرة على تلال ومرتفعات حاكمة للمنطقة».إلى ذلك, توغلت قوات النظام السوري وفصائل مدعومة من إيران في آخر جيب ما زالت قوات المعارضة تسيطر عليه قرب منطقة حدودية استراتيجية مع إسرائيل ولبنان، في تعزيز جديد لنفوذ طهران في ذلك البلد الذي تمزقه الحرب.وقالت المعارضة المسلحة، إن قوات الجيش والفصائل الشيعية تقدمت شرق وجنوب بلدة بيت جن التي يسيطر عليها معارضون سنة، بدعم من غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي عنيف منذ بدء هجوم رئيسي قبل أكثر من شهرين للسيطرة على المنطقة.وقال جيش النظام السوري إنه طوق بلدة مغر المير عند سفوح جبل الشيخ، مع تقدم قوات الجيش صوب بيت جن وسط اشتباكات عنيفة.وهذا الجيب هو آخر المعاقل المتبقية لقوات المعارضة في المنطقة الواقعة جنوب غربي دمشق المعروفة باسم الغوطة الغربية، التي سيطرت عليها القوات الحكومية منذ العام الماضي، بعد قصف عنيف استمر شهوراً لمناطق مدنية وأساليب حصار على مدى سنوات، مما أجبر قوات المعارضة على الاستسلام.وأكد مصدر مخابرات غربي تقارير المعارضة المسلحة بأن فصائل مدعومة من إيران، من بينها جماعة «حزب الله»، لعبت دوراً رئيسياً في المعارك المتواصلة.وقال صهيب الرحيل وهو مسؤول في «ألوية الفرقان» أحد فصائل «الجيش الحر» التي تعمل في المنطقة لـ«رويترز»، إن «الميليشيات الإيرانية تسعى لتعزيز نفوذها من جنوب غربي العاصمة وصولا إلى الحدود مع إسرائيل».وتشعر إسرائيل بقلق من تعزيز إيران نفوذها في سوريا بعد هزيمة تنظيم داعش، وقامت خلال الأسابيع القليلة الماضية بتصعيد هجماتها ضد أهداف تشتبه بأنها إيرانية داخل سوريا.وقال مصدر مخابرات غربي إن هجوماً شنته إسرائيل في بداية هذا الشهر على قاعدة قرب مدينة الكسوة جنوب دمشق يُعتقد على نطاق واسع إنها مجمع عسكري إيراني.وتضغط إسرائيل على كل من القوتين الكبيرتين لحرمان إيران وحزب الله وفصائل شيعية أخرى من أي قواعد دائمة لها في سوريا، وإبعادها عن الجولان، مع تحقيقها انتصارات في الوقت الذي تساعد فيه دمشق على صد قوات المعارضة التي يقودها سنة.ويقع جنوب غربي سوريا ضمن منطقة لعدم التصعيد في جنوب سوريا تم الاتفاق عليها في يوليو (تموز) الماضي بين روسيا وواشنطن، في أول تفاهم من هذا القبيل بين القوتين. ولم تتعرض هذه المنطقة لقصف روسي على عكس مناطق وقف إطلاق النار الأخرى في سوريا.
مشاركة :