صعّدت القوات النظامية السورية حملتها الجوية على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي وصولاً إلى ريف حماة الشمالي والشمالي الشرقي، بدعم مكثّف من الطيران الروسي الذي شارك في عمليات القصف. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن التصعيد ترافق مع استلام العميد سهيل الحسن المُلقب بـ «النمر»، قيادة العمليات في المنطقة. واشتهر الحسن باستخدامه المكثف للطائرات في عملياته التمهيدية والقتالية. ووصف «المرصد» الحملة الجوية بـ «الجنونية»، مشيراً إلى تنفيذ الطائرات الحربية أكثر من 75 غارة وإلقاء نحو 100 برميل متفجّر أمس، على بلدات ريف إدلب الشرقي والجنوبي والجنوبي الشرقي، إضافة إلى قصف جوي ومدفعي مكثّف استهدف قرى في ريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي، خصوصاً في اللطامنة. وأدّى القصف على تل عمارة ومخيم الزفر وتل الطوقان والشيخ بركة إلى مقتل 7 مدنيين بينهم 4 أطفال. وترافق القصف مع اشتباكات بين القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها و «هيئة تحرير الشام» والفصائل المقاتلة، في محاور ريف إدلب الجنوبي. وأفادت وكالة «قاسيون» بأن عدداً من مسلحي مجموعة «النمر» الداعمة للقوات النظامية قُتلوا خلال محاولتها التقدّم في اتجاه قرية المشيرفة في ناحية التمانعة في ريف إدلب الجنوبي. في غضون ذلك، تواصلت العمليات العسكرية في محافظة دير الزور، حيث يحاول تنظيم «داعش» الحفاظ على وجوده في آخر معاقله في المنطقة الحدودية مع العراق، في ظل هجوم تشنّه القوات النظامية السورية بدعم من سلاح الجوّ الروسي غرب نهر الفرات، وآخر تقوده «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) شرق النهر بدعم من التحالف الدولي. وأفادت غرفة عمليات «عاصفة الجزيرة» أمس، بأن مقاتلي «قسد» تمكنوا من السيطرة على حقل مراد النفطي في شكل كامل، إضافة إلى بلدتي أبو حردوب وحسيات في الريف الشرقي لدير الزور. وتزامن هذا التقدّم مع قصف مكثّف نفذّه طيران التحالف على مناطق هجين والشعفة والكشكية وأبو حمام وأبو حردوب. وأفادت مواقع إخبارية محسوبة على المعارضة بمقتل 6 مدنيين في غارات التحالف على بلدة غرانيج في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وأفاد «المرصد» أمس، بأن القصف المكثّف أدّى إلى موجة نزوح جديدة في اتجاه مناطق «قسد»، البعيدة نسبياً عن محاور القتال الأساسية. وأضاف أن النازحين أقاموا خيمة عند أطراف بلدة الشحيل الخاضعة لسيطرة «قسد». علماً أن «داعش» لا يزال يسيطر على 10 بلدات وقرى شرق الفرات. وعلى الضفة الغربية للفرات، واصلت مجموعات من «داعش» تنفيذ هجمات مباغتة ضد مواقع القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها، في المنطقة الممتدة من البوكمال وصولاً إلى الميادين. ولفت «المرصد» إلى أن التنظيم الإرهابي يعتمد في هجماته على الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة. إلى ذلك، أشارت وكالة «قاسيون» إلى إلقاء فصائل «الجبهة الجنوبية» التابعة لـ «الجيش السوري الحر»، القبض على خلية تابعة لتنظيم «داعش» في بلدة الجيز بريف درعا. ونقلت عن مصادر ميدانية قولها إن الخلية كانت المسؤولة في شكل مباشر عن تفجير العبوات الناسفة التي طاولت العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية التابعة للمعارضة خلال الفترة الماضية. وأوضحت الوكالة أن عناصر من «الجبهة الجنوبية» داهموا منزل قائد الخلية، حيث قبضوا عليه وضبطوا كمية كبيرة من العبوات الناسفة والمتفجرات. واعترف الموقوف باغتيال عدد من قيادات «الجبهة».
مشاركة :