وراء كل كرة تهتز معها شباك خصم الهلال مهاجم أسمر ينطلق محتفلاً وكأنه الهدف الأول في مسيرته يفتح للمدرج الأزرق آفاقاً من الفرح والاحتفال ويعود بعدها بدقائق شغوفاً يبحث عن هدف ثانٍ يزور به شباك الخصم ويزيد به غلته من الأهداف ويعزز تقدم فريقه ويبقى متعطشاً لهدف جديد فلا يكاد المهاجم ناصر الشمراني أن يرتوي من الأهداف فكلما شاهد الكرة أمام عينيه التفت يبحث عن المرمى ليودعها في الشباك منذ أن عرف الكرة في حواري مكة وحتى بعد أن وصل إلى فريق الوحدة ثم انتقل إلى نادي الشباب ومكث فيه أعواماً قاد خلالها الفريق إلى بطولات عديدة فضل بعدها أن يترجل عن القميص الأبيض وينتقل إلى نادي الهلال وهناك انطلق الشمراني إلى شباك الخصوم لا ترعبه اللقاءات الأولى بقميص الهلال ولا يهاب المدرج الأزرق يكسر بأهدافه عقدة البدايات لكل لاعب جديد فسجل هدفه الأول في شباك العروبة وبدأ كتابة قصة جديدة بالقميص الأزرق انتهت بتتويجه هدافاً للدوري السعودي برصيد 21 هدف. ونجح الشمراني في أن يكون الرقم الأول لهجوم الهلال وبات هو الورقة التي يراهن عليها المدرج الأزرق في اللقاءات الحاسمة ولا يتوانى الشمراني في إثبات ذلك حين تحضر اللقاءات الحاسمة ففي لقاء ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا سجل الشمراني هدفين وصنع الهدف الثالث للبرازيلي نيفيز وفي لقاء الإياب سجل هدف الهلال والذي صعب المهمة أمام العين الإماراتي ويحمل الشمراني على عاتقه مسؤولية كبرى قبل لقاء النهائي الآسيوي ويتأمل جمهور الهلال أن يستمر تألق الشمراني وعلاقته الوطيدة مع الشباك ليقود الفريق إلى تحقيق اللقب الآسيوي الغائب عن خزائنه منذ نسخة 2002 وتتشكل على ملامح المهاجم المولود في مكة المكرمة في السابع عشر من صفر لعام 1404 كرهه الخسارة وعدم تقبله للهزيمة فتبدو ملامحه غاضبة حين يتأخر فريقه في أي لقاء فتظهر بداخله شخصية القيادة والتوجيه. الشمراني ولد وأمام عينيه مرمى فلا تكاد تخطئ إحداثياته شباك الخصوم ولا تحيد أقواسه عن المرمى ولا يكتفي بخطورته داخل منطقة الجزاء مثل معظم المهاجمين بل تمتد خطورته في صناعة اللعب والدفاع في الكرات العرضية، ويحفظ المدرج الأزرق للمدرب السابق سامي الجابر إصراره على التعاقد مع الشمراني والرهان عليه منذ اللحظات الأولى ويأمل عشاق "الزعيم" أن يكون في الموعد المرتقب حين تنطلق صافرة البداية لنهائي دوري أبطال آسيا فاهتزاز شباك خصم الهلال آنذاك هو الحلم الذي يترقبه انصاره منذ اعوام وهي الصورة التي ظل يبحث عنها الأمير عبدالرحمن بن مساعد منذ أن تولى رئاسة النادي وينتظرها عشاق "نادي القرن" من ناصر ورفاقه في النهائي الآسيوي.
مشاركة :