زادت تصريحات وزير النقل الروسي أمس الاثنين، من غموض الموقف حول إمكانية عودة السياح الروس لمصر في الوقت الحالي، حيث أكد الوزير الروسي ماكسيم سوكولوف أنه من غير المحتمل استئناف رحلات الطيران إلى مدينتي الغردقة وشرم الشيخ الساحليتين هذا الشتاء. الغريب أن وزير الطيران المصري شريف فتحي، وقع قبل أيام بروتوكول استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا من أول شهر فبراير المقبل، على أن تتخذ كل شركة طيران قرارها بالتشغيل الفعلي على الأسس التجارية التي تناسبها. لكن وزير النقل الروسي فتح الباب لمزيد من الجدل بتصريحاته التي نقلتها وكالة "تاس" الروسية أمس، حيث أكد أن فرص استئناف الرحلات الجوية للمنتجعات الساحلية في مصر خلال هذا الشتاء ضئيلة. وأضاف: "إنه أمر يجب التعامل معه على المدى الأطول. وفي هذا الشأن تحديداً، التوقيتات لا تعتمد علينا". وقال الوزير الروسي إن خبراء الطيران بحاجة إلى القيام بالمزيد من إجراءات التفتيش لمطاري الغردقة وشرم الشيخ. وهو ما يشير إلى وجود توقعات باستمرار توقف الرحلات بين موسكو والقاهرة لفترات أخرى. يأتي ذلك في الوقت الذي علق فيه العاملون بقطاع السياحة المصري آمالهم على انتعاش متوقع، عقب عودة حركة السياحة بين مصر وروسيا، التي توقفت بعد سقوط طائرة ركاب روسية في سيناء المصرية خلال شهر نوفمبر من العام قبل الماضي، ما أدى إلى مقتل 217 سائحاً روسياً وسبعة من أفراد طاقم الطائرة. وشدد رجل الأعمال المصري حسني رضا الذي يعمل في قطاع السياحة، على أهمية تهيئة الأجواء لإعادة حركة السياحة والسفر بين القاهرة وموسكو خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن تعافي القطاع مرهون بشكل مباشر بإلغاء الحظر الروسي على رحلات الطيران والسياحة إلى مصر. وأوضح في حديثه لـ "العربية.نت"، أن حالة الاستقرار التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي تؤكد إمكانية توفير ما يطلبه الجانب الروسي سواء فيما يتعلق بتأمين المطارات وحركة السفر أو تأمين المدن السياحية التي يفضلها الروس خاصة مدينتي شرم الشيخ والغردقة. وأكد أن نسب الإشغال في الوقت الحالي أفضل بكثير مما كانت عليه خلال الفترات الماضية، لكن حتى الآن هناك فنادق بدون نزلاء خاصة وأن في موسم الصيف الماضي اعتمد غالبية أصحاب الفنادق والمشاريع السياحية على السياحة الداخلية، وعائدات هذه السياحة يمكن أن توفر فقط تكلفة التشغيل، مع الوضع في الاعتبار استمرار العروض الترويجية والأسعار المخفضة بالنسبة للمصريين. وقال إن السوق الروسية من أهم الأسواق بالنسبة للسياحة المصرية، فخلال العام 2010 تخطى عدد السائحين الروس حاجز الـ 3 ملايين سائح، ولذلك فمن الضروري أن تبذل وزارة السياحة وجميع العاملين في القطاع السياحي وقطاع الطيران مزيداً من الجهد لإعادة حركة السفر والطيران بين البلدين. وتشير الأرقام المتاحة إلى أن إيرادات مصر من قطاع السياحة بلغت نحو 3.5 مليار دولار منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر يوليو الماضي، حيث بلغ عدد السائحين الوافدين إلى مصر نحو 4.3 مليون سائح، بنسبة نمو بلغت نحو 54% على أساس سنوي، وخلال العام الماضي بلغت إيرادات مصر من السياحة نحو 3.4 مليار دولار، وذلك وفقاً للبيانات الصادرة عن البنك المركزي المصري.
مشاركة :