عادت بعض شركات الألبان لترفع أسعار بعض منتجاتها بحجة ارتفاع تكلفة الإنتاج، في الحقيقة تكلفة الإنتاج لا تتحملها الشركات المنتجة بقدر ما يتحملها المجتمع، فهو يدفع التكلفة مرتين ! أقول لكم كيف، فغير أنه كمستهلك يتحمل تكلفة المنتج النهائية كسلعة معروضة، فهو أيضا يتحمل تكلفتها الأولية كفرد في المجتمع، فشركات الألبان تستنزف موارده المائية لإنتاج الألبان ومشتقاتها ناهيك عن موارده الزراعية في علف حوالى ٣٥٠ ألف بقرة، بالإضافة إلى ذلك تحتل شركات الألبان مساحات شاسعة من الأراضي المسخرة لاستثماراتها وتستهلك حصة من الطاقة الكهربائية لتشغيل آلاتها ! وبعد كل ذلك يتم تصدير حوالى ثلث كل هذه الموارد الأولية المدعومة إلى الخارج ليحصل عليها المستهلك في الدول الأخرى بسعر ساهم المجتمع السعودي بتكلفة إنتاجه ! شركات الألبان مثلها مثل شركات المياه والأسمنت كلها في هذا المجال (في الهوا سوا)، تحصل على دعم الدولة، وتستنزف موارد المجتمع ثم تعوض مصاريفها على حسابه لتصدر إنتاجها بذريعة تحقيق الربح ! ولو كنت مسؤولا لفرضت على كل منتج سعودي يحصل على دعم في إنتاجه أو يستنزف من موارد البلاد الطبيعية ضريبة عند التصدير حتى لا يكون المستهلك السعودي ضحية الأهداف الربحية التي تستزفه كمواطن في ثروته الطبيعية و كمستهلك في محفظة نقوده! نقلا عن عكاظ