سوريون محاصرون يرتدون ملابس شتوية من بطاطين المساعدات الدولية

  • 12/26/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

السوريون في مدينة الحولة بمحافظة حمص يحولون بطاطين المساعدات التي توزعها عليهم مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين إلى سترات وملابس شتوية مختلفة، لكي يتسنى لهم لبسها ليلا ونهارا. ونظرا للحصار المفروض على المنطقة، التي تقع في حمص بشمال سوريا، خلال الحرب المستعرة في البلاد منذ نحو ست سنوات تعاني الحولة نقصا شديدا في اللوازم الأساسية بما فيها الوقود والإمدادات الطبية وحتى الملابس. ولأن الحاجة أم الاختراع، فقد أجبر ذلك سكان المدينة على البحث عن بدائل مبتكرة وفي متناول اليد في إطار محاولاتهم للشعور بالدفء في شتاء شديد البرودة. وقال خياط يعمل في الحولة يدعى براء محمد جوخدار، «في ها الكم سنة يا أخي الناس ضاقت عليها وصارت الناس تجيب لي بطانيات المعونة من شان أشتغل لها، أفصلهن إياها. منه بنفصل كفوف (قفازات)، منه بنفصل جاكيت، منه بنفصل بيجامات منه يعني. عم ييجي الزبون، عدم المؤاخذة يعني، عم يدفع ألفين ورقة ،ليرة سورية، (نحو 4 دولارات) ويأخذ له بدلة كاملة، جاكيت وبلوزة وبيجامة، عم يجيبوا أطفالهم، يعني الأطفال الصغيرين، يعني عم يكسي العائلة كلياتها بالخمس ست آلاف ليرة (9-11 دولار)، من البطانيات اللي عم يوزعوا لنا إياها بالمعونات، بطانيات الإغاثة». ويصنع جوخدار سترات ومعاطف وقفازات وحتى ملابس للنوم للبالغين والأطفال من البطاطين. وتباع مجموعة الملابس المماثلة لهذه، التي يصنعها جوخدار، في المتاجر بنحو 25 ألف ليرة سورية (50 دولارا). وعادة ما يُشاهد أطفال وبالغون في البلدة يتأنقون بأشكال مختلفة من الملابس الشتوية ذات اللون الرمادي، المصنوعة من البطاطين. وقال سوري من أهل الحولة يدعى أبو إبراهيم، إن الناس محبطون ومتعبون بسبب الحصار. وأضاف، «بيعطونا البطانية هاي للنوم. النوم عمال له توقيت بالليل. وبالنهار؟ العالم (الناس) ما معها حق مازوت ولا حق شي فعم تضطر عم تعملها جاكتات لحتى تيجي تلبسها بالليل وبالنهار. عالم عايفة حالها (بائسون)، حتى لو وصل الجاكت هنا بالألوف والعالم ما معها المصاري لتشتريها. شو بتعمل يعني؟. بتموت العالم؟. ما بيصير ها الكلام؟». وكانت مدينة حمص مركزا للانتفاضة على الرئيس السوري بشار الأسد، والتي بدأت في صورة احتجاجات سلمية على الحكومة في 2011. وخضعت محافظة حمص والمناطق التابعة لها لحصار مشدد من جانب الجيش السوري والميليشيات الموالية للحكومة على مدى سنوات. وباستثناء مساعدات تولت الأمم المتحدة توصيلها للمحافظة عدة مرات منعت السلطات إمدادات معظم المواد الغذائية والمساعدات من دخول المنطقة. ودعت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر مرارا للسماح للوصول للمناطق المحاصرة في أنحاء سوريا بشكل أكثر انتظاما.

مشاركة :