هل ستُفرض صفقة القرن من دون موافقة فلسطينية؟

  • 12/26/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

القدس – أحمد عبدالفتاح | يجمع الفلسطينيون بمختلف اطيافهم السياسية، على ان مرحلة اتفاق «اوسلو» التي استغرقت ربع قرن انتهت وطويت صفحتها، مع اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل. ووفق مراجع فلسطينية متعددة، فقد كان هذا الاعلان بمنزلة كشاف اضاء على حقيقة وجوهر «صفقة القرن» التي وعد بطرحها ترامب لحل اقدم الصراعات في العالم واكثرها تعقيداً، والتي سرعان ما اتضح انها فصلت على مقاس المطالب الاسرائيلية، وتجاهلت الحقوق الوطنية الفلسطينية. وكشفت المراجع ذاتها لـ القبس ان الجديد في «صفقة القرن» انه سيتم فرضها من خلال آليات ليست بحاجة الى موافقة الفلسطينيين عليها، بل انها لن تعرض اصلاً للبحث او النقاش معهم، وانما سيتم فرضها من خلال اطراف وجهات سيسند لها ادوار محددة في اطار تنفيذ «الصفقة» العتيدة. وعن الرد الفلسطيني بعد رفض الصفقة، تجميد العلاقة مع الادارة الاميركية قالت المصادر تم بلورة مسارين، اولاً: السعي باتجاه المزيد من الاعترافات الدولية، خاصة الاوروبية بدولة فلسطين، مشيرة الى انه يجري بحث امكانية اعلان اجتماع المجلس المركزي القادم المقرر عقده اواسط الشهر القادم «دولة فلسطين تحت الاحتلال»، والذهاب مراراً وتكراراً الى مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة لرفع مستوى تمثيل فلسطين فيها من دولة مراقب الى دولة عضو كامل. وثانياً: السعي لتغيير قواعد عملية السلام والياتها، من خلال تدويل عملية السلام لجهة اعادتها الى مؤسسات الشرعية الدولية، وكسر الاحتكار الاميركي لرعايتها واستبداله برعاية دولية متعددة الاطراف وتوسيع صيغة اللجنة الرباعية الدولية التي وان حملت هذه الصفة الا انها في واقع الامر كانت صيغة غير فاعلة ومسيطر عليها من قبل الادارة الاميركية. وفي هذا السياق، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني: «ان القيادة الفلسطينية طلبت رسمياً من كل فرنسا وروسيا والصين إيجاد آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام». عاصمة في أبو ديس في الغضون، جدد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية قوله ان لدى حركته معلومات، وصلتها عبر أجهزة الاختصاص فيها، تتعلق بعرض «الولايات المتحدة الأميركية، على قيادات فلسطينية، منحهم عاصمة أو كيانا في بلدة أبو ديس الواقعة شرق مدينة القدس المحتلة». واضاف هنية خلال لقاء مع رؤساء «العشائر والمخاتير»، بحضور يحيى السنوار، قائد الحركة بقطاع غزة: «ان هذا المخطط يتحدث عن اقامة جسر يربط بين أبو ديس والمسجد الأقصى، كي يسمح بحرية الحركة لأداء الصلاة في المسجد، كما أن هناك حديثا عن تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاثة أقسام». مشيراً الى «مشروع القدس الكبرى»، وبناء مليون وحدة استيطانية بالضفة الغربية ثلثها ستبنى في القدس المحتلة، كما ان الخطة الاميركية تتحدث عن يهودية الدولة وفرض القانون الإسرائيلي على الضفة المحتلة، وإيجاد كيان سياسي في قطاع غزة بامتيازات معينة». ونوه الى «أن القرار الأميركي يحمل مخاطر على طبيعة العلاقة بين فلسطين والأردن، وهناك حديث واضح عن الوطن البديل، والخيار الأردني والتوطين والكونفدرالية مع السكان، وهناك تحذيرات أردنية من ذلك لأن هناك مخاطر على الفلسطينيين وعلى الأردن». الى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن مصادر إسرائيلية إعلانها عن خطط ونيّة شرطة الاحتلال إقامة 16 مركز شرطة جديدا في الأحياء الفلسطينية بمختلف أنحاء القدس المحتلة، وذلك ضمن خطتها لإحكام السيطرة على المدينة المقدسة، وسط تواصل عمليات الاعتقال. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن أذرع الاحتلال تعمل على تنفيذ خطة أمنية لتعزيز وجودها في «باب العامود» (أحد أشهر أبواب القدس القديمة) تشمل إنشاء مقر لشرطة وحرس حدود الاحتلال، وبناء ثلاثة أبراج متوسطة الارتفاع بالمنطقة، سيكون اثنان منها أعلى المدرج في باب العامود بالجزء المتصل مع شارع السلطان سليمان. على صعيد متصل، اعتقلت قوات الاحتلال فجر امس 12 مواطنا من بلدتي سلوان والعيسوية في مدينة القدس المحتلة، واستدعت آخرين.

مشاركة :