أثارت طريقة المدرب الإيطالي، ألبرتو زاكيروني، جدلاً واسعاً بين الجماهير والمراقبين والنقاد الرياضيين، خلال مشاركة المنتخب الوطني في بطولة الخليج الـ23، المقامة حالياً في الكويت، فمنهم من يرى الخطة جيدة، ويجب الصبر عليها، ودعم المدرب حتى يصل اللاعبون إلى استيعاب الخطة الإيطالية الجديدة، فيما ينتقد آخرون الخطة الجديدة، مشددين على أنها لن تفيد الأبيض، بسبب صعوبتها واحتياجها إلى نوعية خاصة من اللاعبين. مشوار زاكيروني مع الأبيض الإمارات - تاهيتي صفر-1 الإمارات - أوزبكستان 1-صفر الإمارات - العراق 1-صفر الإمارات - عمان 1-صفر الإمارات - السعودية صفر-صفر سالم حديد أدوات طريقة زاكيروني غير متوافرة محلياً وتحتاج إلى لاعبين لهم مواصفات معينة. محمد العامري إذا نال المدرب الثقة من المسؤولين فستكون هناك أمور إيجابية في المستقبل. ياسر سالم زاكيروني نجح في تنظيم الجانب الدفاعي، لكنني أطالبه بالمرونة التكتيكية فقط. وقال رياضيون لـ«الإمارات اليوم»، إن «المنتخب، وإن كان لا يؤدي بالشكل المناسب، لكن أرقامه مطمئنة، خصوصاً أن الأبيض لم يستقبل أهدافاً وهذا أمر إيجابي، إضافة إلى ظروف إصابة اللاعبين، وعدم جاهزيتهم بسبب الوقت الضيق للإعداد»، وفي المقابل أكد المعارضون أن «أدوات طريقة لعب المنتخب غير متوافرة في الدوري الإماراتي من لاعبين إضافة إلى ضيق وقت التجربة، بسبب الإعداد لكأس آسيا». وكان المنتخب الوطني قد واصل سياسية حصد النقاط بالأسلوب نفسه والطريقة الدفاعية التي لم تعجب الجمهور والنقاد، ولا حتى بعض لاعبي المنتخب، الذين صرّحوا في أكثر من مناسبة بأن خطة 3-4-3 صعبة، وتحتاج إلى الوقت من أجل التأقلم عليها، واستيعاب تعليمات المدرب الجديدة، لكن المدرب ظل يعتمد على الطريقة نفسها التي يحصل من خلالها على النقاط، ولم يخسر سوى مباراة ودية واحدة فقط مع الأبيض، من خمسة مباريات خاضها الفريق تحت قيادته حتى الآن. وحصد الأبيض نقطة بالتعادل السلبي مع المنتخب السعودي في الجولة الثانية من «خليجي 23» ليحافظ المنتخبان على صدارتهما المجموعة الأولى في انتظار جولة الحسم الخميس المقبل، حيث سيتقابل المنتخب مع صاحب الأرض منتخب الكويت، بينما سيصطدم الأخضر السعودي مع منتخب عمان في مباراة قوية. مواصفات معينة وقال لاعب المنتخب الوطني السابق سالم حديد، إن «طريقة اللعب التي يلعب بها المدرب الإيطالي زاكيروني، لها أدوات غير متوافرة في هذا الوقت، إذ تحتاج إلى لاعبين لهم مواصفات معينة، أهمها قدرتهم على غلق المساحات والسيطرة على منطقة الوسط، ومساعدة الأطراف في الهجمات، والارتداد السريع، ومساندة خط الهجوم، لأن الطابع الدفاعي مبالغ فيه». وأضاف: «لاتزال هناك ثغرات دفاعية إضافة إلى البطء في بِنَاء الهجمات وقلة الضغط الهجومي ومسانده علي مبخوت، الوحيد بخط الهجوم، دون مساعدة أو مساندة من قبل خط الوسط، ما عدا محمد عبدالرحمن وعموري، ومساندة قليلة من جانب محمد برغش، وهو ما يجعل هناك عقماً هجومياً في الأداء». وتابع: «المشكلة أن المنتخب ليس لديه تنوع في الهجوم، في ظل هذه الطريقة 3-4-3 مع عدم وجود نوعية للاعبين القادرين على تنفيذ هذه الطريقة في منتخبنا، على الرغم من وجود ثلاثة لاعبي ارتكاز، هم: خميس إسماعيل، ومحمد فوزي، وعلي سالمي، فكلهم جيدون بالشق الدفاعي، ولكن الشق الهجومي ضعيف، وهذا يؤثر سلباً في نسبة التهديف، ويقلل من فرص تهديد مرمى الخصم من العمق، وبذلك أدت طريقة زاكيروني إلى قلة التهديف لضعف الزخم الهجومي». وأكد سالم حديد أن «هذه الطريقة لا تناسب الأبيض في الوقت الحالي، ولابد من إجراء تعديل عليها بما يتماشى مع اللاعبين الموجودين، خصوصاً أن الإمارات مقبل على بطولة كأس آسيا 2019، وهناك فرق قوية ومنافسة وخطرة، ولن يشعر المنتخب بضعف الطريقة إلا في حالة تلقي المنتخب هدفاً في البداية، إذ ستكون المشكلة في كيفية التعديل والاتجاه إلى الهجوم». وعن نجاح المدرب إحصائياً مع المنتخب حتى الآن، قال حديد إن «النتائج جيدة على المدى القريب، لكنها لا تحقق الهدف المنشود على المدى البعيد، خصوصاً بترك المساحات وإعطاء الخصم فرصة لبناء الهجمة دون الضغط على حامل الكرة، والخصم داخل ملعبه، حتى استفيد من الأخطاء الدفاعية، وخير دليل على ذلك مباراتنا مع عمان والسعودية، ونسبة الاستحواذ، والفرص الضائعة لو استغلت لكانت أهدافاً على منتخب الإمارات». الصبر على المدرب وفي المقابل، طالب المدير التنفيذي لنادي الوصل، محمد العامري، بالصبر على المدرب، ودعمه من قبل الإعلام والمسؤولين، وتوقع أن يحقق المدرب نتيجة إيجابية مع مرور الوقت، لأن الخطة التي يلعب بها تحتاج إلى نوعية معينة من اللاعبين، واستيعابها يحتاج إلى وقت. وقال العامري: «إذا نال المدرب الثقة من المسؤولين مع مرور الوقت، ووجد المساندة والدعم فستكون هناك أمور إيجابية في المستقبل، ولكنها أيضاً تحتاج إلى أدوات ونوعية معينة من اللاعبين، وعناصر جيدة تقف معه حتى يتم تطبيق الطريقة التي يلعب بها بالشكل الصحيح». وأضاف المدير التنفيذي لنادي الوصل «نعلم جميعاً أن بطولة الخليج هي محطة مهمة في طريق الإعداد إلى كأس آسيا 2019، كما أن هناك دورة دولية في تايلاند سيشارك فيها المنتخب، وبالتالي هذه البطولة هي إعدادية للمدرب، وهو ما يجعلنا لا نستعجل على المدرب، خصوصاً أننا شاهدنا الظروف التي مرّ فيها المنتخب من إصابات، وهذا يجب أن يجعلنا نضع لهم العذر، بسبب قرار المشاركة في البطولة الذي جاء من أجل نجاح الحدث». وأكد العامري أن «عدم تلقي أهدافاً يعتبر أمراً إيجابياً، ولكن في الوقت نفسه نعلم أن الشارع الرياضي حزين على العروض، لأنه اعتاد طريقة لعب معينة، وأسماء بعينها في الملعب، ولكن في النهاية يجب أن يحصل المدرب على الدعم من الوسط الرياضي والإعلام». المرونة التكتيكية من جهته، طالب لاعب المنتخب السابق ياسر سالم، المدرب بالمرونة التكتيكية، بمعنى البقاء على طريقته التي يرغب في تنفيذها مع الأبيض، ولكن في الوقت نفسه بإمكانه أن يقوم بالعمل على زيادة الفاعلية الهجومية بالاعتماد أيضاً على ثلاثة مهاجمين. وقال ياسر: «بإمكان المدرب بدل أن يعتمد على ثلاثة مهاجمين وسط ويسار ويمين الملعب، أن يعدل من الطريقة ليعطي عموري الحرية الأكبر في صناعة الأهداف بوسط الملعب، والاعتماد على مهاجمين، وفي هذه الحالة سيكون هناك ضغط هجومي من الوسط، لأن هناك حالياً خللاً كبيراً في الأطراف، لأنك تحتاج إلى جناح يلعب دفاعاً ووسطاً وهجوماً، وهذا أمر خارق، ويصعب أن ينفذ لاعب إماراتي هذه الطريقة ويرجع بالقوة نفسها إلى الدفاع». وأضاف «أمام السعودية، كنا أفضل امتلاكاً للكرة، ولكن الأخضر كان الأخطر في هجماته، لن نقلل من المدرب، فقد نجح في تنظيم الجانب الدفاعي، ولكنه لايزال يحتاج إلى وقت وعمل ومباريات كثيرة لكي يعتاد اللاعبون هذه الطريقة، ولكن نطالب بالمرونة التكتيكية فقط».
مشاركة :