بيروت – أنديرا مطر | دخول لبنان رسمياً في عطلة الأعياد حدّ من الحركة السياسية من دون أن يعطل تجاذبات السياسة بين اركان الحكم. فالجو الوفاقي الذي ساد إثر عودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته وإعلان القوى السياسية بمعظمها موافقتها على السير في التسوية المتجددة على مبدأ نأي لبنان بنفسه عن صراعات الاقليم، سرعان ما تصدع بفعل التباينات السياسية بين اقطاب الحكم، وآخرها الازمة المتصاعدة بين الرئاستين الأولى والثانية على خلفية توقيع مرسوم منح اقدمية لضباط دورة 1994. مناكفة عون – بري جدّد توقيع رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري مرسوم منح أقدمية لعدد من ضباط الجيش الذين تخرجوا في دورة عام 1994- متجاوزين توقيع وزير المال علي حسن خليل المنتمي الى حركة أمل- توتر العلاقة بين رئيسي الجمهورية ورئيس المجلس النيابي وهو رئيس حركة أمل. والعلاقة بين الرجلين افتقدت دائما الكيمياء، وقامت على تراكمات ومناكفات منذ عودة عون الى لبنان في 2005 ومحاولة اقصائه عبر التحالف الرباعي. لم تنجح محاولات حزب الله في محاولاته الدائمة تقريب وجهات النظر بين «حليفيه» حتى بعد وصول عون الى قصر بعبدا، حيث انتقل الخلاف الى داخل الحكومة التي شهدت جلساتها تباينات بين وزراء التيار الوطني الحر ووزراء حركة أمل نتيجة اختلاف المقاربات خصوصا في ملفات الكهرباء وقانون الانتخابات. خلاف عون-بري أربك حلفاء الطرفين الذين بدوا في الفترة الأخيرة مطمئنين الى تعاضد ساحتهم مقابل تضعضع فريق 14 آذار، الى حد الإيحاء بأن ثمة حلفا جديدا سينشأ بانضمام تيار المستقبل اليهم لخوض الانتخابات النيابية المقبلة معا. رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط حليف الرئيس بري في معظم الظروف دخل على خط النزاع بعدما استشعر تمسك كل طرف بموقفه ناصحا بالعودة عن القرار، في حين لم يصدر أي موقف عن الرئيس الحريري حتى الآن بشأن هذا الخلاف. أزمة القوات – المستقبل في سياق آخر، وإنما في جو المناكفات القائمة على صعيد العلاقة المتأزمة بين حزبي القوات اللبنانية وتيار المستقبل على خلفية موقف القوات من استقالة الحريري، برزت إشارة إيجابية من خلال اتصال الرئيس الحريري برئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يقضي فترة الأعياد في مسقط رأسه بشري. مصادر في تيار المستقبل أفادت القبس بأن المستقبل حريص على علاقته بالقوات اللبنانية، أما التحالفات الانتخابية فإن «القانون الجديد يحكم بأن تكون بالقطعة وليس بالجملة، أي وفق المصلحة الانتخابية لكل فريق بحسب المنطقة». وبالنسبة لما يشاع حول تحالف خماسي تؤكد هذه المصادر بأن لا مناطق تماس تجمع بين التيار وحزب الله وما يحكى عن تحالف بينهما هو للإساءة الى تيار المستقبل، وللقول انه انقلب على مبادئه. اما بالنسبة للتيار الوطني الحر فقد تشهد بعض الدوائر تحالفا بينه وبين المستقبل. وهذا ليس من شأنه ان يزعج القوات اللبنانية التي يجمعها بالتيار العوني وثيقة تفاهم، وفق ما تقول مصادر المستقبل. النفط واسطة العقد ومن غرائب السياسة اللبنانية ومفارقاتها ان تحصل الخلافات داخل الحلف الواحد او بين افرقاء وجدوا انفسهم في لحظة معينة أمام حدث ما في تحالف ظرفي، أما الحدث الظرفي فقد تمثل هذه المرة بوعد انضمام لبنان الى نادي الدول النفطية، والذي اختتمت فيه السلطة اللبنانية إنجازاتها للعام الحالي، إنما متكئة على تسوية جديدة بالتزام لبنان الحياد في صراعات المنطقة، وفي هذا يقول مصدر سياسي للقبس ان «النفط» هو الذي يرعى هذه التسوية التي تأسست بعد الازمة الحكومية الأخيرة، حيث لا مصلحة لأي فريق باستيلاد ازمة جديدة.
مشاركة :