أعلن الزعيم الروسي المعارض أليكسي نافالني اليوم الأربعاء، عن سلسلة من التجمعات الجماهيرية في مختلف أنحاء روسيا في يناير/كانون الثاني لنشر دعوته لمقاطعة الانتخابات الرئاسية العام المقبل في خطوة يرجح أن تثير رد فعل عنيفا من جانب الكرملين والشرطة. وكشف نافالني عن خطته بعد ساعات فحسب من تسجيل الرئيس فلاديمير بوتين ترشيحه لدى اللجنة المركزية للانتخابات قبل الانتخابات المقررة في 18 مارس آذار. ومن المتوقع أن يفوز بوتين بفترة رئاسة جديدة. وكانت اللجنة قضت يوم الاثنين بأن نافالني غير مؤهل لخوض الانتخابات أمام بوتين بسبب حكم بالسجن صدر عليه مع وقف التنفيذ. ويقول نافالني إن الحكم صدر في قضية لفقت له لوأد طموحاته السياسية. ورد نافالني بالدعوة لمقاطعة الانتخابات ودفع ذلك الكرملين للمطالبة بالتحقيق لتحري ما إذا كانت هذه الدعوة مخالفة للقانون. وقال أنصار نافالني اليوم الأربعاء إن أنصاره سينظمون تجمعات جماهيرية في 85 مدينة في مختلف أنحاء البلاد في 28 يناير كانون الثاني بما فيها موسكو وسان بطرسبرج تأييدا لدعوته لمقاطعة الانتخابات. وقال نافالني في بيان على موقعه الالكتروني “نحن نرفض أن نسمى إعادة تعيين بوتين انتخابا. لن ندلي بأصواتنا وسنقنع الكل من حولنا ألا يصوتوا”. ومن المحتمل أن تمثل مقاطعة الانتخابات مشكلة للكرملين الذي يحرص على ارتفاع نسبة المشاركة في التصويت لإضفاء الشرعية على فوز بوتين المتوقع وذلك وسط بعض البوادر على فتور الحماس بين الناخبين. وبمقتضى القانون لابد من الاتفاق مع السلطات على مواعيد التجمعات الجماهيرية وأماكنها. وفي كثير من الأحيان امتنعت السلطات في الماضي عن منح موافقتها إما لتضارب المواعيد أو مخاوف أمنية. وفي الحالات التي عقدت فيها المعارضة اللقاءات رغم عدم موافقة السلطات تدخلت الشرطة لفضها بالقوة واعتقال المشاركين فيها. وتظهر استطلاعات الرأي أن بوتين، الذي قاد روسيا على مدار 18 عاما إما رئيسا للبلاد أو رئيسا للوزراء، بسبيله لتحقيق فوز مريح آخر بفترة ولاية جديدة مدتها ست سنوات. وسيتيح له ذلك الحكم حتى عام 2024 وسيكون حينها قد بلغ من العمر 72 عاما. ويخوض بوتين، ضابط المخابرات السابق، الانتخابات كمرشح مستقل في خطوة يعتبرها البعض وسيلة لتعزيز صورته “كأب للأمة” وليس شخصية سياسية حزبية. وقال حزب روسيا المتحدة الحاكم وحزب روسيا عادلة إنهما سيدعمان بوتين. ويشيد الحلفاء ببوتين لأنه استعاد الشعور الوطني بالكرامة ووسع نطاق نفوذ موسكو بتدخله في سوريا وأوكرانيا. لكن زعيم المعارضة أليكسي نافالني يقول إن بوتين أمضى وقتا أطول مما ينبغي في السلطة وإن الدعم له مصطنع من قبل وسائل إعلام رسمية منحازة ونظام جائر يقصي المعارضين الحقيقيين.
مشاركة :