"أحب دولتي وأنا جاهز للعب لمنتخب بلادي". كانت تلك الكلمات التي كتبها يايا توريه لاعب مانشستر سيتي على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر". يوم 20 سبتمبر 2016 أعلن يايا توريه اعتزاله الدولي لكرة القدم مع منتخب الأفيال. قال صاحب الـ34 عاما عند اعتزاله في العام الماضي :"في الحقيقة أنا حاليا في الـ33 من عمري، كثافة التدريبات وتتابع المباريات لم تعد الأسباب التي جعلتني أتخذ هذا القرار، لكنني لم أعد مستعدا لوضع أهداف جديدة كلاعب مع منتخب الأفيال". إذا يايا توريه الذي لم يكن مستعدا للعب مرة أخرى ولم يمتلك أهدافا أصبحت لديه أهداف فجأة، كيف ذلك؟ منذ وصول بيب جوارديولا لتدريب مانشستر سيتي في موسم 2016-2017 لم يشارك توريه سوى في 39 مباراة بكل المسابقات خلال مومسين صنع خلالها 4 أهداف وسجل 7 أخرين. وقتها كانت العديد من التقارير تقول إن بيب يرغب في بيعه ولا يريده في فريقه، في المقابل كانت تصريحات ديمتري سيلوك العدائية تجاه المدرب الإسباني قبل أن يعتذر كلاهما. (لمعرفة المزيد من التفاصيل حول الصراع بين بيب ويايا من هنا) الآن خلال الموسم الجاري ومع تألق فيرناندينيو وكيفن دي بروين وديفيد سيلفا أصبح يايا توريه الخيار الأخير تماما لجوارديولا. الفيل الإيفواري لعب 61 دقيقة فقط في الدوري في 3 مباريات، وفي كأس الرابطة لعب 330 دقيقة في 3 مباريات وفي دوري أبطال أوروبا لعب 165 دقيقة في مباراتين أي 556 دقيقة في 8 مباريات. وكيله خرج في وقت سابق وقال إن اللاعب يستعد للعودة إلى منتخب الأفيال، بل وقال كذلك :"إنه يرغب في الفوز ببطولة أخرى مع الأفيال". الآن منتخب الأفيال بلا مدرب، ويسعى لبناء فريق شاب، يمتلك على الأقل في كل خط لاعب أو اثنين تخطى سنهم الـ30 عاما، مثلا هناك سالمون كالو وجيرفينيو في خط الهجوم وماكس جراديل وسيري داي في خط الوسط، وفي الدفاع هناك إسماعيل تراوري، وفي حراسة المرمى هناك بادرا علي سانجري. لعب توريه 113 مباراة دولية للأفيال، وهم حاليا ليسوا في أفضل حال بعد الفشل في التأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا. قال يايا توريه بعد عودته من الاعتزال:"أرغب في مساعدة الجيل القادم بخبرتي لكي يصبح كل الشعب الإيفواري فخورا". ديفيد ماكدونيل صحفي "ميرور" كان قد حذر في عام 2014 من أن يايا توريه قد يهدد عملية إعادة بناء منتخب شاب للأفيال. في تلك الفترة كان توريه أكبر لاعب في تشكيل الأفيال خاصة وأنه كان يبتعد عن مستواه شيئا فشيء. وكتب :"بكل بساطة لم يعد أفضل لاعب في الفريق، إنه أكثر كمستشار ولاعب ينقل خبرته، لكن هل يفعل ذلك فعليا؟ لا يفكر سوى في نفسه فقط". وواصل "لم يعد ببساطة أفضل لاعب في فريقه أو منتخب بلاده إنه يرغب في استعادة الأضواء بأي شكل". حينما اعتزل يايا توريه دوليا قال :"لازال بإمكاني مساعدة الكثير من اللاعبين الشباب في دولتي وكذلك قارة إفريقيا، وسأمنح الأطفال ما حصلت عليه من كرة القدم والحياة". كلمات النجم الأيفواري بدت متناقضة للغاية، لكن معظم الصحف الإنجليزية مثل "إيفينينج ستاندرد" وشبكة بي بي سي وسكاي سبورتس اتفقوا جميعا على شيء واحد، يايا توريه لا يلعب مطلقا مع سيتي كما يجب وبالتالي أراد العودة إلى منتخب بلاده من أجل الحصول على فرصة لتسويق نفسه. ونشرت صحيفة "إيفينينج ستاندرد" تقريرا قال فيه مصدر مقرب من اللاعب :"يايا ساعد كوت ديفوار على الفوز بلقب كأس أمم إفريقيا 2015، ويثق أن بإمكانه فعل ذلك مرة أخرى". وأتبع "من اللحظة التي تقاعد فيها دوليا كانت هناك طلبات كبيرة له لكي يعود والآن قد وافق". ما بين تلك الطلبات فالحقيقة فرضت نفسها فعليا، اللاعب لا يرغب سوى في تسويق نفسه، فعقده سينتهي في يونيو 2018 ولم يجدد تعاقده بعد وتقارير قالت إن بيب جوارديولا طلب ألا يتم تجديده. أول مباراة قادمة لكوت ديفوار ستكون ضد رواندا يوم 24 مارس المقبل ضد رواندا في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2019، كما أنه خسر في مباراته الأولى ضد غينيا بنتيجة 3-2. الآن وبعد رحيل فيلموتس فلا يوجد مدرب بعد ليتخذ القرار، فتوقعت الصحف أن ما فعله صاحب الـ34 عاما كان لإيجاد عرض جيد خاصة وأنه يفكر في الرحيل في الصيف بعد الفوز بالألقاب مع مانشستر سيتي في حالة حسم الدوري وأي لقب أخر. فهل تكون عودة توريه صادقة فعلا لبناء المنتخب؟ أم أنه لم يفكر سوى في مصلحته الشخصية فقط؟
مشاركة :